زلزال افتراضي يضرب صيدا

حال من التململ عاشها أهالي الجنوب والعابرون على طريق صيدا الذين اعتادوا أن يسلكوا الطريق البحرية للمدينة، إذ تفاجأوا، اليوم السبت، منذ الساعة الثامنة صباحاً بحواجز أمنية أغلقت مداخل ومخارج الطرقات، فبات التنقل مستحيلاً إلا سيراً على الأقدام.

انتشرت القوى الأمنية على طول “الكورنيش” البحري، فيما عكَّرت أصوات أجهزة الإنذار صفو أجواء المدينة، وتجمعت حشود مدنية حول حفرة كبيرة حوت سيارات مدمرة، وارتفعت على جوانبها سواتر من التراب والأحجار.
على الطريق المؤدي إلى وسط مدينة صيدا، وأمام مدرسة “المقاصد”، نصبت خيم بيضاء كبيرة، واستنفرت قافلة لسيارات الدفاع المدني ذات اليمين وأخرى للصليب الأحمر ذات اليسار، أما بحر صيدا فغزته زوارق الإنقاذ البحري وقطعات من خفر السواحل التابعة للجيش اللبناني حيث بدا الترقب سيد الموقف.
يقول أحد متطوعي الصليب الأحمر إن زلزالاً سيضرب المدينة في تمام الساعة الحادية عشرة، ويوضح أن الفرق المستنفرة جاءت من صيدا وكامل الجوار لخدمة أهلهم وإغاثتهم.
الحدث الصيداوي هو مناورة مشتركة بين الأجهزة الأمنية وطواقم الإسعاف، تنظمها “اللجنة الوطنية لإدارة الكوارث” بالتعاون مع السفارة السويسرية في لبنان ومحافظ الجنوب منصور ضو وبلدية صيدا، وهي تحاكي زلزالا يضرب المنطقة ويوقع إصابات بشرية متسبباً أيضاً بدمار في البنية التحتية للمدينة.
وتشارك في المناورة بالإضافة إلى وحدات من الجيش اللبناني و قوى الأمن الداخلي كل من بلدية صيدا (شرطة البلدية وفوج الإطفاء)، والمديرية العامة للدفاع المدني والصليب الأحمر اللبناني، كما تشارك الجمعيات الأهلية في المدينة للوقوف على استعدادها لتنفيذ خطة الإستجابة الوطنية خلال الكوارث و الأزمات. وكالعادة لم يعلن عن المناورة مسبقاً، ولم توضع لافتات تنبئ المواطنين باقفال الطريق، مت تسبب بزحمة السير، وبلبلة للالتفاف حول الطريق لاتخاذ طريق آخر.
يقول أحد المواطنين الذين تجمعوا إن هذه المناورة مفيدة لإظهار مدى قدرة الأجهزة على التنسيق فيما بينها لمواجهة هكذا أخطار، خصوصاً أنها تحدث للمرة الأولى في المدينة، إلا أنه لا يخفي قلقه حين يتمنى أن يكون هذا “التنسيق فعلياً لا مجرد استعراض ملَّه الشعب، واعتاد أن يواجه وحيداً كل كارثة طبيعية تضربه ثم تأتي الدولة لاحقاً للتعويض”.

السابق
السنيورة: «عاصفة الحزم» مبادرة لمواجهة الهيمنة الفارسية على الوطن العربي
التالي
بان كي مون يدعو الى حل «سلمي» للنزاع في اليمن