ميقاتي يحارب تيار المستقبل عبر اختلاق أزمات شمالية وهمية

نجيب ميقاتي

بعدما كان التوافق السياسي بين التيار الأزرق ورئيس الوزراء السابق نجيب ميقاتي عنوان المرحلة السابقة. يبدو أن الطلاق الميقاتي -المستقبلي وصل إلى حد النفور والمحاربة، لتشهد الأيام الأخيرة هجوم ميقاتي على عدّة جبهات. فعلى الساحة الطرابلسية إستغل ميقاتي الخلاف على مرآب السيارات المؤلف من أربع طبقات، واتخذه متراسًا للتصويب على التيار الأزرق. يذكر أن هذا المرآب اتخذ مجلس الوزراء قراراً بإنشائه على ساحة التل الأثرية، وتبنى تيار المستقبل فكرة تنفيذه، وضغط سعد الحريري على المجلس البلدي للعودة عن قرار رفضه.

والملاحظ اليوم الصبغة الميقاتية لكل من صحيفتي “الأخبار” و”السفير”. فنرى الأخبار تسترجع أحداثا قديمة عن طرابلس في وقت تعيش المنطقة بالهدوء. ويرد بإحدى عناوين إفتتاحيتها أن “العتر عاد إلى طرابلس”. ويقول المعنيون في طرابلس لجنوبية أن هذا الخبر قديم الصلاحية. فالتحدث عن عودة المطلوب محمد العتر، أحد قادة المحاور المطلوبين للأجهزة الأمنية اللبنانية، كان منذ شهر على الأقل.

وقد استغرب معنيون، في حديث لـ”جنوبية”: “إثارة هذا الخبر”، مع التأكيد على أن “القوى الأمنية مازالت تلاحق العتر لمنع أي خرق أمني جديد”.

هكذا، يتبين ان القصد إعادة تحريك ملف العتر لصالح الميقاتي وخلق أزمة في طرابلس من لا شيئ. بينما جريدة “السفير تصدر صفحتها الاولى خبر جلسات محاكمة الموقوفان بقضية المشاركة في معارك طرابلس سعد المصري وشقيق زياد العلوكي المطلوب الأصغر يحيى الصالح، لتتمحور شهادتهما حول إتهام المصري والعلوكي العميد حمود بمشاركته في أحداث طرابلس وأدواره حينها من تمويل وتزويدهم بالاسلحة. وهكذا من خلال المصري التابع للميقاتي تقصف جبهة المستقبل.

ورأى الخبير في شؤون الحركات الإسلامية أحمد الأيوبي أن اتهام المصري لحمود غير منطقي. وقال في حديث لـ”جنوبية”: “سعد المصري معروف أنه من أتباع الرئيس ميقاتي، فكيف له أن يأخذ السلاح من العميد حمود المحسوب على تيار المستقبل، وإذا كان فعلاً ما يقوله صحيح، من أجبره على أخذ السلاح منه… إتهامه لحمود لا يبرؤه”.

وقد صرّح الأيوبي أن العميد حمود كان على علاقة صداقة قوية مع اللواء المقاتل في القلمون أبو محمد الرفاعي الّذي استشهد من سنة عندما انكشف أنه يقوم بمبادرة مع “جبهة النصرة” لإطلاح سراح العسكريين اللبنانيين المخطوفين، مشيراً إلى أن “الرافعي كان من أهم المعارضين السوريين وكان صديق العميد حمّود ولكن هذا لا يعني تورط حمود بالأعمال الأمنية”.

ورأى الأيوبي أن المقصود بهذه الإتهامات “وضع ملف المصري مقابل ملف العميد حمود”. ولفت إلى أن الرئيس ميقاتي من الطبيعي أن يكون مزعوجا من عدم إطلاق المصري لذا يراد تحريك الملف”.

وأشار إلى أن “الفوضى كانت عنوان المرحلة السابقة في طرابلس، والكل شارك بطريقة أو بأخرى في المعارك”.

السابق
اسرائيل تعتقل ستة فلسطينيين بحوزتهم مواد لصنع عبوات ناسفة
التالي
في الذكرى الرابعة: حين جرف “الطوفان” بلاد البعث