واشنطن للمشنوق: حريصون على التركيبة الأمنية

في اليوم الأول من لقاءاته الرسمية في العاصمة الأميركية، والتي شملت مدير وكالة الاستخبارات الأميركية جون برينان وأعضاء في الكونغرس التقاهم في مكتب النائب داريل عيسى، حذر وزير الداخلية نهاد المشنوق من خطورة التصعيد في الوضع الأمني في كل المنطقة ومنها لبنان، إذا لم يوقع الاتفاق الأميركي ـ الإيراني، الذي رجح أنه لن يتم، إذا لم تحصل إسرائيل على ضمانات على حدودها مع سوريا ولبنان، لكنه أيد في الوقت نفسه حصول الاتفاق إذا كان جزءا من الاسـتقرار في المنطقة، برغم اعتباره «أن المفاوضات لم تؤثر في السلوك الإيراني الذي لم يجلب للمنطقة إلا التوترات والأزمات، وأنه مخطئ من يعتقد أن بإمكان إيران تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، والدليل على ذلك الوضع الحالي في العراق».

وقالت مصادر متابعة لـ «السفير» إن واشنطن مهتمة بزيارة المشنوق انطلاقا من حرصها على التركيبة الأمنية القائمة حاليا في مختلف الأجهزة الأمنية إضافة إلى الجيش اللبناني والتي أثبتت نجاحها، وهي ستعمل على دعم هذه السلسلة الأمنية التي تضمن استمرارية الحد الأدنى من الاستقرار في لبنان، كما ستقدم لها المساعدة في مواجهتها مع الإرهاب.
المشنوق الذي ركز في كلامه أمام عدد من الإعلاميين في واشنطن على «إعادة وزارة الداخلية إلى الخريطة الدولية»، قال إن ما طلبه من الأميركيين لا سيما من برينان، هو موضوع التدريب العالي والتطوير التكنولوجي للأجهزة الأمنية، وهو سيبحث بهذه المساعدات لقوى الأمن وفرع المعلومات والأمن العام وذلك بسبب طبيعة المعركة غير التقليدية التي يخوضها لبنان مع الاٍرهاب وضرورة تعزيز العمليات الاستباقية كما حصل في السابق حيث نجحنا في الكشف المسبق عن عمليات يجري التحضير لها في اوتيل «دي روي» في الروشة واوتيل «نابليون» في الحمراء وعملية «الاونيسكو» (مهرجان المخاتير الذي كان سيرعاه الرئيس نبيه بري)، «ويومها تبلغنا وجود سيارات مفخخة محضرة للتفجير، وهذه العمليات شاركت في كشفها أجهزة غربية ومنها أميركية عبر بعض الإشارات، ومن هنا تأتي أهمية زيارتي الى واشنطن التي لم يزرها اي وزير للداخلية منذ سنوات».
المشنوق الذي لم يستبعد النقاش في الملف السياسي لا سيما رئاسة الجمهورية، أكد على أهمية استقرار لبنان، داعيا للبحث عن طريقة للحفاظ عليه وعدم زجه في الحرائق المحيطة خلال هذه المرحلة الانتقالية، مشيرا الى أهمية الحوار الداخلي الذي قطع شوطا في ملفات أمنية عدة وخفف من الاحتقان السني الشيعي لإبعاد الفتنة، مشيدا بما قامت به الحكومة لتحصين لبنان وعدم انتقال الحريق. وهو كرر ان سلاح حزب الله جزء من الإستراتيجية الدفاعية التي سيتم بحثها بعد انتخاب رئيس للجمهورية.
وقال وزير الداخلية: «لا توجد في لبنان منطقة فيها خطوط تماس سوى بلدة عرسال الحدودية»، محملا «المسؤولية الى «حزب الله» و «التيار العوني» اللذين رفضا نقل المخيمات الحدودية تحت عناوين مختلفة منها الهوس بالتوطين». وأعلن أنه يتم «العمل لتشجيع السوريين على مغادرة عرسال الى مخيمات البقاع، لكن الأمر بحاجة لدعم مادي، وهو ما سنسعى لتأمينه في مؤتمر المانحين في الكويت».
وأكد المشنوق الذي سيشارك في الوفد برئاسة رئيس الحكومة في أعمال القمة العربية المقبلة في مصر «أن تغيير السفير الأميركي في لبنان (دايفيد هيل) لن يؤثر في مستوى العلاقات اللبنانية الأميركية». وقال: «سأطلب من المسؤولين الأميركيين الإسراع بتسمية سفير جديد في لبنان»، مشيرا الى «إمكان تقديم اوراق اعتماده الى مجلس الوزراء بغياب رئيس الجمهورية».
المشنوق الذي أيد ما طرحه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بتشكيل قوة عسكرية عربية موحدة لقتال «داعش»، قال إن ضربات التحالف الدولي لم تحقق الكثير، والمطلوب نواة عربية صلبة تعمل بجدية ولا تجتمع فقط بالمناسبات.
المشنوق يستكمل لقاءاته اليوم مع المسؤولين في مجلس الأمن القومي والخارجية إضافة الى مسؤولي الأجهزة الأمنية على ان يختتم زيارته الخميس المقبل ويعود الى بيروت الجمعة، ثم ينتقل منها الى القاهرة.

 (السفير)

السابق
جيرالدان: سنجمّد 166 مليون أورو قروضاً ميسّرة إذا لم تعد الحياة السياسية في لبنان إلى طبيعتها
التالي
إسرائيل في مواجهة «الحرب العقلانية» لـ«حزب الله» ضدها