الإسلام وضرورة التحديث من وجهة نظر قرآنية

في كتاب "الإسلام وضرورة التحديث/ نحو إحداث تغيير في التقاليد الثقافية" لفضل الرحمن لانوجاد الصادر عن دار الساقي، نقرأ نظرةٍ قرآنيّة توحيديّة للعالم تدعونا إلى ضرورة تحديث الإسلام وإحداث تغيير في التقاليد الثقافية.

أصدرت (دار الساقي في بيروت)، طبعة ثانية (في الـ2015)، من كتاب “الإسلام وضرورة التحديث/ نحو إحداث تغيير في التقاليد الثقافية” للمفكّر الإسلامي الباكستاني الراحل فضل الرحمن (1919 – 1988). وهذا الكتاب، الذي ترجمه إلى العربية إبراهيم العريس، قد صدرت طبعته الأولى في العام 1993. ويتضمّن هذا الكتاب، في تضاعيفه النقديّة، طروحات الكاتب الهادفة إلى إصلاح النظام التربوي الإسلامي، من خلال التّوصّل إلى انوجاد تفكيرٍ إسلاميّ، أصيلٍ ومجدِّد وكفوءٍ، وذلك عبْر دعوة الكاتب إلى تصحيح أسلوب تفسير القرآن، من خلال تجديد وتحديث النّزعة العقليّة الإسلاميّة، بهدف التّوصّل إلى منهجٍ كفوءٍ لتأويل القرآن، لضمان صياغة رؤية إسلاميّة، تتولّد عنها نظرةٌ توحيديّة لرؤية القرآن للعالم. من هنا كان هذا الكتاب عبارة عن عملٍ عامّ، حول النظام التربوي الإسلامي في العصر الوسيط، بسماته الرئيسية ونواقصه، وحول جهود التحديث، التي بُذلت طوال قرنٍ او نحوه، ولقد حاول الكاتب في خاتمة عمله التحليليّ هذا، أن يرسم بعض الخطوط العامّة، التي رأى أن هذه الجهود، يتعيّنُ أن تسير تبعاً لها، لكي تؤتي ثمارها حقّاً.

ويرى المؤلف أنّ التطوّر الثقافي، وبالتالي الاجتماعي، للإسلام، قد انطبع وتشوّه بفعل خطأين مترابطين: أوّلهما ارتكبه أولئك الذين فشلوا في الاعتراف بالفارق بين المبادئ العامّة، والأجوبة المحدّدةعن الأوضاع التاريخية والعمليّة الخاصّة. والحال أن هذا الجمود، هو الذي أدّى إلى الخطأ الكبير الثاني، الخطأ الذي ارتكبه العلمانيّون. فالدّوغمائيون، عبره تدريسهم القرآن وتفسيرهم إياه بطريقتهم، خلقوا وضعيّة، وجدت فيها المجتمعات الإسلامية نفسها مجبرة على سلوك أحد خيارين، كل منهما أشدُّ إيلاماً من الآخر: إمّا أن تتخلى عن الإسلام القرآني، أو أن تُدير ظهرها للعالم الحديث.

ويقدّم المؤلِّف في هذا الكتاب، مسودَّة طموحة للوصول إلى، تبديل في التقاليد الثقافية للإسلام. ففي مواجهة الأصوات التي تُنادي بالعودة إلى الإسلام، أو بإعادة الشّريعة، يطرح الكاتب سؤالاً هادئاً وجريئاً: أيّ إسلامٍ، وما هو الإسلام؟ ثم وبشكلٍ أهمّ: كيف يمكن الوصول إلى إسلام “نمطي”؟

كما ويرى المؤلّف أنّه إذا كان الإسلام يريد أن يكون ما يزعم المسلمون أنّه كائن عليه، فإن على الباحثين المسلمين أن يعيدوا تقييم منهجيّاتهم وتأويلاتهم.

السابق
عن «شهداء» يُطاولونَ جبالاً مُتَخَيَّلَة
التالي
الرئيس السنيورة عاد الى بيروت