عاصفة الحزم السعودية: حرب دفاعية ضدّ الهجوم الإيراني على العرب

الجيش السعودي
وجه الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز منتصف ليل الأربعاء ببدء عملية "عاصفة الحزم" ضد الحوثيين في اليمن. وأعلنت عملية "عاصفة الحزم" أنّ أجواء اليمن منطقة محظورة، ويشارك في العملية 10 دول، من بينها دول الخليج ومصر والسودان. وهذا تطوّر غير مسبوق في مسار "لهجوم الإيراني" على الدول العربية.

في وقت تشنّ المقاتلات الأميركية غارات على مدينة تكريت لمساعدة الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي الشيعيّة في تخليص المدينة من إرهابيي تنظيم “داعش“، أعلن السفير السعودي في الولايات المتحدة الأميركي مساء الأربعاء، من واشنطن، أنّ بلاده شنّت عملية عسكرية في اليمن ضمن تحالف اقليمي للدفاع عن حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي ضد الحوثيين.

وأضاف أنّ العملية “تهدف الى الدفاع عن الحكومة الشرعية ومنع حركة الحوثيين المتطرفة (المدعومة من ايران) من السيطرة على البلاد “.

في الوقت نفسه صدر في العاصمة السعودية الرياض بيان باسم خمس دول خليجية هي السعودية والامارات والكويت وقطر والبحرين، يشير الى طلب الرئيس اليمني مساعدتها.

واضاف البيان، الذي لم تنضمّ اليه سلطنة عمان، سادس اعضاء مجلس التعاون الخليجي: “قرّرت دولنا الاستجابة لطلب فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية لحماية اليمن وشعبه العزيز من عدوان الميليشيات الحوثية التي كانت ولا تزال أداة في يد قوى خارجية لم تكف عن العبث بأمن واستقرار اليمن الشقيق”.

وقبل ساعات أعلن مجلس التعاون الخليجي موافقته على التدخل العسكري في اليمن، استجابة لطلب الرئيس اليمني، عبد ربّه منصور هادي، بحسب بيان رسمي لدول المجلس.

وقال البيان، كما نقلتها وكالة الأنباء السعودية: “استنادًا إلى ميثاق جامعة الدول العربية ومعاهدة الدفاع العربي المشترك، بتقديم المساندة الفورية بكافة الوسائل والتدابير اللازمة، بما في ذلك التدخل العسكري لحماية اليمن وشعبه من العدوان الحوثي المستمرّ، وردع الهجوم المتوقع حدوثه في أيّ ساعة على مدينة عدن وبقية مناطق الجنوب، ومساعدة اليمن في مواجهة القاعدة وداعش”.

يتكوّن مجلس التعاون لدول الخليج العربية من ست دول هي: الإمارات والبحرين والسعودية وعمان وقطر والكويت. أما اليمن (الذي يمثل الامتداد الاستراتيجي لدول مجلس التعاون الخليجي) فهو من الدول المرشّحة للحصول على عضوية المجلس الكاملة. إذ يمتلك كلّ من العراق واليمن عضوية بعض لجان المجلس كالرياضية والصحّة والثقافية.

وفي آخر الأنباء أن القوات الجوية السعودية ما زالت تقصف مواقع الحوثيين في العاصمة اليمنية صنعاء، في الساعات الأولى من صباح الخميس. وسرت أنباء أن ذلك القصف أسفر عن مقتل قيادات ميليشيات حوثية، وهم عبد الخالق الحوثي، ويوسف المداني، والفيشي، وإصابة رئيس اللجنة الثورية للحوثيين محمد علي الحوثي.

يأتي ذلك في سياق وصول 30 مقاتلة إماراتية إلى السعودية للمشاركة في “عاصفة الحزم”، كما هو اسم العملية الرسمي. وستشارك قطر بـ10 طائرات مقاتلة، والكويت بـ15 مقاتلة، والبحرين بـ15 مقاتلة، والأردن بـ6 مقاتلات، ومصر وباكستان ستشاركان بسفن وطائرات، و6 مقاتلات من المغرب، و3 مقاتلات من السودان.

وأفادت فضائية “العربية” السعودية بأنّ القوات السعودية “قامت بتدمير معظم الدفاعات الجوية الحوثية”. وأكدت أن “الأجواء اليمنية تحت سيطرة القوات السعودية”، وتمكنت “من تدمير قاعدة الديلمي الحوثية، و4 طائرات حوثية، وجميع بطاريات صواريخ سام”. كما أفيد عن اشتباكات بين الحراك الجنوبي والحوثيين في الضالع جنوب اليمن وعن إعادة سيطرة انصار الرئيس اليمني على مطار عدن بعد انسحاب العناصر الحوثية منه هرباً من القصف الجوي السعودي .

وفيما أعلنت واشنطن دعمها للعمليّة العسكرية العربية في اليمن مبدية استعدادها لتقديم دعم لوجستي ومخابراتي، نقلت مصادر مقرّبة من القصر الملكي السعودي أنّ الأمير محمد بن نايف أقنع واشنطن بالوقوف مع عملية “عاصفة “الحزم”.

ولعل ّ أبرز ما سجّل هو الدعم الواسع الذي حظيت به عمليّة “عاصفة الحزم” من الدول العربية والاسلامية وأعلن عدد منها استعداده لإرسال قوات عسكرية مساندة ومنها مصر والأردن والسودان والمغرب وباكستان، الذين أعلنوا عن استجابتهم لدعوة السعودية ودول الخليج المشاركة في العملية العسكرية باليمن. فقد أعلن الاردن مشاركته “في العملية العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن”.

كما قالت وسائل اعلامية أنّ قوات عسكرية مصرية تتحرك من قناة السويس باتجاه اليمن. وفي خبر فاجأ المراقبين، قالت قناة “العربية” في نبأ عاجل لها إنّ السودان قرّر إغلاق كافة مكاتب الممثليات والجمعيات الإيرانية في البلاد. إذ لطالما وصفت العلاقات بين طهران والخرطوم بأنها “أكثر من ممتازة”، و”ترقى الى رتبة التحالف في كثير من الميادين لا سيما الأمنية والعسكرية منها”.

السابق
بروجردي: نار الحرب على اليمن سترتدّ على السعودية
التالي
سعد الحريري: قرار الملك سلمان في اليمن قرار سليم وحكيم وشجاع