واشنطن ستحارب «بكل قوة من يعتدي على السعودية» «عاصفة الحزم» تقطع أوصال الحوثيين

ركزت عمليات “عاصفة الحزم” في يومها الثاني، على طرق إمداد ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، التي أعلن الناطق باسم العمليات المستشار في مكتب سمو وزير الدفاع السعودي العميد ركن أحمد بن حسن عسيري، أنها هدف للعملية داعياً الى الابتعاد عن تجمعات الحوثيين وأنصار صالح.
ومع اشتداد الضربات الهادفة إلى دعم شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي، كانت قبائل اليمن تعلن تأييدها للعملية بإرسال قوات لدعم هادي، فيما أكدت واشنطن أنها ستحارب بكل قوتها من يعتدي على السعودية، وتم إبلاغ العاصمة الرياض بذلك.
وفي الإيجاز اليومي لمسار عمليات “عاصفة الحزم”، أكد العميد ركن عسيري أن عمليات “عاصفة الحزم” استهدفت أمس قاعدة العند ومدرج القاعدة لمنع الميليشيات من استخدامها، كما تم استهداف تحركات للميليشيات الحوثية بين شمال وجنوب اليمن لنقل الإمداد والتموين لقطع طرق الإمداد لهم.
وأوضح العميد ركن أحمد عسيري أن الحملة استهدفت أحد الجسور على أحد الطرق التي تستخدمها الميليشيات الحوثية بشكل مكثف لنقل الإمداد والتموين وتحريك الصواريخ البالستية، كاشفاً أن الميليشيات الحوثية تحاول نقل التعزيزات من محافظة صعدة باتجاه صنعاء أو العكس لذلك كان هذا أحد الأهداف التي تمت بخلاف العمليات التي نُفذت في أول يوم من عمليات التحالف.
وأكد المستشار في مكتب وزير الدفاع أن استهداف قوة التحالف لهذا النوع من الجسور يأتي كهدف عسكري لمنع نقل الإمداد والتموين وتحريك الصواريخ البالستية، داعياً “الأشقاء في الجمهورية اليمنية الى الابتعاد عن التجمعات الحوثية والقوافل والعربات التي تنقل التموين والعتاد وذلك لأن قوات التحالف سوف تستهدف جميع التحركات التي تقوم بها الميليشيات الحوثية شمال وجنوب اليمن لمنع استمرار التحرك وحشد القوات سواء على الحدود الشمالية أو على المحافظات الجنوبية”.
وأوضح العميد ركن أحمد عسيري أن العمليات استهدفت كذلك أسلحة الدفاع الجوي سواء منظومات صواريخ سام أو المدفعية المضادة للطائرات أو منصات الصواريخ البالستية.
وأوضح أن دوريات جوية تقوم على مدار الساعة بمراقبة التحركات على الأرض، وإذا ثبت لقوات التحالف وجود تحركات لقوافل أو عربات تحتوي على إمداد للميليشيات سوف يتم استهدافها مباشرة.
وحول مشاركة قوات أخرى غير سعودية هذا اليوم في “عاصفة الحزم”، أوضح أن القوات الإماراتية شاركت أمس في عمليات القصف، وأن الجميع يشارك ولكن حسب الجدول الزمني والمهام المحددة لكل قوة.
وحول تحرك الميليشيات الحوثية على الحدود الجنوبية للمملكة، أشار إلى رصد بعض التحركات التي تم استهدافها بطائرات الأباتشي ومدفعية الميدان، مؤكداً أنه “لا توجد حالياً أي تحركات لعمليات برية حول الحدود”.
وعن المدة الزمنية لاستمرار عمليات عاصفة الحزم، بيّن العميد ركن أحمد عسيري أن العملية ستستمر حتى تحقق أهدافها العسكرية المجدولة زمنياً، ولن يسمح لأي أحد بإمداد الميليشيات الحوثية بأي نوع من الإمداد، ولفت النظر إلى أن قوات التحالف تعمل لتحقيق أهدفها ودعم شرعية الحكومة والرئيس اليمني وإعادة الأمن والاستقرار لليمن الشقيق.
وأشار إلى أن العمليات تتم حسب التنسيق مع الحكومة اليمنية الشرعية المتواجدة في جنوب اليمن وأعضاء الحكومة والقوات اليمنية التي ما زالت تقاوم الميليشيات الحوثية لحماية اليمن.
وفي ما يخص التنسيق على الأرض قال العميد ركن أحمد عسيري: “هناك تنسيق مباشر مع الجيش اليمني والحكومة اليمنية، والحماية هي لكامل الشعب اليمني، وقوات التحالف تأخذ في الاعتبار التدقيق والتأكد من الأهداف قبل مهاجمتها”.
وعبّر عن ترحيب قوات التحالف بكل اليمنيين الشرفاء الذين ينضمون للجيش اليمني لمقاومة هذه الميليشيات حتى يتحقق الأمن والاستقرار للشعب اليمني الشقيق، متمنياً تحقيق نتائج إيجابية وحماية الشرعية.
في غضون ذلك تمكن مسلحو قبائل مأرب من الاستحواذ على مواقع عدة للحوثيين في منطقة “قانه” التي تجددت فيها الاشتباكات بين الجانبين عقب انهيار هدنة طارئة تم التوصل اليها بعد وساطات قبلية .
وأكدت مصادر قبلية أن قبائل مأرب تمكنت من السيطرة على العديد من مواقع تمركز الحوثيين في منطقة قانه، مشيرة الى أنها ستقوم بطرد مسلحي جماعة الحوثي من كافة مناطق تمركزهم الراهنة في مأرب، وجددت القبائل دعمها لعاصفة الحزم معتبرة أنها نصرة الأشقاء لأشقائهم في اليمن وأنها ستسهم في كسر شوكة الحوثيين وحليفهم الرئيس السابق .
وأثار استهداف الغارات الجوية المنفّذة من قبل الطائرات التابعة للقوات الجوية السعودية لمعسكر “ماس” التابع لقوات الحرس الجمهوري بمأرب ارتياحاً في أوساط قبائل المحافظة كونه كان يمثل مركز دعم للحوثيين في عملياتهم القتالية ضد قبائل مأرب التي كانت تتعاطى مع هذا المعسكر باعتباره جزءاً من التهديدات الملحة التي تمثلها مساعي الحوثيين للسيطرة على مأرب .
وفي عدن سادت الفوضى في بعض مناطق المدينة، حيث دارت مواجهات بين قوات الجيش الموالية للرئيس السابق والحوثيين من جهة ومقاتلي اللجان الشعبية والمتطوعين من أبناء المدينة، ودارت أكبر المواجهات في محيط مطار عدن الدولي، الذي تواصل إغلاقه منذ إقدام الحوثيين على محاولة السيطرة على الجنوب، فيما دعا أكبر تكتل في الحراك الجنوبي الى التدخل بقوات برية دولية للتمركز في الحدود السابقة للدولتين السابقتين في شمال وجنوب اليمن (الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية)، مرحباً بعملية “عاصفة الحزم”.
ووجه المجلس الأعلى للحراك الجنوبي دعوته الى مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي “الى التدخل بقوات برية دولية للتمركز في الحدود السابقة للدولتين (الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) لحماية شعب الجنوب من الإبادة الجماعية على طريق تكوين دولته الحرة المستقلة”.
وحمّل بيان صادر عن المجلس الأعلى للحراك الثوري السلمي لتحرير واستقلال الجنوب، من وصفه بـ”مجرم الحرب الأول علي عبدالله صالح وعبدالملك الحوثي ومن معهما وخلفهما كامل المسؤولية الدينية والجنائية والسياسية والأخلاقية على مترتبات حرب الاحتلال الجديدة وتداعياتها وسفك الدماء الطاهرة”.
وشعبياً خرج الآلاف في مدينتي تعز وإب بعد صلاة الجمعة في مسيرات مؤيدة لعملية عاصفة الحزم، حيث رفع المتظاهرون صوراً للرئيس عبدربه منصور هادي والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، مطالبين بضرورة استمرار الضربات ضد القوات الموالية للحوثيين وأنصار الرئيس السابق.
وقال وزير الخارجية اليمني رياض ياسين إن عاصفة الحزم ستستغرق أياماً، مستبعداً أن تمتد لأسابيع، إلا أنه لفت إلى إمكانية حصول عمليات برية إذا استدعى الأمر ذلك، وهو أمر متروك للمختصين. وأضاف أن عاصفة الحزم عملية عسكرية متكاملة، والكثير من الدول تقدم الدعم لها.
ولفت في مقابلة مع “الحدث” على قناة “العربية” إلى أن صالح والحوثيين يلفظون الرمق الأخير. إلى ذلك، أكد أن الضربات الجوية استهدفت مقار علي عبدالله صالح والحوثي العسكرية فقط.
وتحت هول الضربات، دعا علي عبد الله صالح الى وقف العمليات العسكرية الجارية واستئناف الحوار. وقال في بيان إنه يدعو الى “وقف كافة الأعمال العسكرية فوراً من قبل التحالف الجديد بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربي ومن يتحالف معهم. وبالتزامن مع ذلك وقف العمليات العسكرية فوراً من قبل أنصار الله وميليشيات هادي وتنظيم القاعدة”. كما دعا الى “وقف عمليات السيطرة والنهب على مؤسسات الدولة والمعسكرات في عدن ولحج وجميع المحافظات ومن كل الأطراف”. واقترح “العودة الى طاولة الحوار بحسن نية، وبرعاية الأمم المتحدة ونقل مقره الى دولة الإمارات العربية المتحدة، أو في أي مقر من مقرات الأمم المتحدة، واستكمال ما تبقى من قضايا لم يتم بعد التوافق عليها”.
وعقد وزير الدفاع السعودي رئيس الديوان الملكي المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز اجتماعاً أمس مع معالي رئيس جهاز المخابرات في مصر خالد فوزي .وجرى خلال الاجتماع بحث تطورات الأوضاع في المنطقة .
كما استقبل الأمير محمد بن سلمان وزير الدولة لشؤون الدفاع بدولة قطر اللواء ركن حمد بن علي العطية الذي زار الرياض أمس.
ودولياً، قالت قناة “العربية” إن واشنطن أكدت أنها ستحارب بكل قوتها من يعتدي على السعودية، وتم إبلاغ العاصمة الرياض بذلك.
وكان نائب مبعوث الرئيس باراك أوباما لقوات التحالف، بريت ماجيرك، قال في مقابلة مع “العربية والحدث” الخميس، إن الولايات المتحدة أقامت مركز قيادة، وتنسق جهودها مع دول مجلس التحالف الخليجي في الحملة الجوية ضد الحوثيين. وأعرب عن أمله أن تعود كل الأطراف إلى الحل السياسي، لكنه أضاف أن الحوثيين اختاروا الطريق العسكري، ولا توجد أي إشارة على أنهم سيتوقفون.
وخلال زيارة الى واشنطن، قال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند أمس إن السعودية شعرت بأنه يتعين عليها التدخل في اليمن لتفادي سيطرة نظام مدعوم من إيران على البلاد المتاخمة لحدودها الجنوبية. وأضاف في تصريح للصحافيين خلال زيارة لواشنطن “السعوديون قلقون للغاية من فكرة نظام مدعوم من إيران في اليمن.. لا يمكنهم قبول فكرة أن يسيطر نظام مدعوم من إيران على اليمن ولهذا شعروا أن عليهم التدخل بتلك الطريقة”. وتابع قوله “نعلم أنه كان هناك دعم إيراني للحوثيين ونحرص جميعاً على تفادي أن يتحول ذلك إلى حرب بالوكالة”.
وأكدت الحكومة الألمانية أمس أن الغارات الجوية لعملية “عاصفة الحزم” على مواقع المتمردين الحوثيين في اليمن شرعية ومتوافقة مع القانون الدولي.
وقال المتحدث باسم الخارجية الألمانية مارتن شيفر في تصريح أوردته وكالة الأنباء الألمانية “ليس لدينا شك في شرعية تلك الغارات”، مناشداً في الوقت نفسه التوصل إلى حل سياسي في اليمن.

(المستقبل)

السابق
العدوان الاميركي ــ السعودي على اليمن مستمر وخسائر بشرية
التالي
«عاصفة الحزم» لبنانياً: لا تراجع عن الحوار الحريري: كراهية نصر الله للسعودية تستحق الإهمال