الفيصل: لسنا دعاة حرب لكننا جاهزون لها

الأمير سعود الفيصل

حدد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، أمس، وفق “المستقبل”، معالم “ديبلوماسية الحزم” المترافقة مع “عاصفة الحزم” العسكرية لحماية الشرعية في اليمن، معلنا “اننا لسنا دعاة حرب، ولكن إذا قرعت طبولها فنحن جاهزون لها”:          اتهم ايران بدعم ميليشيا الحوثي وأعوان الرئيس السابق علي عبدالله صالح ما أوصل اليمن الى “فتن عظيمة”.   أكد ان “عاصفة الحزم” ستستمر حتى عودة هذا البلد آمنا ومستقرا وموحدا.

كما  أشار  الى أن المملكة ليست في صدد الزج بقواتها البرية داخل الأراضي اليمنية.  واتهم طهران بـ”زعزعة الأمن والسلم والتدخل السافر في شؤون دول المنطقة وإثارة الفتن والشقاق بين أبناء العقيدة الواحدة”. و أكد ان “الملف النووي الإيراني يظل أحد الهواجس الأمنية الشديدة الخطورة على أمن المنطقة وسلامتها” إذ ان “التاريخ يشهد أنه لم يدخل سلاح في المنطقة إلا وجرى استخدامه”.

اعتبر أن المأساة السورية فاقت كل حدود “وأصبحت وصمة عار في جبين كل متخاذل عن نصرة هذا الشعب المنكوب”. و أشار الى أهمية “تحقيق التوازن العسكري على الأرض لإرغام سفاح دمشق للاستجابة للحل السلمي في ظل إصراره على الحسم العسكري الذي دمر البلاد وشرد العباد”.

لم أشعر مرّة خلال متابعاتي للقمم العربية التي اعتدت تغطيتها منذ عشرين عاماً، بذاك الانطباع الذي انتابني أثناء متابعتي القمّة العربية الأخيرة. مزيجٌ من الفخر والاعتداد بالنفس حاصرني منذ أن وطأت قدماي أرض الكنانة. مطار شرم الشيخ لم يتّسع للملوك والرؤساء والقادة العرب الذين حضروا إلى قمّة «قرارات»، لا مجرّد توصيات أو تمنيات طالما بقيت حبراً على ورق. بعضهم تابع مجريات «عاصفة الحزم» من طائرته، والبعض الثاني استكمل لمسات ما بعد الضربة الأولى في كواليس «مركز المؤتمرات»، أمّا الشريك الثالث في هذه القمّة فكان جمهور ضمّ ملايين العرب الذين تابعوا وقائعها كما لم يفعلوا من قبل، مدجّجين بفائض من نشوة استعادة الكرامة. «أفتخر.. أنا عربي». قالها كثيرون في أروقة القمّة بما في ذلك الصحافيون الذين درجوا (في القمم السابقة) على الوقوف في الممرّات ينتظرون وزير خارجية من هنا أو أمين عام الجامعة من هناك ليتناوبوا على تأنيبه «لأنّ القمّة خَلَت من موقف أو قرار» طالما انتظروه منذ عقود من الزمن. أمّا داخل القاعة فنصاب العرب مكتمل، إلاّ من نظام الأسد المنبوذ. خطاب القادة استعاد جرعات من لغة قومية لم يسمعها بعضهم منذ قمّة الخرطوم.. قبل شرم الشيخ، طوى الملك سلمان بن عبدالعزيز مرحلة عربية من التردّد ودشّن أخرى تصدّى فيها بـ»حزم» لتمدُّد إيران إلى الاقليم وعبثها بالأمن القومي العربي. فكان الفاتح لعصر عربي جديد تجلّت أولى معالمه في قمّة شرم الشيخ، حيث تربَّع على عرش الأمّة ملكاً للعرب وصمّاماً لأمانهم وكرامتهم.

(المستقبل)

السابق
التطورات الأقليمية توتر المنطقة من العراق الى لوزان مروراً باليمن
التالي
«مسافة السكة» و«عاصفة الحزم»