تحالف يضم السعودية وأكثر من 10 دول يبدأ عملية عسكرية في اليمن

أعلن سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة الأميركية عادل بن أحمد الجبير مساء اليوم (الأربعاء)، أن المملكة وتحالفاً من أكثر من عشر دول بدأت اليوم عملية عسكرية في اليمن، استجابةً لطلب مباشر من الحكومة اليمنية الشرعية.

وأضاف في مؤتمر صحافي عقده في مقر السفارة في واشنطن: أن “طبيعة العملية العسكرية محددة ومصممة لحماية الشعب اليمني وحكومته الشرعية من الانقلابيين والميليشيا الحوثية العنيفة والمتطرفة”.

وأوضح السفير الجبير أن “دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بذلت جهوداً لتسهيل الانتقال السلمي للحكومة في اليمن، إلا أن الحوثيين استمروا في تقويض عملية الانتقال السلمي من خلال احتلال المزيد من الأراضي والاستيلاء على أسلحة الحكومة”.

وأضاف: “على الرغم من كل الجهود المتكررة من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ومجموعة دول العشر والممثل الخاص للأمين العام للامم المتحدة في البحث عن طرق سلمية لتنفيذ المبادرة الخليجية ونتائج الحوار الوطني التي تحدد الانتقال السياسي في اليمن، إلا أن الحوثيين نكثوا كل اتفاق عقدوه وواصلوا سعيهم الحثيث من أجل الاستيلاء على البلد باستخدام وسائل العنف واستولوا على العاصمة اليمنية صنعاء، ووضعوا الرئيس الشرعي ورئيس الوزراء وأعضاء الحكومة قيد الاعتقال المنزلي واستولوا على المؤسسات الأمنية وواصلوا التوسع في احتلالهم للبلد”.

وقال الجبير: “طلب رئيس الجمهورية اليمنية عبد ربه منصور هادي في رسالة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، بتاريخ 7 مارس 2015 عقد مؤتمر تحت رعاية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تحضره كل الأطراف السياسية اليمنية من أجل المحافظة على أمن واستقرار اليمن”.

وأضاف أن “الحوثيين رفضوا هذه الدعوة لحضور المؤتمر وواصلوا هجومهم العنيف على اليمن إلى نقطة تهديد احتلال مدينة عدن التي أصبحت العاصمة الموقتة لحكومة الرئيس هادي الشرعية بعدما استطاع الخروج من صنعاء”. وأردف أنه “في رسالة بتاريخ 24 مارس 2015 طلب الرئيس هادي مساعدة عاجلة بكل الوسائل المتاحة ومن ضمنها التدخل العسكري لحماية اليمن والشعب اليمني من العدوان الحوثي ومن أجل المساعدة في قتال القاعدة وداعش، وذلك بناءً على مبادئ الدفاع عن النفس المنصوص عليها في المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة وكذلك آلية الدفاع الجماعي لميثاق جامعة الدول العربية”. وتابع: “وبناءً على طلب الرئيس هادي وبناءً على مسؤولية المملكة العربية السعودية تجاه اليمن والشعب اليمني، فإن المملكة وحلفاءها في مجلس التعاون لدول الخليج العربية ومن خارج دول المجلس أطلقت عملية عسكرية لدعم الشعب اليمني وحكومته الشرعية”.

 

وفي رد على سؤال عن العملية العسكرية في اليمن والموقف الأمريكي منها، قال السفير الجبير “هذا القرار لم يجر اتخاذه بسهولة قد تم التفكير فيه بعمق كبير واستشرنا بشكل وثيق جداً و بشكل مكثف العديد من أصدقائنا و شركائنا حول العالم و بالتحديد الولايات المتحدة الأميركية، وأجرينا محادثات مثمرة للغاية مع الولايات المتحدة، ونحن سعداء بنتائج هذه المناقشات، و نحن نقدر بشكل كبير وسعداء جداً بالدعم الذي تلقيناه من أصدقائنا حول العالم ومنهم الولايات المتحدة الأميركية”.

وامتنع السفير الجبير عن الخوض في التفاصيل للعملية العسكرية، مشيرا إلى أن هذه التفاصيل من اختصاص العسكريين، ومؤكدا أن الهدف من العملية هو الدفاع ودعم الحكومة الشرعية في اليمن ومنع حركة “الحوثي” المتطرفة من السيطرة على البلاد. وقال: “سنفعل كل ما يلزم من أجل حماية الحكومة الشرعية في اليمن ومنعها من السقوط ومواجهة أخطار الميليشيات. فالوضع في اليمن خطير ولم يسبق في التاريخ أن تمكنت ميليشيا من السيطرة على قوات جوية أو صواريخ بالستية وأسلحة ثقيلة وهذا وضع خطير جداً، وسنفعل كل ما بوسعنا لحماية الشعب اليمني والحكومة الشرعية في اليمن”. وتابع قائلاً: “لقد جرى تصميم هذه العملية بأكملها من أجل حماية الشرعية في اليمن ونحن ملتزمون بسلامة وأمن اليمن وشعبها، فاليمن بلد جار وشقيق وتربطنا به علاقات تاريخية كبيرة على المستويات كافة، وما يحدث في اليمن له تأثير مباشر على المملكة العربية السعودية. واليمن يواجه العديد من التحديات ولدينا الرغبة والتصميم لدعم اليمن في مواجهة تحدياته سواء كانت تلك التحديات تتعلق بالشأن الاقتصادي أو الإرهاب أو الأمن أو الاستقرار السياسي ونحن ملتزمون على مر السنين بمساعدة اليمن للتحرك نحو مستقبل أفضل، لذلك فإن هذه العملية صممت لهذا الهدف”.

وكانت دول الخليج (عدا عُمان) أصدرت في وقت سابق من اليوم بياناً أكدت فيه الاستجابة لطلب الرئيس اليمني بردع عدوان “الحوثيين” وتنظيمي “القاعدة” و”الدولة الإسلامية” (داعش) على البلاد.

السابق
عون: أنا قادر أن أتحدث مع الجميع وأعيد الاستقرار
التالي
عرب شرم الشيخ في مواجهة أميركا وإيران وإسرائيل و«داعش»