الحسيني: الطائف تلقى 5 ضربات

كشف الرئيس حسيني الحسيني “كل الأوراق حول اتفاق الطائف وفلسفته الميثاقية”، في حوار صريح وشامل في “مركز عصام فارس” تناول القضايا المصيرية التي تواجه لبنان ونظامه السياسي، شدد فيه على “أهمية الحفاظ على الميثاق اللبناني”، مشيرا إلى “فرص لبنان الكبيرة اليوم للحفاظ على استقراره وتطبيق الدستور، نظرا الى ان لبنان ما عاد ساحة للصراع في ظل التغيرات في العالم العربي”.

واكد الرئيس الحسيني، خلال ندوة عن “مستقبل لبنان بين عبر الماضي والتغيرات الراهنة”، شارك فيها الوزراء السابقون: محمد يوسف بيضون، كريم بقردوني، عادل قرطاس، وسليمان طرابلسي وعدد كبير من المهتمين، أن “لبنان وحده بين الدول العربية جسد العروبة الحضارية ولبنانيتها”، مشددا على أن “لبنان ليس في حاجة إلى أن يثبت عروبته بل لبنانية العروبة، لأن لا قيمة للعروبة من دون المثال اللبناني في التنوع والحرية”.

ولفت إلى أن “تجارب لبنان وصيغته مفيدان لكل المنطقة نظرا الى ان لبنان هو نافذة العرب على العالم ونافذة العالم على هذه المنطقة”.

وشدد على أن “معنى لبنان هو الحرية ولذلك يتمسك اللبنانيون بها وبأرضهم”، مؤكدا أن “مصير لبنان هو أن يحمي فيه ويشرعن كل مكون لبناني وجود الآخر، بما أن مصدر الشرعية والصيغة فيه دستوري لا ثوري، كما هي حال معظم دول العالم”، موضحا أن “هذا هو سر بقاء لبنان الدولة والفكرة، حتى بعد الحرب”.

ورأى، في معرض الحديث عن “واقع الدولة والنظام السياسي”، “أننا نعيش حال اغتصاب للدولة وفي ظل مؤسسات غير شرعية في ظل الفراغ في رئاسة الجمهورية والتمديد للمجلس النيابي”، مشددا على أن “الأحزاب المذهبية التي تسيطر اليوم على الدولة لا يمكن أن تشكل حلا لأنها تؤدي إلى استجلاب الدعم الخارجي”.

وشدد ردا على “اتهامات” اعتبرها “أخطاء شائعة”، على أن “اتفاق الطائف صنع في لبنان، وأن محاضر كل فقرة منه منشورة وهي في متناول الجميع”، لافتا إلى أن “ما هو غير منشور اليوم مجموعة من الإنتقادات اللاذعة بين الأفرقاء تناولت مسؤولين لبنانيين والعلاقات اللبنانية السورية، ولا قيمة لها في تفسير الدستور ولا تحمل حتما في طياتها حلا للأزمات الدستورية اليوم”.

ضرب الطائف ضرب لوحدة اللبنانيين
وشدد ايضا على أن “ضرب اتفاق الطائف يؤدي إلى ضرب الكيان ووحدة اللبنانيين لأن لا بديل للطائف حاليا”، وتحدث عن “ثلاثة اتجاهات لبنانية اليوم: فئة أولى تتمسك بتطبيق الاتفاق، وثانية تمارس السكوت عن سوء أو انعدام سبل تطبيقه، وثالثة عندما عجزت عن التقدم إلى الأمام اختارت سبيل التطرف والرجوع إلى الوراء”.

وجزم الرئيس الحسيني بأن “اتفاق الطائف صنع في لبنان، ولو أن الأفرقاء بقوا في السعودية لمدة 23 يوما”، مؤكدا أن “إحدى أهم ركائز الاتفاق وهي موضوع “نهائية الكيان اللبناني” تحديدا صنعت في لبنان على مراحل”. وأشار إلى أن “هذه النقطة الشديدة الأهمية ذكرت في ورقة للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى عام 1977، ثم في الثوابت الاسلامية العشر التي اعلنت من دار الفتوى عام 1986 وفي حضور كل القيادات الاسلامية، وفي ورقة عمل نيابية عام 1985 فمذكرة لبنانية تمثل رئيس الجمهورية ومجلسي النواب والوزراء قدمت الى البابا يوحنا بولس الثاني في العام 1986، وورقة عمل بين الرئيس الحسيني والبطريرك مار نصرالله بطرس صفير، إلى حين ذكرها وتثبيتها في المرة السادسة في اتفاق الطائف”.

5 محطات أفشلت الطائف
ورأى أنَّ” ما أفشل تطبيق اتفاق الطائف هو سلسلة الضربات التي تلقاها بعد العام 1990″، وقال: “إن الضربة الأولى تمثلت في المقاطعة المسيحية لانتخابات 1992 التي أفقدت الإنتخابات ميثاقيتها وأبعدت المسيحيين عن المشاركة في الدولة وأبعدت الإعتدال أيضا عن المجلس النيابي”، لافتا إلى أنَّ” الإستثناء الذي وضع آنذاك في قانون الإنتخاب المفترض أن يقوم على المحافظة في كل لبنان، تكرر في كل قوانين الإنتخاب اللاحقة”.

ورأى أن “الضربة الثانية للطائف تمثلت في قرار مجلس الامن 1559 عام 2004 الذي شمل بنودا عدة لم ترد في الطائف، في وقت أن الدول الكبرى في مجلس الأمن هي ملتزمة رعاية الطائف”. وأضاف أن “الضربة الثالثة تمثلت في اغتيال الرئيس رفيق الحريري وما أدى إليه من اصطفاف مذهبي ونشوء الإنقسامات العمودية القائمة اليوم”.

واضاف: “إن الضربة الرابعة كانت الحلف الرباعي بين القوى المسلمة الرئيسية في انتخابات 2005 واستبعاد المسيحيين الذين ظهروا وكأنهم ليسوا شركاء في الوطن والنظام. أما الضربة الخامسة فتمثلت في اتفاق الدوحة الذي كبل رئيس الجمهورية من البداية عبر منحه 3 وزراء في الحكومة، مما يخالف مضمون اتفاق الطائف الذي جعل رئيس الجمهورية بحكم موقعه الدستوري مسؤولا عن تشكيل حكومات متوازنة وطنيا لا تمتلك فيها أي قوة منفردة الثلث المعطل بناء على قاعدة أن الجميع يحتاج إلى الجميع، ومسؤولا عن جميع وزراء الحكومة وعملهم”.

(وطنية)

السابق
هل تنتقم كرمى خياط من حزب الله بفضح أسراره في المحكمة الدولية؟
التالي
عائلات جنوبية تغير المذهب منعا لطردها من الخليج؟