ثلاثة أشهر مرّت على حوار عون – جعجع، ولعلّ ما افضى اليه الحوار الدائر بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية حتى الآن هو فقط الخطاب المسيحي الموحّد ووقف الدعاوى المتبادلة والمرفوعة بينهما، كمبادرة حسن نيّات تؤكّد جديّة «التيار» و«القوات» في التأسيس لحوار راسخ ومُنتج.
إذ يجتمع حاليا الطرفان على رؤى متبادلة حيال الدور المسيحي في لبنان، وقلق حول حقوق الميسحيين ومصيرهم المنطلقة أساسًا من الإلتفاف المسيحي بين جميع الأفرقاء المسيحية بوجه أي تهديدات موجهة لهم. وإن كان البعض يرجع الفضل بين تلاقي القطبين اللدودين إلى إيجابية الحوار..
قد يكون من السهل على الزعيمين المارونيين البحث والاتفاق على هذه العناوين، وقد يكون للحوار اليوم مفعوله وإن كان مجرد واجب لا أكثر ولا أقل، لتنفيس الإحتقان بين الفريقين لكنّه يبقى في أحسن أحواله بعيداً عن الجمهورية وكرسي الرئاسة. فلا الحوار ولا حتى ورقة تفاهم مكتوبة مع معراب يمكن أن تجعل عون مرشح جعجع أو العكس..
زخم الحوار الّذي شهدناه في البداية ترنّح، وتقلّصت معه تدريجيًا عناوينه الرئيسية من الشغور وملف الاستحقاق الرئاسي واجراء الانتخابات النيابية والتوازن الوطني في البلد الى عناوين فرعية يجمع عليها كل الأفرقاء المسيحيين، كان آخرها اللقاء بين وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل وجعجع أمس، ناقش خلالها الطرفان ملفاتٍ عديدة من ضمنها اقتراح قانون استعادة الجنسية حيث شدّد الأخير على أهمية هذا القانون لجهة استرجاع المتحدرين من أصل لبناني لهويتهم وانتمائهم عدا عن مساهمته في عودة أكبر قدر ممكن من اللبنانيين الى وطنهم الأم بعد طول غربةٍ عنه.
هذا وغيرها من اللقاءات التي أضحت معروفة سلفاً وتصب تحت خانة ما يسمى بـ”الحقوق المسيحية” والشراكة في الدولة والمناصفة والتمثيل المسيحي الصحيح .