«أم المدارس» معلم تراثي في النبطية على طريق الزوال

بعد إعلان النبطية(ناحية) أي قائمقامية صغيرة في العام 1883 من قبل والي سوريا حمدي باشا، اختار لها الحاكم أحمد باشا الصلح(جد رياض) قائمقاماً، فبادر الى تأسيس مدرسة أهلية حديثة بإدارة حكمت أفندي العكاري الطرابلسي. وقد تألفت من غرفتين وضمت 60 طالباً. وكانت المدرسة الرسمية الأولى في جنوب لبنان إلى جانب مدرستي جباع وصيدا. بعد 3 سنوات استقال المدير وحلّ مكانه السيد محمد علي إبراهيم من بلدة النميرية المجاورة، فاستمر في الإدارة والإشراف على المدرسة لغاية وفاته مطلع العام 1914، فاستلمها بعده علي أفندي الحركة من بلدة برج البراجنة. في هذه الأثناء أصبحت بإشراف جمعية المقاصد الخيرية التي أسسها الشيخان أحمد رضا وسليمان ظاهر ومجموعة من وجهاء النبطية.

توقفت المدرسة خلال الحرب العالمية الأولى وأهملت وتداعى عمرانها. وبعد انتهاء الحرب تولى إدارتها معلم من طولكرم (فلسطين) يدعى عارف أفندي يعاونه الشيخ حسن حوماني من بلدة حاروف.

في العام 1920 وضعت سلطات الانتداب الفرنسية اليد عليها وأصبحت بإشراف وزارة التربية وحلت اللغة الفرنسية مكان التركية بالإضافة الى اللغة العربية، وعينت لها مديراً يدعى توفيق عواد مع الأساتذة ميشال خوري وملحم عازوري ويوسف الحاج ومصطفى عبد النبي. في العام التالي توفي المدير أثر حادث سير فجاء مكانه عبد اللطيف فياض بعد ان كان مديراً في مرجعيون حيث استمر في إدارتها لتاريخ تقاعده العام 1948.

طور المدرسة من 6 غرف الى 20 وافتتح فيها المرحلة التكميلية العام 1942/ 1943.

استلم بعده الإدارة الأستاذ إبراهيم فران ثم الأستاذ أحمد جابر لغاية تقاعده العام 1982.
انتقل طلاب المرحلة المتوسطة الى المدرسة التكميلية الجديدة في العام 1949.

اليوم عدسة الباحث علي مزرعاني تؤرخ للمدرسة بصور لا يبدو من مضمونها سوى ان هذا الصرح التاريخي والذي اتى عليه الاهمال لا يبدو الا انه يسير نحو الزوال على الاقل معنويا.

من كتاب (النبطية في الذاكرة)

 

السابق
جمال أو بشاعة؟
التالي
7 تصرفات عند المرأة تجعل الرجل متيّمًا بها.. الخامس هو الأهم