متى نحاسب ازلام رستم غزالي اللبنانيين وجباته وصبيانه؟

رستم غزالي
من سيبادر من السياسيين اللبنانيين ليروي لنا تجربته مع السوريين في لبنان على امتداد ثلاثة عقود؟ ومن سيروى الحقائق المخيفة؟ وهل ستتسع الاوراق وستكفينا الاقلام؟ ماذا يقول كل من لقمان سليم وطوني فرنسيس عن "دفتر الجرائم" المُتخيّل هذا؟ هما اللذان عايشا تلك المرحلة ويعرفان خفايا لا يعرفها كثيرون.

بعد ابتعاده عن الواجهة الاعلامية لفترة غير قصيرة عاد اسم رستم غزالي ليرن من جديد بعد تداول اخبار تتحدث تارة عن مقتله وتارة اخرى عن تسميمه وطورا اقالته. وقبل يومين بات مؤكدا خبر موته.

لقمان سليم
لقمان سليم

لا بد والحال هذه تناول ملف جرائمه التي فاقت كل تصور. الناشط السياسي ومدير”جمعية أمم” لقمان سليم روى لجنوبية بعض ما يعرفه: “بتقديري أسهل شيء هو ان يدوّن المرء على السجل العدلي لرستم غزالي كل ما ارتكبه وما لم يرتكبه. وبالطبع رستم غزالي هو اسم جنس وليس اسم علم وهو ككل الضباط السوريين واللبنانيين الذين فتكوا باللبنانيين والسوريين والفلسطينين خلال مرحلة الوصاية. لكن بالنهاية هذا الطلب تمرين سهل وهو التجامل على جثة شخص حتى لو لم يمت”.

 

وسأل سليم: “ألم يتواطىء من اللبنانيين مع السوريين كل من سكت وصمت عن توليّ رستم غزالي؟”، ودعا الى ان “نفتح دفتر المحاسبة لكل من شاركه”.

فـ«الاحتلال البعثي»، بحسب سليم، هو ككل احتلال كان له شبكة من المتعاملين وهذه الشبكة «للأسف تشمل الجميع الا من رحم ربيّ أي الذين ماتوا. وكنت أنا ايضا أجبن من ان أدافع عن نفسي وأنا أقر بذلك».

ويعتبر سليم ان “الفصل الثاني من زمن الحرب اللبنانية لم يُكتب بعد، أي فترة الاحتلال السوري للبنان، هذا المسلسل الذي يفترض ان نعرضه قبل المحاسبة، هو نوع من اقتحام لباب مفتوح. وأكبر دليل على ذلك ما يجرى في محكمة لاهاي من كشف لحقائق”.

فـ”بشهادة كل من مروان حمادة وجوني عبدو في فيلم “زمن رفيق الحريري” انه في الوقت نفسه الذي حصلت مجازر صبرا وشاتيلا بمشاركة ايلي حبيقة كان البعض من السياسيين يلعب دور الخاطبة بين النظام السوري وإيلي حبيقة”.

ورغم كل ما جرى يؤكد سليم ان سياسيينا قادرون على انتاج “رُستمات غزالي” جدد، واعتقد سينشأ نظام أمني لبناني- لبناني بديلا من النظام الأمني السوري-اللبناني، فهذا الحوار الناشئ هو نوع من تقاسم الجبنة من جديد”.

طوني فرنسيس
طوني فرنسيس

بالمقابل، رأى المحلل السياسي والكاتب في جريدة “الحياة” طوني فرنسيس، الذي كان من ابرز الصحافيين في سنوات الوصاية السورية بين 1990 و2005، ان “الذي يحصل في سوريا يذكر دائما بالقول: وبشّر القاتل بالقتل”.

والموضوع برأيه “ليس موضوع ممارسات ضابط كبير اسمه رستم غزالي بل هو وجود عناصر كبار يمارسون هذا التقليد على مستوى حجمهم وامكانياتهم، والمقصود ممارسات القوات السورية منذ دخولها لبنان ما هي الا ممارسات ظلم واضطهاد شبيهة بأي احتلال يدخل الى اي بلد. فهذه القوات لم تترك على مستوى عملها الأمني اليومي أية مصيبة الا وارتكبتها”.

وأضاف: “يوم دخول القوات السورية دخلت بصدام مباشر مع الحركة الوطنية بعد خطاب حافظ الاسد مباشرة في 20 تموز1976 وحتى اغتيال كمال جنبلاط 1977. اذكر ان اليسار كان أول من شكّل قوة عسكرية لمواجهة التدخل السوري في لبنان، وانتهت باغتيال جنبلاط… حينها اقتنع الجميع بعدم القدرة على مواجهة السوريين في لبنان”.

معارضة عبدالحليم خدام لا تضيف له اي مصداقية، فهي نوع من نقل للبندقية من كتف الى كتف

وأكمل فرنسيس: “المشروع السوري هو عدم الرغبة ببناء دولة علمانية، وعدم السماح بوجود دولة، حتى ان الاحاديث كانت تدور في الاوساط اليسارية ان سوريا الدولة العلمانيّة لا تشجع على قيام العلمانيّة، بل على العكس كانت تشجّع قيام الدولة الطائفيّة”.

وتابع: “كانت ممارسات أي ضابط سوري محكومة بهذا الطقس، ولا يحمل أي من الايجابية ويحمل معه كل الموبقات، ولا نستغرب ما جرى من اغتيالات ومن نفي وسجن وفساد، وقصة سرقة بنك المدينة معروفة، إضافة الى الروايات الاخرى عنه. والسرقات كانت بحجم الاموال التي كان يفرضها رستم غزالي على الحريري».

وعن امكانية تدوين السياسيين احداث المرحلة السابقة في كتب، وجمعها وتناول هذا الجانب من علاقتهم مع السورين سنجد “انهم لم يكونوا حلفاء للسوريين في البحث في قضية تحرير فلسطين او الوحدة العربية او القومية بالمعنى السياسي، بل كانوا اتباعا وجباة بالمعنى السياسي والمالي على ظهر الشعب اللبناني”.

ان سياسيينا قادرون على ان ينتجوا “رُستمات غزالي” جدد

ويؤكد الكاتب السياسي في جريدة الحياة: “الازمة السياسية لدى السوريين نشأت بعد عام 2000 اي بعد تحرير الجنوب، وبدأ التحضير للانسحاب السوري وارتفع مستوى المعارضة، ومحاولة الكتابة عن التجارب السابقة تستحق المغامرة”.

يبقى ان الأهم في المعمعة السورية كان ان يبقى الانسان بعيدا “وكنتُ كصحافيّ بعيدا عن الاجواء التي كانت سائدة آنذاك، وكنت أهتم بالمناسبات ذات الطابع الاجتماعي، والسهر بعيدا عن عناصر المخابرات لان الخدمات المتبادلة تبدأ بتدفيع الثمن للأضعف أي ليس السوريين”.

وعن تجربة فاروق الشرع وزير الخارجية السوري في كتابه “الرواية المفقودة“، قال فرنسيس انه “تحدّث بتحفظ عن تجربته، وهو لم يتناول الموضوع السوري في لبنان الا عرضا، ولن يتحدث طالما انه موجود في الحكم.. حتى عبد الحليم خدام لم يكتب الى اليوم عن جرائمه بحق اللبنانيين والسوريين والفلسطينيين، ومعارضته هذه لا تضيف اي مصداقية، فهي نوع من نقل للبندقية من كتف الى كتف، وليس تغييرا لنهج”.

 

 

السابق
اقفال حضانة «ديما» وإحالة الملف الى النائب العام الاستئنافي في جبل لبنان‏
التالي
قهوجي: صامدون ومتحسبون لأي تطور على السلسلة الشرقية