هل يدعو نصرالله الحوثيين للعودة إلى جادة الحوار؟

حسن نصر الله
يتوقع الليله كما أعلن أن يخرج أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في خطاب متلفز يدعو فيه للحوار بين جميع الفرقاء في اليمن، ولكن هل سوف يكون لتلك الدعوة مصداقيّة وقبول بعد طول اهمال وتسويف من قبل حلفائه الحوثيين لدعوات الحوار قبل ان يتدخل الطيران الحربي السعودي ويغيرّ المعادلات؟

ذكرت مصادر في “حزب الله” أن أمينه العام السيد حسن نصرالله سيتطرق إلى تطورات الملف اليمني في خطاب متلفز يلقيه مساء اليوم الجمعة.

ولمّا يبدو أن صفة الولاية المذهبيّة الشيعيّة المشتركة بين حزب الله والحوثيين هي الصفّة الوحيدة التي تخوّل السيّد النطق والإرشاد في الشأن اليمني بعد تلاشي مفاعيل كل التكتلات الإسلاميّة الجامعة على امتداد العالم العربي، فان العديد من الأوساط السياسيّة والإعلاميّة المتابعة تتوقّع ان إطلالة السيّد نصرالله “اليمنيّة” سوف يكون لها ارتدادات سلبيّة من حيث المظهر والشكل وقبل البحث بمضمون ما سوف يدليه أمين عام حزب الله.

فغنيّ عن القول أن المشهد العام المتوتّر طائفيا في بلادنا لا يحتاج لعمّة شيعيّة تابعة لولاية الفقيه والقيادة الايرانية، وبعيدة آلاف الأميال عن اليمن تخرج أمام جمهور سنّي عربي كي تملي أو تقترح حلولا أو تعظ وترشد.

واذا كان ما تتوقعه تلك الأوساط أن يدعو السيد نصرالله الليلة في خطبته “اليمنيّة” الى “الحوار” بين الفرقاء، فان تساؤلا يمكن أن يطرح حول ازدراء الحوثيين لأشكال الحوار السابق مع الرئيس هادي وعدم قبولهم بالمشاركة التي عرضت عليهم ووصلت لنسبة 50 بالمئة، ثم إصرارهم على الحسم العسكري بعدما أيقنوا وتأكّدوا من تفوقهم الميداني المدعوم من ايران، فطردوا رئيس الجمهورية من قصره بعد أن حاولوا إجباره على الاستقاله، ولما رفض وفرّ الى عدن، لاحقته جحافلهم العسكرية، ولولا أن تدخّل الطيران السعودي في اللحظة الأخيرة، لكاد أن يقع المحظور وتحتل البلاد بأسرها فيؤسر الرئيس أو يقتل.

لا شكّ في أن تزعزعا في المعنويات بدأ يسري في صفوف أنصار الله اليمني كما في صفوف حزب الله اللبناني إثر قيادة السعوديّة للتدخّل العسكري العربي في اليمن، خاصة مع نجاح الغارات الجويّة في التأثير ميدانيا وبدء تراجع قوات الحوثي من عدن نحو الشمال، واذا كان خطاب السيّد نصرالله اليوم سوف يقدّم جرعة معنوية أحوج ما يكون إليها أنصاره وأنصار ابن عمّه السيد عبد الملك المختبىء في أحد ملاجىء صنعاء خوفا من تلك الغارات، فانه يخشى على دعوة الحوار تلك التي سوف يطلقها الليلة أمين عام حزب الله بعد طول نكران وتسويف من قبل الحوثيين منتصري الأمس والخائفين من الهزيمة اليوم، أن لا تلبّى دعوته ولا تؤخذ على محمل الجدّ وتكون مدعاة للشك من قبل باقي الأطراف اليمنيّة التي اكتوت بنار أبناء “صعدة” حكام صنعاء الجدد .

السابق
نعمان: قانون السير العتيد مرهق ماديا
التالي
بي بي سي: قائد فيلق القدس قاسم سليماني توجه الى اليمن