الجسر: الحوار مستمر

تتجه الأنظار مجددا، مساء الخميس المقبل، الى دارة الرئيس نبيه بري في عين التينة، حيث من المفترض أن تعقد جلسة الحوار التاسعة بين «تيار المستقبل» و «حزب الله» في ظل استمرار الأجواء المشحونة بين الطرفين، سواء على خلفية شهادة الرئيس فؤاد السنيورة في المحكمة الدولية في لاهاي أو على وقع «عاصفة الحزم» التي تقودها السعودية في اليمن، ثم الخطاب الناري الذي أطلقه السيد حسن نصرالله بهذا الصدد ضد المملكة وقيادتها وما سبقه من موقف للرئيس سعد الحريري.

ويبدو واضحا أن حوار «المستقبل» و «حزب الله» بدأ يسمو فوق كل الخلافات التي ترخي بثقلها على الطرفين وشارعيهما خصوصا، وعلى الساحة اللبنانية عموما، وهو حتى اليوم يبقى أقوى ممن يحاولون النفخ في بوق الفتنة من المتضررين من هذا التلاقي، سواء ضمن «التيار الأزرق» أو من القوى السياسية الأخرى التي تخشى من أن يؤدي هذا الحوار الى تهميش دورها وحضورها.
ثمة قناعة لدى الطرفين بأن الحوار اليوم يعتبر أولوية من أجل إبقاء الخلافات ضمن الأطر السياسية، وعدم انسحابها الى الساحات والشوارع بأي شكل من الأشكال، خصوصا أن العنوان الأساسي للحوار كان «منع الفتنة وإزالة الاحتقان».
ويرى بعض المطلعين أن الجلسات الثماني الماضية أرست عددا من الثوابت، أبرزها سحب كل أنواع التوترات من الشارع، لافتة الانتباه الى أن خلافات أقل من التي تحصل اليوم، كانت في أعوام ماضية تضع لبنان على شفير حرب مذهبية، من هنا فإن الفضيلة الأساسية للحوار اليوم هي وضع حد للحماسة وللغرائز لدى القواعد الشعبية لكلا الطرفين.
وترى مصادر قيادية في «تيار المستقبل» أن ما حصل بين الجلستين الثامنة والتاسعة لم يخرج عن التوافق بين المتحاورين، على أن يكون لكل فريق الحرية في اتخاذ المواقف السياسية التي يراها مناسبة من دون الدخول في التجريح الشخصي، لافتة الانتباه الى أن ما أدلى به السنيورة في لاهاي يدخل ضمن الشهادة تحت القسم، وهو لم يكن تحليلا شخصيا أو رأيا سياسيا، وأن أي إخلال بالشهادة أمام المحكمة يعتبر جرما يحاسب عليه القانون، كما أن ما ساقه نصرالله في إطلالته التلفزيونية يدخل ضمن موقف «حزب الله» من التطورات في اليمن، وهو موقف سياسي اعترض عليه «تيار المستقبل».
ويؤكد عضو طاولة الحوار النائب سمير الجسر لـ «السفير»: «ان المواقف التي أطلقت لن تؤثر على الحوار، وهو مستمر بجدية وبروح وطنية، ونحن سنتابع في الجلسة التاسعة جدول الأعمال المتضمن موضوع الفراغ الرئاسي، والاستراتيجية الوطنية لمكافحة الإرهاب».
ويرى الجسر أن «موضوع رئاسة الجمهورية يجب أن يكون من أولى الأولويات، لأنه في ظل ما يجري في المنطقة وعدم معرفة الى أين ستصل الأمور، فإن ثمة خطرا كبيرا على لبنان أن يبقى من دون رئيس، وعلى كل الفرقاء أن يعوا هذا الخطر، علما أنه لا يجوز أن يستمر هذا الفراغ في رأس الدولة وقد بتنا على عتبة السنة».
وعن إمكانية البحث في الخطة الأمنية للضاحية، يقول الجسر: «لقد تحدثنا عن الخطة الأمنية في الضاحية في جلسات سابقة، لكن هذا الموضوع لا يبحث على طاولة الحوار، بل هو من مهام الوزارات المعنية، وعندما تقرر تنفيذ الخطة وتضع استراتيجيتها، يمكن أن يحصل تواصل من أجل إيجاد الغطاء السياسي لها».
ويؤكد الجسر أن «الحوار يشكل ضرورة قصوى أكثر من أي وقت مضى، ومن الطبيعي أن يكون بين فريقين متباعدين ومتخاصمين، خصوصا في ظل الظروف الحرجة والخطرة، وأعتقد أن لا أخطر ولا أحرج من الظروف التي تمر علينا اليوم»، مشددا على أن «الجميع ملتزم بعدم التجريح الشخصي الذي لا يوصل الى أي نتيجة، وانطلاقا من حرصنا على بلدنا وأهلنا فإننا سنذهب الى الحوار بكل جدية وحماسة يوم الخميس المقبل».

السابق
هيئة التنسيق تعتصم وتقفل المدارس والإدارات العامة ظهر اليوم  
التالي
كنيسة في جزين تتحوّل «زريبة حيوانات»