سمير فرنجية: علينا جميعا انقاذ الوطن او ذاهبون للانهيار

في ظل استمرار السجالات والخلافات بين الاطراف السياسية اللبنانية حول القضايا الاساسية، تستعد مجموعة من الشخصيات اللبنانية بقيادة النائب السابق سمير فرنجية لاطلاق “المؤتمر الدائم للسلام في لبنان” في شهر نيسان المقبل، وهذا المؤتمر هو اعادة احياء لتجربة حوارية خاضها فرنجية مع العديد من القيادات اللبنانية تحت عنوان: المؤتمر اللبناني الدائم للحوار وذلك في المرحلة الممتدة ما بين العام 1993 والعام 2006.

وقد توقف نشاط مؤتمر الحوار بسبب تصاعد الصراع في لبنان بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري والعدوان الاسرائيلي على لبنان في تموز 2006، فيما نشط فرنجية في اطار قوى 14 اذار وكان احد اعضاء الامانة العامة ومن ابرز قياديي هذه القوى التي خاضت معركة قاسية ضد النظام السوري وحزب الله وقوى 8 اذار طيلة السنوات العشر الماضية.

فما هي اسباب العمل لاطلاق مؤتمر السلام الدائم في لبنان؟ وبماذا يتميز المؤتمر عن قوى 14 اذار؟ وما هي رؤية سمير فرنجية للاوضاع في لبنان والمنطقة ولا سيما عشية العودة للمفاوضات النووية بين ايران والدول الكبرى؟

مؤتمر السلام الدائم

في البداية ماهي الاسباب التي دفعت النائب السابق والقيادي في قوى 14 اذار بالعمل لاطلاق مؤتمر السلام الدائم في الذكرى العاشرة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري وانطلاق قوى 14 اذار؟ وماذا  يتمايز المؤتمر عن مشروع قوى 14 اذار؟

يقول الاستاذ سمير فرنجية في حوار مع “الامان” في مقر الامانة العامة لقوى 14 اذار: لقد بدأ النقاش لاعادة اطلاق المؤتمر الدائم للحوار مع العلامة الراحل السيد هاني فحص قبل رحيله بعدة اشهر، وخلال تعرضه لوعكة صحية ومن ثم بعد رحيله حصلت نقاشات عديدة مع مجموعة كبيرة من الشخصيات اللبنانية المدنية وجرى الاتفاق خلال هذه النقاشات على ضرورة اعادة اطلاق المؤتمر الدائم للحوار على ان يتم تسميته: المؤتمر الدائم للسلام، لاننا اليوم نحن بحاجة لحماية السلام القائم في ظل الخوف من الصراع القائم في لبنان والمنطقة والذي يأخذ طابعا مذهبيا عنيفا.

ويضيف فرنجية: نحن اليوم امام مأزق سياسي كبير، لان قوى 8 اذار فشلت في مشروعها ووصلت الى طريق مسدود وخصوصا بسبب مشاركة حزب الله في الصراع في سوريا، في حين ان قوى 14 اذار لم تنجح بالاستفادة من فشل قوى 8 اذار وهي تعاني اليوم من المراوحة وعدم القدرة على اطلاق مشروع سياسي جديد يتناسب مع المتغيرات الحاصلة، وكل ذلك دفعنا للبحث عن رؤية جديدة من اجل حماية لبنان والمنطقة من الصراعات القائمة وعلينا جميعا العمل لانقاذ الوطن من اتون الصراعات والا فاننا ذاهبون نحو الصراع والانهيار.

حول التطورات في المنطقة

لكن كيف ينظر الاستاذ سمير فرنجية للتطورات في لبنان والمنطقة ولا سيما في ظل المفاوضات بين ايران والدول الكبرى حول الملف النووي الايراني؟

يجيب فرنجية: اي اتفاق يحصل بين ايران والدول الكبرى هو افضل للبنان والمنطقة، لان عدم حصول الاتفاق يعني ذهاب المنطقة نحو حروب طاحنة خصوصا في ظل الصراعات المذهبية المنتشرة في دول المنطقة، ونحن معنيون في لبنان والمنطقة في البحث والنقاش حول كل القضايا الكبرى بدل التلهي بالتفاصيل، فهناك مشاريع كبرى تتصارع في المنطقة بين مشروع الدولة  الاسلامية ومشروع السلطنة العثمانية والامبراطورية الايرانية. ونحن معنيون اليوم بالحوار حول كل القضايا الفكرية والسياسية من اجل مواجهة العنف القائم وكيفية اعادة بناء التسويات التاريخية الكبرى والتي تشبه التسويات التي حصلت في اوروبا بعد حرب الثلاثين عام والتي اتخذت طابعا دينيا.

ويؤكد فرنجية انه مع الحوار القائم بين تيار المستقبل وحزب الله لان هذا الحوار يساهم في تخفيف التوترات الامنية والمذهبية ونحن معنيون بدعم كل اشكال الحوار في لبنان والمنطقة لان لا خيار لمواجهة التداعيات التي قد تحصل في المنطقة بعد انتهاء المفاوضات النووية الا بالعودة للحوار بين جميع الاطراف وخصوصا قوى المجتمع المدني.

ويختم فرنجية بالقول: علينا ان نطوي صفحة الحروب في لبنان والمنطقة واذا تم الاتفاق النووي بين ايران والدول الكبرى فيجب ان نستعد لذلك ومواكبة المتغيرات ونحن سنعمل لاطلاق المؤتمر الدائم للسلام في النصف الثاني من شهر نيسان المقبل والنقاشات مستمرة للوثيقة السياسية للمؤتمر ويشارك في الحوار عشرات الشخصيات من قوى المجتمع المدني ونحن منفتحون على كل الاراء والافكار.

(الامان)

السابق
تعرفوا الى مهن الفنانين قبل الشهرة
التالي
الاسد اعرب عن انفتاحه على حوار مع واشنطن