واشنطن: لن نقاتل إلى جانب حلفاء إيران

تمكنت الولايات المتحدة، خلال اليومين الأخيرين، من انتزاع مشاركتها في العملية العسكرية على تكريت بدعم وطلب رسمي عراقي واضح من الرئاسات الثلاث، بعدما علقت على مدى أكثر من عشرين يوما مشاركتها في العملية احتجاجا على اضطلاع قوات “الحشد الشعبي”، التي تصفها واشنطن بحليف إيران، بالدور الرئيسي فيها.

المشاركة الأميركية في هذه العملية التي تكفلت قوات “الحشد الشعبي” بانجاز الشق الأصعب منها على مدى الأسبوعين الأخيرين، دفع بفصائل المقاومة الرئيسية التي يتألف منها “الحشد” إلى الانسحاب “جزئيا” من الخطوط الأمامية احتجاجا على الإصرار الأميركي على المشاركة في العملية، وكانت كتائب “حزب الله” و “عصائب أهل الحق”، التي شاركت بفعالية في ضرب قوات الاحتلال الأميركي للعراق في طليعة الفصائل التي اتخذت هذا الموقف.
وبالرغم من الموقف الذي اتخذته فصائل “الحشد”، وأكدته واشنطن فيما بعد، إلا أن مصادر عراقية رسمية أصرت على أن الهجوم البري على تكريت متواصل وأعلنت عن بدء ما أسمته “المرحلة الأخيرة” منه، وهو ما كان قد أعلنه أيضا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي.
إلا أن القيادة العامة لـ”سرايا السلام” التابعة لزعيم “التيار الصدري” مقتدى الصدر أعلنت عن “تفاجئها” بقرار الحكومة العراقية “وموقفها طلب مشاركة القوات الاميركية الغازية في المعارك ضد الدواعش”.
إلى ذلك، ذكرت مصادر عراقية أن اجتماعات سيعقدها الأمين العام لمنظمة “بدر” هادي العامري مع عدد من الفصائل لبحث “تدخل التحالف الدولي في الهجوم على تكريت”، مؤكدة أنه “اذا اصر التحالف والحكومة على هذه المشاركة فان الفصائل ستنسحب من اقتحام تكريت وتوكل المهمة الى الشرطة والجيش من دون تعاونها معهم”.
وكانت طائرات “التحالف الدولي” قد شنت أولى ضرباتها على مجمع القصور الرئاسية وسط تكريت، في وقت متأخر من ليل الأول من أمس، بطلب من العبادي، بحسب ما أعلنت القيادة الأميركية الوسطى، كما أكد عميد في الجيش العراقي يعمل في قيادة عمليات صلاح الدين أن الهجوم على تكريت استؤنف من ثلاثة محاور.
وأوضح الضابط العراقي أن المحور الأول “بدأ من الخط الجنوبي من ناحية العوجة نحو المدينة، والثاني هو الغربي من منطقة الديوم باتجاه حي الزهور، والمحور الشمالي والثالث من حي الهياكل نحو حي الصناعي في المدينة”، مشيرا إلى أن “هجوما آخر سيكون عبر النهر بين ناحية العلم”.
بدوره قال المشرف على القيادة المكلفة الجهود الحربية الأميركية جيمس تيري: “الآن بدأت فعلا العملية لاستعادة تكريت”، وأضاف أن “هذه الغارات تهدف الى تدمير مواقع لتنظيم الدولية الاسلامية بدقة وتفادي سقوط ضحايا ابرياء من العراقيين وتجنب الحاق اضرار بالبنى التحتية”، معتبراً أن من شأن ذلك “تعزيز قدرة القوات العراقية تحت القيادة العراقية على المناورة والانتصار على تنظيم الدولة الاسلامية في منطقة تكريت”.
وكان المتحدث باسم البنتاغون ستيفن وورن قد صرح في لقاء مقتضب مع الصحافيين أن “التحالف” بقيادة الولايات المتحدة هو “الشريك الأفضل للعراق”، كما دافعت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية جين بساكي عن هذه الخطوة معتبرة أنها تهدف “لاعادة سيادة العراق”.
بدوره أعلن قائد القيادة الأميركية الوسطى لويد اوستن خلال جلسة في مجلس الشيوخ، أمس، أن قوات “الحشد الشعبي” انسحبت من الهجوم على تكريت، مؤكداً أن نحو أربعة آلاف عنصر من القوات الخاصة والشرطة العراقية يشاركون الآن في العملية الجارية لاستعادة المدينة.
وقال أوستن أمام لجنة القوات المسلحة أن بلاده وضعت شرط انسحاب من أسماهم “المليشيات الشيعية المدعومة من إيران” كمقدمة لمشاركتها في العملية على تكريت، مؤكداً أن العملية التي كانت تقدوها “الميليشيات التي تتخذ نهج إيران” قد توقفت، لأن “الحكومة العراقية لا تديرها”، مؤكداً أن بلاده لن تتعاون معها أبداً.
بدوره، أعلن ناطق باسم رئاسة أركان الجيوش الفرنسية أن بلاده شنت للمرة الأولى ضربة جوية في تكريت، موضحا أنها المرة الاولى منذ بدء العملية على المدينة، كما أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية العميد تحسين ابراهيم صادق أن القوات الجوية العراقية تشارك في الضربات الجوية إلى جانب طائرات “التحالف”.
وكان الرئيس العراقي فؤاد معصوم قد “توقع” مطلع الأسبوع الحالي، مشاركة قوات “التحالف” في العملية، كما أعلن رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري، أمس، عن دعمه لغارات “التحالف”، وطالب كلا من قوات الجيش و “الحشد الشعبي” والعشائر بـ “الزحف نحو تكريت”.
ودعا الجبوري “العشائر السنية” في محافظة صلاح الدين وغيرها إلى “النفير وحمل السلاح والالتحام مع القوات المسلحة العراقية لتحرير مناطقهم ومسك أراضيهم وإعادة عائلاتهم المهجرة إلى مساكنها بأسرع وقت ممكن”.

السابق
مشروع ملالي ايران: الابعاد والنتائج
التالي
ADIDAS تحتفل بالعقد الاول من الابتكار