المصريون عائدون…

في ذروة حالة العنف والتفتت التي يُعاني منها النظام السياسي العربي، جاءت الحركة السياسية والدبلوماسية الناشطة التي تقودها الشقيقة الناشطة التي تقودها الشقيقة مصر في أكثر من اتجاه، لتعبّر عن أول محاولة جدّية لإعادة لملمة الصف العربي، واستعادة عناصر القوة والهيبة فيه، عبر العودة إلى اعتماد سياسة التضامن العربي، وتجديد استراتيجية البيت العربي، بمواجهة التحديات المحدقة بالأمة من كل حدب وصوب. استراتيجية التحرّك السريع، التي وضعتها دوائر القرار في القاهرة، بتشجيع شخصي من الرئيس السيسي، استطاعت أن تحقق سلسلة خطوات مهمة، أعادت مصر إلى موقعها الاستراتيجي في خريطة المنطقة، مكرّسة المحورين التقليديين للسياسة الخارجية المصرية: المحور العربي وركيزته الأساسية المملكة العربية السعودية، والمحور الإفريقي ومنطلقاته المصرية المعهودة السودان، بشطريه الشمالي والجنوبي. ولبنان ليس غائباً عن خريطة الاهتمامات المصرية، ولعل المساعي المصرية في ملف أزمة الإفتاء، وما انتهت إليه من توحيد الصف الإسلامي في انتخاب مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، ترسم صورة واضحة عن مدى حرص الشقيقة الكبرى على أوضاع واستقرار الشقيق الأصغر، خاصة وأن أزمة الاستحقاق الرئاسي مفتوحة على مصراعيها! أما المصالحة المصرية مع قطر، والتي تمت بمبادرة شخصية من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، فجاءت لتُكمل عقد الموقف الخليجي الداعم لمصر ودورها القومي المميز، فضلاً عمّا تعنيه عودة النظام العربي إلى التماسك، واستعادة القدرة على التصدّي، في حسابات المواجهات المفتوحة أمام التمدّد الإيراني من جهة، والطموحات التركية من جهة أخرى!

مفاوضات النووي الإيراني تتجاوز المهلة

وفي لوزارن، فشل المفاوضون بعد ساعات مطولة من المحادثات، في إنجاز اتفاق المهلة الأولى التي تم تجاوزها منتصف ليل أمس، بين القوى الكبرى وطهران. ولم يتم التوصل إلى مخرج للملف النووي الإيراني المشتبه بأن له أبعاداً عسكرية، بسبب وجود مواضيع صعبة لم يتم التوافق عليها وسوف تستمر المحادثات بشأنها اليوم حسبما صرح الطرفان.

أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية ماري هارف مساء انه تم احراز ما يكفي من التقدم لمواصلة المفاوضات حول البرنامج النووي الايراني. وقالت “حققنا ما يكفي من التقدم خلال الايام الماضية ليستحق الامر البقاء حتى الاربعاء”، لكنها تداركت أنه لا يزال هناك “العديد من المواضيع الصعبة”.

تكريت حرة من “داعش”

وفي العراق، وبعد شهر على انطلاق الحملة العسكرية الواسعة النطاق لاستعادة تكريت مركز محافظة صلاح الدين شمال بغداد من “داعش”، انجلى غبار المعارك الشرسة أمس عن إعلان رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي تحرير المدينة بالكامل. إلا أن التحالف الدولي الذي كان داعماً رئيسياً للجيش العراقي وميليشيات الحشد الشعبي، قال ان التنظيم المتطرف لا يزال يسيطر على أحياء في المدينة وأن ثمة عملا كبيرا يجب القيام به، حسب المتحدثة باسم التحالف كيم ميكلسن.

(اللواء)

السابق
«مسافة السكة» و«عاصفة الحزم»
التالي
الحكومة تهتز ولا تقع..