جعجع: وجود حزب الله يعرقل قيام الدولة

اعتبر رئيس “حزب القوات اللبنانية” سمير جعجع ان ما يعوّق القيام الفعلي للدولة اللبنانية هو وجود “حزب الله كدويلة داخل الدولة”، موضحاً من جهة اخرى ان العلاقة مع الحزب هي “كناية عن معارضة للموقف السياسي”.

وفي مقابلة أجراها على الـYouTube الاحد، لفت جعجع الى ان الوصول الى الدولة في لبنان أمر “قريب المنال”، قائلاً ان “الدولة أصبحت في فكر وعقل اكثرية المواطنين”.

الا انه رأى ان “ما يعوق قيامها الفعلي في الوقت الحاضر هو عامل واحد لا يمكن أن يستمر الى ما لا نهاية ألا وهو وجود حزب الله كدويلة داخل الدولة”.

اما عن موقفه ازاء “حزب الله”، فأوضح جعجع ان “علاقتنا مع حزب الله ليست عداء بل هي كناية عن معارضة الموقف السياسي لحزب الله الذي له ارتباطات خارجية تقع تماماً على نقيض نظرتنا للبنان ولعلاقاته الخارجية”.

وتابع قائلاً: “ليس عداء بقدر ما هي خصام سياسي بين مشروعين سياسيين مختلفين تماماً”.

من الجدير بالذكر ان جعجع كان قد رأى في وقت سابق ان “حزب الله هو عدو داعش إذ إنهما يتقاتلان في الاحداث الراهنة، الا انهما على المستوى المبدئي وجهان لعملة سياسية واحدة هي الإسلام السياسي”. واشار الى ان “وجود الواحد منهما يُغذي الآخر حتماً” موضحاً ان “مجرد وجود حزب الله بالشكل الذي هو عليه دفع بالكثيرين إلى تبني الإرهاب”.

في السياق السياسي، سُئل جعجع، في مقابلته على الـYouTube عما اذا كان “سبب الفراغ الرئاسي هو الانقسام المسيحي أم ضعف قوى 14 آذار”، فرد بالقول: “لا هذا ولا ذاك”.

وأوضح ان “سبب الفراغ هو قرار ايراني واضح جداً، إما انتخاب رئيس مؤيد لها تماماً أو عدم إجراء الانتخابات الرئاسية. وهذا ما هو حاصل”.

من هنا، رأى انه على اللبنانيين ان “يثوروا من جديد”. ولفت الى ان “تركيبة لبنان معقدة جداً وكنتُ أتمنى أن نكون قوة سياسية مختلفة تماماً، وأتمنى ان يصبح لبنان قوة سياسية توازي قوته وقيمته الحضارية والثقافية”.

يُذكر ان فريق 14 آذار يخوض المعركة الرئاسية بمرشحه جعجع، ويدعم فريق 8 آذار، رئيس “التيار الوطني الحر” النائب ميشال عون، وسط دعم رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” النائب وليد جنبلاط، لمرشح “اللقاء الديمقراطي” النائب هنري حلو.

ودخل لبنان في الشغور الرئاسي بعد فشل النواب في انتخاب رئيس جديد ورفض الرئيس السابق ميشال سليمان تمديد ولايته والقى خطاب الوداع في 24 أيار.

في هذا الاطار، تطرق جعجع الى وضع المسيحيين في لبنان والتحديات التي يواجهونها، فقال: “صراحةً لا أعتقد ان هناك الآن تهديداً وجودياً للمسيحيين في لبنان”.

ورأى انهم “أمام تهديد من نوع آخر أي البقاء كما هو الحال الآن أي في منزلة بين منزلتين: الدولة واللادولة. يجب الانتقال الى حال الدولة الفعلية الموجودة التي تؤمّن استقراراً فعلياً، فالمسيحي لا يستطيع الاستمرار بدون حرية وبدون استقرار”.

اما عن مسألة الغاء الطائفية السياسية، وعما اذا كان سيسعى الى تطبيقها لو وصل الى رئاسة الجمهورية، فاعتبر جعجع انه “يجب الوصول أولاً الى مجتمع مدني لكي نصل الى دولة مدنية. لا تستطيع ان تبني دولة مدنية بينما المجتمع غير مدني”.

وأردف “اذا أردنا الغاء الطائفية السياسية علينا الغاء الطائفية قبلها، اذ لا نستطيع الغاء تقاسم المناصب على مستوى السلطة السياسية باعتبار أنه أكبر صمام أمان لنا في الوقت الحاضر في الشرق الأوسط”.

السابق
(بالصورة) 18+ مقتل لبناني في سوريا يقاتل في صفوف «داعش»
التالي
اسرائيل تعتقل ستة فلسطينيين بحوزتهم مواد لصنع عبوات ناسفة