سليمان: لست مع المقايضة بدون محاكم

اعتبر الرئيس العماد ميشال سليمان انه هو “الرئيس الأول في ظل الدستور المنبثق عن الطائف بغياب السلطة السورية التي كانت سلطة تحكيم على اتفاق الطائف، لذلك تجربتي مختلفة جدا عن تجارب غيري بدون الدخول في مقارنة” لافتا الى ان “التاريخ يذكر الحروب التي يتسبب فيها القادة والحكام ولا يذكر الحروب التي يتجنبها هؤلاء”.

واكد ان “وقوف رئيس الجمهورية إلى جانب الفئة الأضعف يمنعها من حمل السلاح” مضيفا “في أول العهد اضطررت أن أقف في مكان حتى لا أخلق شرخا”، مشددا على ان “الرئيس هو الذي يحقق التوازن في البلد بشخصه وبموقفه الشجاع وبدستوريته”.

كلام سليمان جاء في حديث الى اذاعة “صوت لبنان” تطرق خلاله الى جملة من الامور التي رافقت مسيرة عهده الرئاسي، حيث اجاب على الاسئلة الآتية:

سئل: لماذا لم تقبل بتمديد ولايتك الرئاسية؟
أجاب سليمان: “زوجتي كان لها الدور الكبير بإقناعي يوميا بعدم التمديد في الرئاسة، وقد تكلمت أنا بعدم التمديد منذ سنتين وثلاثة أشهر قبل انتهاء عهدي”.

سئل: لاموك لانك قبلت طريقة انتخابك من دون تعديل الدستور ومن دون تعديل المادة التي تسمح لقائد الجيش بالترشح؟.
قال: “أنا ألوم السياسيين أنهم انتخبوني، فعندما ينزل 124 نائبا وينتخبوني، إذا قلت كلا فهناك شيء “غلط” أقوم به، هم الذين أخطأوا دستوريا، المجلس النيابي هو الذي يطبق الدستور، وأنا كنت مدنيا، يعني لم أكن رئيسا عندما انتخبوني، ولو أنا رئيس الآن وأرادوا انتخابي دون تعديل الدستور لا أقبل”.

سئل: أنت لم ترد على هذا الموضوع بنفس المكان؟.
اجاب: “أنا رددت عليه عندما رفضت التمديد. كل الأطراف لا يمكنهم أن يتكلموا علي”.

سئل: هل لانك تحت الإضاءة الآن؟
اجاب: “عظيم، وأنا أتابع بحضوري النشاط الذي أقوم به حتى “يبقوا يتهجمون علي”.

سئل: أنت الرئيس الثاني في الجمهورية، لأنه منذ العام 1943 إلى الآن من بعد فؤاد شهاب يعني وصل من دون معونة وقرارات الجيران الخارجية، أي الوصاية الخارجية على جميع الصعد، ولكن لم تستطع أن تكون مثل فؤاد شهاب وتعمل دولة مؤسسات؟.
قال سليمان: “أنا الرئيس الأول في ظل الدستور المنبثق عن الطائف بغياب السلطة السورية التي كانت سلطة تحكيم على اتفاق الطائف، لذلك تجربتي مختلفة جدا عن تجارب غيري بدون مقارنة، أنا لا أقول أفضل أو أقل”.

سئل: اعلان بعبدا كان ثمرة الحوار في عهدك، يعني طاولة حوار “صنع في لبنان”؟.
اجاب: “نعم 100% وأيضا هناك عدة أشياء قمت بها، ومنها سياسة لبنان الخارجية لم تكن في يده، أنا استرجعتها إلى يد لبنان، وبعناد رئيس الجمهورية أكثر من غيره والتاريخ يذكر الحروب التي يتسبب فيها القادة والحكام ولا يذكر الحروب التي يتجنبها القادة”.

سئل: أين أصبح الوثائقي الذي تكلم عنه جورج غانم عنك؟.
اجاب: “حاضر، ولكن أنا أتردد في عرضه ولسبب واحد، أنه لا أريد أن يقول أحد عني بأنه انظروا يعرض نفسه، وهو وثائقي عني وحتى أقل من وقائع وهو موجود سيأتي الوقت لعرضه”.

سئل: هل أنت مع قضية فضل شاكر بأن يتلو فعل الندامة علنا، أنت مع أو ضد؟.
قال: “أنا مع فعل الندامة، ولكن كيف تتصرف إزاء هذه الندامة، وهو عليه أن يقوم بفعل الندامة ونقدر له هذا، ولكن القانون ليس بتصرف الأشخاص ساعة يشاؤون نطبق القانون مع التسامح. أنا مع المحاسبة القانونية بقضية فتح الإسلام وموقوفيهم والنظر إلى المصلحة العامة بحد ما. ولكن ليس الإطاحة بالقوانين”.

سئل: ماذا تقول في عيد الأمهات لأمهات العسكريين المخطوفين؟.
اجاب: “انا لست مع المقايضة بدون محاكم، أنا واضح في هذا الموضوع وقلت ما لدي، وقد شرحت ذلك وقد اقتنعوا، فلتأت المحاكمة ولنر الرئيس الذي يعطي عفوا خاصا عن الأشخاص الذين يكونون قد نفذوا جزءا من الحكم، ولكن أن يخرجوا دون محاكمة، هذا لا يجوز والقوانين لا تسمح بذلك. وحتى لو مجلس الوزراء قال “اتركوا هؤلاء”، لا يستطيع القانون أن يطلق سراحهم. يجب على القاضي أن يحكم بطريقة أو بأخرى”.

حضرتك مع الأسلوب الذي اعتمدته الأردن في قضية إعدام من في سجونها عندما أعدموا الطيار الأردني؟.
قال: “لست مطلعا على الموضوع، لماذا أجلوا الإعدام ولماذا أعدموا يومها، لا أعلم، والذي أعرفه أن ملك الأردن رجل عاقل وحكيم ولكن يجب أن أطلع أكثر كي أعطي رأيي بدقة”.
سئل: انتهى عهدك من دون ان تسلم رئيسا منتخبا؟
اجاب: “حاولت كثيرا أن أسلم رئيسا جديدا بعد خروجي من القصر الجمهوري أثناء انتهاء ولايتي، وقد نظمت لهذا التسليم وكنت أتمنى أن أسلم أحدا ولكن هذا الذي جرى، كنت أحب أن أسلم كي أعمل منها إنجازا، وقد قلت ذلك في الإعلام. لو كان لدي أربعون نائبا يؤيدونني لكنت أجبرتهم على النزول إلى مجلس النواب للانتخابات الرئاسية وكان قد أتى معهم ما يكفي من النواب”.

سئل: هل أنت نادم على عدم وجود قاعدة لك، أي نواب وكتلة لك؟.
اجاب: “مسيرتي لم تكن شعبية بل عسكرية وقد أتيت من المؤسسة العسكرية إلى الرئاسة، وعندما أتيت إلى الرئاسة لم أكن في وارد أن أدخل الانتخابات النيابية”.

سئل: هل ندمت على قرار معين خلال سنوات عهدك؟.
اجاب: “كان يجب أن أكون أشد في بعض المرات”.

سئل: في أي مواضيع؟.
أجاب سليمان: “لكن الخط الذي سلكته هو تدريجي، وفي البداية حاولت كثيرا إقناع المتحاورين، والذي أقوله الآن في العلن أقوله في أيام الرئاسة بين الأشخاص الذين كانوا يزوروني في القصر شخصيا، وعندما تطورت الأمور في البلد أجبرت على الكلام في العالي حتى لا لا يحصل احتكاك بين الأطراف في لبنان، فوقوف رئيس الجمهورية إلى جانب الفئة الأضعف يمنعها من حمل السلاح. وفي أول العهد اضطررت أن أقف في مكان حتى لا أخلق شرخا، أي الرئيس هو الذي يحقق التوازن في البلد بشخصه وبموقفه الشجاع وبدستوريته”.

(وطنية)

السابق
الانتخابات الإسرائيلية… انتصار اليمين المتطرف وموت عملية التسوية
التالي
جاهدة وهبة.. من الحلاج وابن الرومي إلى إديث بياف