الهدنة مستمرة رغم تحذير المشنوق «الناري» من واشنطن

نهاد المشنوق
سبّب تصريح وزير الداخلية نهاد المشنوق من واشنطن مفاجأة للمتابعين خاصةً بعد تحذيره من "خطورة التصعيد في الوضع الأمني في كل المنطقة ومنها لبنان، إذا لم يوقع الاتفاق الأميركي ـ الإيراني،" الذي رجح أنه لن يتم. فما الذي سيحصل?

تلبية لدعوة رسمية من الحكومة الأميركية، قصد الوزير نهاد المشنوق واشنطن ضمن برنامج محادثات تتمحور حول مكافحة الإرهاب. فبعد زيارة المشنوق التي تستمر أربعة ايام، يرافقه فيها وفد أمني مؤلف من كبار ضباط قوى الامن الداخلي، تضمن جدول الزيارة لقاءات مع نظيره الاميركي جيه جونسون، ونائب وزير الخارجية الاميركية توني بلينكن، ومستشارة الرئيس الاميركي للامن الداخلي ليزا موناكو وأعضاء في الكونغرس الاميركي، ومساعدة وزير الخارجية لشؤون اللاجئين آن ريتشارد، ومدير الـ FBI جيمس كومي، ومدير وكالة الاستخبارات الاميركية CIA جون برينن ومدير الاستخبارات القومية جايمس كلابر.

وتركزت الزيارة حول ملفات مكافحة الإرهاب، وطلب مساعدات إضافية للأجهزة الأمنية وعلى رأسها مؤسسة قوى الأمن الداخلي من أجل تحديث المعدات المستخدمة إضافة الى الإطلاع على أبرز التقنيات والحاجات التي تساعد في عمل الأجهزة الأمنية في لبنان.

وما لفت كلام في كلام المشنوق تحذيره من “خطورة التصعيد في الوضع الأمني في كل المنطقة ومنها لبنان، إذا لم يوقع الاتفاق الأميركي ـ الإيراني، الذي رجح أنه لن يتم، إذا لم تحصل إسرائيل على ضمانات على حدودها مع سوريا ولبنان”.

لكنه أيد في الوقت نفسه “حصول الاتفاق إذا كان جزءا من الاسـتقرار في المنطقة، وأن المفاوضات لم تؤثر في السلوك الإيراني الذي لم يجلب للمنطقة إلا التوترات والأزمات، وأنه مخطئ من يعتقد أن بإمكان إيران تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، والدليل على ذلك الوضع الحالي في العراق”.

وتعليقا على تصريحات الوزير المشنوق صرّح محلل سياسي مقرّب من حزب الله لـ”جنوبية” بالقول: “من الواضح ان الاتفاق في حال لم يتم بين طهران وواشنطن ان كل طرف سيستغل نقاط القوة التي لديه، وهذه الاطراف هي- اضافة الى السعودية – هناك اسرائيل المتضررين الاكبر من الاتفاق، وبالوقت نفسه هناك الاميركيين، الذين اذا لم يتفقوا مع الايرانيين فانهم لن يعود لهم مصلحة بالتهدئة التي نشهدها الان في لبنان. أما الايرانيون، فمن جهتهم، سيحاولون الرد على الاسرائيليين عند اي محاولة بث الفوضى”.

واستدرك المحلل السياسي المقرّب من حزب الله فقال: “في لبنان، ليس لأحد مصلحة بتفجير الوضع سوى اسرائيل، لذا استبعد توتير الوضع اللبناني من جهة الجنوب. ولكن ستعمد الى توتير الجبهات الاخرى من خلال الرد في سوريا والخليج العربي، ولن ترد مهما استفزها حزب الله عبر الجبهة اللبنانية لان لا مصلحة لها بذلك”.

“ومن جهة الاطراف اللبنانية الاخرى، بحسب المحلل السياسي المقرّب من حزب الله، فان الرد سيكون عبر الحملات الاعلامية ضد حزب الله في لبنان، اضافة الى تحريك السلفيين ضد ايران. ولن تعود المنطقة مضبوطة، بل ستصبح مفتوحة على الفلتان”.

بالمقابل، رأى المحلل السياسي الناشط في صفوف قوى 14 آذار، شارل جبور ان: “الوزير نهاد المشنوق وزير داخلية يفترض انه لا يأخذ مواقفه الا بناء على معلومات. ولا شك ان الوزير يقصد ان عدم توقيع الاتفاق سيؤدي الى انتكاسة أمنيّة اي ان الطرف المتضرر وهي ايران سترسل اشارات الى حلفائها، وسيؤدي ذلك الى خلخلة أمنيّة والى وضع أمني متردي”.

وبحسب الصحافي جريدة “الجمهورية” شارل جبور: “الوزير المشنوق هو من الاشخاص القلائل الذين يرون انه لا توقيع للاتفاق، لكن علينا التمييز بين عدم التوقيع الاتفاق وبين توّقف المحادثات وانفراط عقدها، ومن هنا فاننا سنذهب الى مواجهة في حال شارل جبورعدم توقيع الاتفاق. ولكن برأيي، لا مصلحة لاعلان انفراط المحادثات، لذا من مصلحة الطرفين الاستمرار بمفاوضات الحد الادنى. وبالتالي استمرار الوضع على ما هو عليه”.

“وبالتالي سيعمل كل فريق على ان يحّسن من اوراقه من خلال مدّ نفوذه في اليمن وسوريا، وابرز دليل تصريحات وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل. علما انه لايران مصلحة باستمرار الهدوء لان الوضع في سوريا يفرض على حزب الله عدم فتح جبهة جديدة حيث سيخلق له ذلك ارتباكا واهتزازا لذا من المرجح استمرار الهدوء”.

السابق
قوة أمنية فلسطينية تنتشر في مخيم المية ومية
التالي
حوار عون وجعجع: «زجل المسيحي» فقط