عشرات الفعاليات لإحياء «يوم الأرض» بلبنان

كعادة المخيمات الفلسطينية في الشتات يحيي الفلسطينيون ذكرى يوم الأرض بالمسيرات والفعاليات، ويولي فلسطينيو لبنان ذكرى هذا العام اهتماما خاصا، بتنظيم عشرات الفعاليات للتأكيد على حق العودة، وعروبة كامل التراب الفلسطيني.

يحيي الفلسطينيون في مخيمات الشتات بلبنان هذه الأيام ذكرى يوم الأرض الفلسطيني الذي يصادف 30 مارس/آذار من كل عام، تأكيدا منهم على عروبة الأرض الفلسطينية رغم ما طالها ويطولها يوميا من ممارسات احتلال وتهويد.

ويحتفي الفلسطينيون في الداخل والشتات من كل عام بذكرى يوم الأرض الذي تعود أحداثه إلى مارس/آذار 1976 حين حاول الاحتلال الإسرائيلي مصادرة آلاف الدونمات من الأراضي ذات الملكية الخاصة للفلسطينيين في منطقة الجليل ومحيطها، مما دفع لمقاومة شعبية فلسطينية أدت لسقوط ستة شهداء وجرح واعتقال المئات تبعها إضراب عام.

وحملت فعاليات يوم الأرض لهذا العام مجموعة من النشاطات قامت عليها العديد من المؤسسات الفلسطينية داخل المخيمات، تنوعت بين محاضرات التوعية والتعريف بالذكرى، إلى جانب معارض وتجمعات وملصقات وأمسيات زجلية وتراثية فنية، وثقت لمرحلة الحدث وأكدت على حق الفلسطيني بتقرير مصيره وأرضه.

وعمت الفعاليات والنشاطات مختلف جغرافيا الوجود الفلسطيني في لبنان، بدءا من مخيماتطرابلس والشمال، مرورا ببيروت، وليس انتهاء بمخيمات الجنوب والبقاع.

فعاليات مكثفة
وقال المدير العام لمنظمة ثابت لحق العودة، وهي إحدى المؤسسات الفاعلة بإحياء الذكرى، سامي حمود إن ذكرى اليوم تأتي وسط هجمة شرسة ضد الحجر والبشر والأرض الفلسطينية، مثلتها لاءات رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بعد رفضه مبدأ التقسيم والانسحاب.

وقال حمود في تصريحات للجزيرة نت إن مخيمات الشتات الفلسطيني أكدت بإحياء شبابها ليوم الأرض “دفنها لمقولة غولدا مائير رئيسة وزراء الاحتلال السابقة أن الكبار يموتون والصغار ينسون”.

وعن فعاليات هذا العام لفت حمود إلى أن الحالة الأمنية في لبنان حالت دون تسيير المسيرات صوب الحدود الشمالية مع فلسطين، مذكرا بحوادث استشهاد الشبان الفلسطينيين الذين ارتقوا على السياج الفاصل في منطقة مارون الراس، بذكرى النكبة قبل سنوات توقا وشوقا لأرضفلسطين.

وقال إن الأيام القادمة ستشهد تكثيفا بشكل ونوع الفعاليات بذكرى الأرض في مختلف المخيمات داخل لبنان دون استثناء، لافتا لإطلاق ناشطين شباب لهاشتاغ (# الأرض _لنا) كشكل من أشكال استثمار وسائل التواصل والاتصال.

العودة قريبة
أما مدير المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان الدكتور محمود حنفي فاعتبر من جهته بهذه المناسبة أن التفريق بين الإنسان والأرض مسألة خطيرة، ولا يمكن الفصل بينهما حين الحديث عن يوم الأرض. مؤكدا أنه “لا استقرار أو أمن بالمنطقة دون احترام حق الإنسان الفلسطيني بالعيش بكرامة على أرضه التي هجّر منها”.

وذكّر حنفي في تصريح للجزيرة نت بأنه “لا يمكن لعملية التسوية أن تتجاوز الحقائق الثابتة في قاموس القانون الدولي عن حق عودة الفلسطينيين إلى قراهم ومدنهم، وعدم الاعتراف بالاحتلال وإجراءاته على الأرض مهما امتدت السنون”.

بدوره اعتبر المنسق الإقليمي لمركز العودة الفلسطيني علي هويدي أن إحياء الأجيال لذكرى يوم الأرض إنما هو للتأكيد على “تمسكنا ليس بالأرض الفلسطينية فحسب إنما أيضا بعودة اللاجئ الفلسطيني، الذي لولاه لا قيمة للأرض ولا قيمة للدولة”.

وقال هويدي للجزيرة نت “موعد العودة إلى فلسطين المحتلة عام 48 أصبح أقرب من القريب، وذلك بفضل المقاومة في فلسطين وصمود الشعب الفلسطيني داخل أراضي 48”.

(الجزيرة)

السابق
أهالي العسكريين المخطوفين يقطعون طريق الصيفي
التالي
الموت يغيّب مصمم الأزياء اللبناني العالمي باسيل سودا