«حزب الله» يَحملُ على السعودية وسفيرها

واصل “حزب الله” وفق “الحياة” حملته على المملكة العربية السعودية، وطاولت سفيرها لدى لبنان علي بن عواض عسيري، في وقت تولى مسؤول العلاقات الإعلامية في الحزب محمد عفيف، الرد على “الردود التي استمعنا إليها على مدار الأيام الثلاثة الماضية، والتي تعرّضت لخطاب الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله الجمعة الماضي”، معتبراً أنها “كانت بعيدة تماماً من مناقشة المعلومات والمعطيات والحقائق التي تضمنها خطابه، وعاجزة عن مقارعة الحجة بالحجة والمعلومة بالمعلومة، وانصرفت بدلاً من ذلك إلى إطلاق الضجيج والصخب وتبرير العدوان”.

وفي إطار حملة “حزب الله” على المملكة، اعتبر عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله أنَّ “تكرار السفير عسيري تصريحاته التي يتعرض فيها لنصرالله، تشكّل خروجاً عن الأصول الديبلوماسية التي تحكم عمل السفراء، وتفرض عليهم عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبنان، ومن هذه الأصول عدم التعليق على مواقف قياداته، أو تحديد ما يجب على نوابه القيام به، عبر الادعاء أنَّ هناك من يمنعهم من النزول الى المجلس النيابي، كما فعل السفير السعودي”.

كتب وفيق قانصوه في “الاخبار”: حزب الله يخرج عن صمته: «بعبعكم» لا يخيفنا!

الرياض التي تقود الحملة الحالية ليست أقل سخاء من واشنطن، وقد كانت لافتة حمولة سفيرها من «الحقائب الصغيرة» لدى عودته من بلاده غداة خطاب نصرالله. وهي دشّنت حملتها بقرار مجلس حقوق الانسان في جنيف إدانة «انتهاك حزب الله حقوق الانسان في سوريا»، وجنّدت لها كل «أدواتها» الاعلامية والسياسية التي غرقت في حفلة شتائم وتصوير الصراع في اليمن على انه بين فرس وعرب، وكأن الأتراك والباكستانيين عرب أقحاح، أو تصويره صراعاً سنياً ــــ شيعياً مع أن غالبية اليمنيين ليسوا شيعة ولا عُرف عن فنزويلا، مثلاً، اعتناقها المذهب الاثني عشري! ولأن ما يجري في اليمن «ليس امرًا عاديًّا وبسيطًا» كما قال النائب حسن فضل الله أمس، و»لأن هذا الاستهداف لا يمكن السكوت عنه مهما كانت الحروب النفسية والسياسيَّة والاعلاميَّة التي تعودنا على مواجهتها»، ولأن كل الردود تعامت عن دعوة السيد نصرالله اليمنيين الى الحوار، كان لا بد من الخروج المحسوب عن الصمت، خصوصاً ان «المطبّلين» للسعودية في لبنان وغيره بدوا وكأنهم صدّقوا ما روّجوا له عن توتر الحزب وقلقه من «البعبع» السعودي الذي لن يكون في أي حال أكثر سطوة من «البعبع» الاسرائيلي، وللقول للجميع: على رسلكم… فالأمور بخواتيمها.

كتب ناهض حتر في” الاخبار”: نصرالله والعلمانية، الشيوعية والتشيّع

يبثّ آل سعود، اليوم، على موجة جديدة. وسّع البترودولار، دائرة استقطابه، لتشمل «علمانيين» و»شيوعيين»، يدعمون الحرب على فقراء اليمن، لأن الحوثيين سينقلون إليها نظام الولي الفقيه! وكأن آل سعود هم ورثة جان جاك رسو وكارل ماركس، وليسوا ورثة ابن تيمية ومحمد بن عبدالوهاب! نصر الله سيّد، وعمامته وعقيدته ظاهرتان للعيان. وهذا شأن خاصٌ به وبحزبه؛ فالمهم أنه لا يطالب مواطنيه وأبناء أمته باتباع دينه وإيمانه ومذهبه، لا بالدعوة ولا بالقوة. في خطابه السياسي، كما في ممارساته العملية، ينطلق نصرالله ــــ وحزبه ــــ من إقرار علماني صريح بالتعددية الدينية والمذهبية والفكرية. لا يريد إرغام المسيحيين على دفع الجزية، بل تسيل دماء أبنائه في الدفاع عنهم، وعن كنائسهم وحريتهم الدينية، ولا يريد أسلمة الدروز، أو تشييع السنّة الخ،  لكن حساسية نصرالله وحزبه، العلمانية بالذات، تفرض عليه، هنا وهناك، مواقف غير منسجمة، منها مثلاً تمسكه بالتعاون مع حماس، رغم ما أظهرته من عداء مذهبي وسياسي لـ «حلفائها» السابقين في محور المقاومة…. إيران، عند بعضكم، مشروع فارسي مجوسي معاد للعرب! والصراع كله، عند بعضكم، لا يعني الشيوعي العربي لأنه صراع مذهبي بين سلفيتين! أنتم، إذاً، تحكمون على أنفسكم بالتهميش، أو تأذنون لأنفسكم بالاصطفاف الفعلي في حلف آل سعود. فلتطاردكم دماء أطفال اليمن الفقراء، ضمائركم إذا بقي عندكم بقايا ضمير؛ أما نحن، فضميرنا الشيوعي الحيّ يحفزنا، في كل لحظة، لافتداء أطفال اليمن وسوريا والعراق، بالأرواح. تزعجكم مناداة الحسين؟ حسنا، ها إننا نختم: يا حسين، أيها الجد الأول للشيوعية العربية؛ وهل الشيوعية شيء آخر سوى افتداء الكادحين والمجتمع والوطن؟

السابق
الحكومة تهتز ولا تقع..
التالي
«المستقبل» تشيد بالوقفة العربية الشجاعة وبكلمة سلام