خمسة موقوفين غير لبنانيين في ملف «البارد» امام المجلس العدلي: لم نشارك!

استجوب المجلس العدلي برئاسة القاضي جوزف سماحة، وعضوية المستشارين القضاة تريز علاوي وغسان فواز وبركان سعد وناهدة خداج، في حضور ممثل النيابة العامة لدى المجلس القاضي عماد قبلان، خمسة الموقوفين في الملف رقم 38 مكرر المتفرع من الملف الاساسي في قضية احداث مخيم نهر البارد. وارجأه الى سماع شهود والمرافعات في الثامن من ايار 2015 .

ناصر اسماعيل

وفي مستهل الجلسة تبين ان احد الموقوفين في هذا الملف ناصر اسماعيل لم يحضر وكيله المحامي جلال عون فطلب، بعدما افاد موكلون له في الملف رقم 37 انه تعذر عليه الحضور لاسباب صحية وارجاء الجلسة الى 20 ايار المقبل بعد اصرارهم على حضور وكيلهم، وتقرر السير في محاكمته وابلغه القاضي سماحة ان المحامي المعين من نقابة المحامين انطوان نعمة والموجود في القاعة للتوكل عن المتهمين جاهز للدفاع عنك. فقبل المتهم بعد موافقة محامي النقابة.

وما ان باشر رئيس المحكمة باستجوابه، اخذ على عدم انتهاء قضيته الى الان، فاجابه القاضي سماحة ان الجريمة العادية الموقوف فيها اربعة متهمين فحسب يحتاج بتها الى اربع او خمس سنوات فكيف بملف احداث البارد الذي يضم 468 متهما. وسأل المتهم عما اسند اليه جنائيا فنفى ضلوعه بتلك الاحداث. واقر بانه تاجر سلاح وانسان مقاوم وكل جهوده تنصب لقتال العدو الاسرائيلي. واضاف انه باع اسلحة الى جهات عدة بينها الحزب القومي السوري والحزب الشيوعي وحزب الله واللجان الشعبية الفلسطينية وحركة “فتح الاسلام”. وهي مسدسات على انواعها وبنادق كلاشينكوف وام 16 واحيانا اصناف اخرى.

وذكر انه باع موادا متفجرة في حال كانت وجهتها فلسطين المحتلة فحسب. “وكنت اضع الاسلحة المعدة للبيع في منزلي في مخيم نهر البارد”. واعتبر انه موقوف منذ الاول من تشرين الاول 2007 بدلا من ضائع عن كثيرين خارج لبنان في اشارة الى الفلسطيني الفار شاكر العبسي ومن فر معه. كان يفترض ان يكون هؤلاء مكاني في الحبس”.

واوضح ان “الفصائل الفلسطينية في مخيم البداوي سلمته الى الجيش بعد شهر من توقف المعارك في مخيم نهر البارد”، مشيرا الى “قربه من تنظيم الجهاد الاسلامي وان احكاما غيابية صادرة في حقه عن القضاء العسكري بجرم الاتجار باسلحة”، نافيا مشاركته في احداث المخيم.

وردا على القاضي قبلان افاد ان “فتح الانتفاضة التي تحولت الى حركة “فتح الاسلام” يملكون اسلحة الى التي بعتهم اياها وكنت اشتريها من بقايا المنظمات الفلسطينية، واستخدموها في المعارك ضد اسرائيل وضد الطيران الاسرائيلي عندما اغار على البارد”.

وردا على المحامي نعمة افاد انه تنقل في فصائل فلسطينية عدة، معتبرا انها كلها “دكاكين تبيع القضية. ثم انتميت الى فصائل عدة من فتح أبو عمار الى الجبهة الشعبية الى المجلس الثوري”. وانا اعتبر ان “كلها دكاكين بمعنى ان اشخاصا فيها باعوا قضيتنا”.

هل شاركت في عملية نضالية في الارض المحتلة. أجاب: “كلا. ولكني شاركت في الجنوب من خلال الاجتياح الاسرائيلي”.

واخذ على انتهاكات حقوق الإنسان خلال التحقيق الاولي، ما يؤهل لبنان ليدخل في كتاب “غينيس”، واحتفظ المحامي نعمة بحقه بدعوة المحقق العسكري الذي حقق مع موكله لسماع إفادته امام المجلس العدلي.

“أبو ياسر”

الموقوف الجزائري نصر الدين الملقب “ابو ياسر”: “كنت اقيم في مخيم نهر البارد قبل توقيفي وغير محكوم سابقا لا في الجزائر ولا في لبنان. عملت سائق حافلة عمومية وتعلمت حتى الثانوي في الجزائر. انفي التهم بكاملها. دخلت لبنان بإخراج قيد سوري مزوراً آتيا من دمشق لأني لم اكن املك تأشيرة دخول الى لبنان بصورة شرعية، والتحقت بمنظمة “فتح الانتفاضة” لمقاتلة العدو الاسرائيلي ونصرة القضية الفلسطينية”.

كيف كنت ستقاوم العدو الاسرائيلي من مخيم نهر البارد وبعيدا جدا عن فلسطين المحتلة. اجاب: “انا التحقت بـ”فتح الانتفاضة” في سوريا، وخضعت لتدريبات في مخيمها، ثم انتقلت الى مخيم نهر البارد تمهيدا للتوجه الى الجنوب لمقاتلة اسرائيل. ثم تحولت “فتح الانتفاضة” التي كنت اساسا فيها الى “فتح الاسلام”.

وسئل: ورد في التحقيق انك التحقت بموقع “صامد” في مخيم نهر البارد وكلفت بمهمة الحراسة وجرى تسليمك بندقية كلاشنيكوف”. اجاب: “نعم كنت عنصرا في “فتح الاسلام” لكني لم ابايع اميرها سابقا الفلسطيني شاكر العبسي، ولم اشترك في معارك المخيم لأني قبل شهر من بدئها اصبت خطأ بطلق من بندقيتي وعولجت في مستشفى المخيم، ما ادى الى اعاقتي طيلة فترة المعارك، ما منعني من الخروج من المخيم”.

افدت عن اسماء اشخاص بألقابهم مثل: ابو جابر وابو وائل وابو عائش السوري وابو دجانة وابو بكر الاردني وابو صخر الاردني وابو الشهيد السوري وابو مذنب الفلسطيني وابو جعفر السوري وابو خالد وابو معتز وآخرين. فمن كان هؤلاء وماذا يعنون لك؟ اجاب: “كانوا عناصر في حركة “فتح الانتفاضة”. هم مجرد رفاق ولا صداقة تربطني بهم”.

أفدت انك لم تشارك في المعارك في التحقيق العدلي. لكنك اصبت قبل بدئها، في شكل عمودي واخترقت الرصاصة الفخذ الايمن. أجاب: نعم بعدما تعثرت، وكانت بندقيتي ملقمة.

مصاب بضعف نظر

كما افدت في ذلك التحقيق انك اصبت بينما تشارك في نصب كمين للجيش؟ اجاب: غير صحيح. انا مصاب بضعف نظر واصابتي بالولادة واعاني من تسع درجات ضعف نظر في عيوني.

ورد في التحقيق ايضا انك شاركت مع ابو مهيب في تصنيع عبوات ناسفة وتوزيعها على عناصر مقاتلة لتستعمل ضد الجيش، اجاب: هذا غير صحيح. غادرت المخيم سيرا مع اشخاص كثر ومعاقا جراء اصابتي.

كيف عرفت ان شخصا يدعى ابو يوسف الجزراوي كان يمول فتح الاسلام؟ اجاب: “انا رأيته في المستشفى ولم اكن اعرف عنه شيئا”.

أفدت في التحقيق العدلي انك تنكر التهم المنسوبة اليك وتكرر افادتك الاولية بأنك كنت مصابا خطأ قبل بدء المعركة، اجاب: هي تتناسب مع افادتي امام المجلس العدلي اليوم.

هل كنت تريد ان تسلم نفسك عند بدء المعركة ولم يسمح لك بذلك؟ اجاب: “صحيح، ولكن ابو صبر لم يعلمني كيف يتم تسليم نفسي. وفي 2/9/207 اوقفت بينما كنت خارجا من المخيم. ويتواصل مذذاك اهلي معي هاتفيا. بقيت في وزارة الدفاع شهرين وعدت اليها بعد استجوابي استنطاقيا ما جعلني اعتقد ان من حقق معي ليس قاضيا”.

وسألته وكيلته المحامية هلا حمزة، عندما اعلن عن انشقاق “فتح الانتفاضة” والتحول الى “فتح الاسلام” هل علمت بأهداف الحركة وانتسبت اليها؟ أجاب: ان “الاهداف هي عينها أي القضية الفلسطينية”.

اليمني سليم علي الصالح

ثم استجوب اليمني سليم علي الصالح. وأفاد: اقمت في مخيم نهر البارد قبل توقيفي. كنت اعمل سمسارا عقاريا في اليمن. حضرت الى لبنان من سوريا من طريق التهريب لأنني لم اكن املك تأشيرة دخول واحوز على جواز سفر يمني وهرّبني الشاب فراس احمد فضل الذي حاول تأمين تأشيرة شرعية الا ان طلبه رفض. وبدخولي الى لبنان عام 2006 قصدت مخيم برج البراجنة بهدف محاربة اسرائيل بناء على طلب علي فراس وهو الذي كان يتولى القيام بالاتصالات المناسبة في هذا المجال.

وسئل: ما كانت مؤهلاتك لتقاتل وانت سمسار عقارات؟ أجاب: كنت ارغب في مقاتلة العدو الاسرائيلي، وعند وصولي الى لبنان انتسبت الى “فتح الانتفاضة”.

ورد في التحقيق انك بدأت بالتدرب على كلاشنيكوف. اجاب: هو سلاح مرغوب في اليمن وكنت ملماً به. وانتقلت الى حركة “فتح الاسلام” في مخيم برج البراجنة، بعدما قيل لي انها محطة ضرورية يجب ان امر بها قبل مقاتلة اليهود. ونقلنا المدعو ابو يزن. وهناك لم ابايع العبسي زعيما. وبوصولي الى مخيم البرج، اخذوا مني جواز سفري. واخذ زميلي فراس احمد فضل يتواصل مع مسؤولين في المخيم وانا كنت اتبع تعليماته.

ألم يردكم امر من ابو زبير بالذهاب الى موقع التعاونية في مخيم نهر البارد للدفاع عنه؟ أجاب: “انا كنت في موقع المزرعة المتقدم في المخيم، فيما موقع التعاونية الى الوراء. فكيف يمكن لي ان اتراجع من اماكن امامية الى هناك. نحن كنا في مواقعنا عندما بدأت المعركة. توجهت نحو السوق حيث سقطت قذيفة هاون اصابتني شظية منها في صدري ما ادى الى كسر في ضلعي. وعولجت داخل المخيم، ما يدل على اني كنت في المستشفى طيلة المعركة. وعند خروجي من موقع التعاونية في المخيم سلمت نفسي الى الجيش. ولم اشارك في اي معركة اخرى. ولم اقتل احدا لا في اليمن ولا في سوريا ولا في لبنان. وطالبت مرارا باسترداد جواز سفري لمغادرة المخيم من دون جدوى، ما جعلني ابقى فيه”.

ياسر محمد الشقيري

وباستجواب السوري ياسر محمد الشقيري، وهو محكوم بالسجن عشرين سنة في ملف تفجير حافلتي الركاب في عين علق. أفاد انه دخل لبنان بهوية مزورة باسم ماهر فؤاد عبدو لأن اوراقه الثبوتية مضبوطة في سوريا كونه ملاحقا بجرم اسلحة لاسباب سياسية. واضاف انه اوقف قبل شهرين من بدء معارك نهر البارد.
واحتفظ وكيله المحامي يوسف لحود بحق الادلاء بمطالبه في المرافعة.

الجزائري عز الدين عبد القادر بن موسى 

واستجوب الموقوف الجزائري عز الدين عبد القادر بن موسى وهو أقام في مخيم نهر البارد. وافاد منكرا ما نسب اليه كما فعل في التحقيق الاولي. وقال: انتميت الى “فتح الانتفاضة” وحضرت الى لبنان خلال عدوان تموز 2006 للاشتراك في المقاومة. ولكن المعارك كانت قد انتهت. واضاف انه دخل لبنان عن طريق التهريب بهوية مزورة سورية استخدمها باسم احمد بيضون وتوجهت اولا الى مخيم شاتيلا حيث قابلت عناصر “فتح الانتفاضة” وكان المسؤول عنها ابو ابرهيم الفلسطيني. ولم أكن أعلم أن “فتح الانتفاضة” تحولت الى “فتح الاسلام” وعندما استفسرت عن الوضع المستجد، قيل لي ان الامر نفسه. وانتقلت الى مخيم نهر البارد مع عبد الرحمن غزاوي الذي اخبرني بأنه يجري تجهيز اشخاص ليدخلوا خلسة الى غزة للاشتراك في المقاومة في فلسطين المحتلة. وكان يقتضي الانتقال الى مخيم نهر البارد ليتم تجهيزي.

وعن بدء المعارك في المخيم قال: صحونا في بيت التنظيم على صوت قذائف غير مدركين ماذا يحصل. وعندما عرفنا بماهية المعارك بقينا حيث كنا حتى انتهائها.

وسئل ورد في التحقيق انك عينت اميرا على مجموعة شاركت في قتال عنيف ضد الجيش في آخر آب وبداية ايلول 2007 قبل ان يأمر العبسي المقاتلين بالانسحاب الى داخل المخيم ليوزعهم على مجموعات. اجاب: انا لم اشارك في القتال في اي من هذه المجموعات ولم اخرج من المخيم حيث القي القبض علي بعد 11 يوما من خروج الجميع منه. واضاف: ان هدفي بالقدوم الى لبنان ليس مقاتلة الجيش اللبناني او تغيير نظام الحكم فيه او انشاء امارة اسلامية او ما شابه انما الذهاب الى فلسطين من اجل المقاومة، مشيرا الى ان ابو غنام الغزاوي من غزة كان يهرّب مقاتلين الى هناك واتفقت معه على تهريبي اليها بطرقه الخاصة. الا انه طلب خمسة آلاف دولار بدل نقلي. وكنا خمسة اراد هذا المبلغ عن كل منا. فمن اين لنا تأمينه. فبقيت في المخيم.

وعند الانتهاء طلب وكيله نعمة دعوة المحقق العسكري لسماع افادته. كما طلبت المحامية حمزة سماع الطبيب الذي عاين موكلها داخل المخيم. فأمهلهما رئيس المحكمة لابراز اسميهما وارجئت الجلسة الى الثامن من أيار المقبل.

وبرأت المجلس في حكم أصدره، الموقوف الفلسطيني توفيق شحادة شحادة من تهمة الاعتداء على أمن الدولة لعدم كفاية الدليل. بعدما كان حكم بالسجن عشر سنوات غيابياً .

السابق
قداس احتفالي للأمهات العراقيات في لبنان
التالي
اطفال معوقون نسيهم العيد والقانون.. والمجتمع