زايد: لا استقرار قبل إصلاح الخطاب الديني

«لا خيار أمام مصر إلا إعادة إنتاج دورها في المنطقة». هذه المسلّمة دارت حولها المحاضرة التي ألقاها السفير المصري في لبنان محمد بدر الدين زايد في مركز عصام فارس، حيث حضرت استحقاقات المنطقة برمّتها.

الديبلوماسي المصري شدّد على «أهمية إعادة إنتاج خطاب سياسي عربي جامع، لأنه وحده القادر على حفظ دول المنطقة وتأمين الاستقرار، بعيداً من الخطاب الديني الذي يؤدّي إلى إنتاج أدوار إقليمية تساعد على تفتيت الدول العربية». وقال إن استعادة الخطاب العربي تجعل الدول العربية قادرة على صنع توازن مع مشاريع إقليمية تسبّب استقطاباً سنياً – شيعياً، أو مسيحياً – إسلامياً. وأضاف أن «العرب يريدون علاقة صحية مع الدولتين المسلمتين الشقيقتين، وهي رهن بسياسات أكثر إيجابية من جانبهما تجاه العالم العربي».
خلال المحاضرة التي جاءت بعنوان «الواقع العربي والدور القيادي المصري» وتقدّم حضورها مدير المركز السفير عبد الله بو حبيب وحشد من الأكاديميين والسياسيين والديبلوماسيين، قال زايد «إن الدور المصري كان دائماً حاضراً في المنطقة على الرغم من بعض التراجع الذي أصابه في بعض المراحل». وأشار إلى أن «مفهوم الدور مرتبط بالتأثير وهو يمرّ بمراحل نمو وضعف». وإذ شدّد على أن حقائق التاريخ والجغرافيا تثبت أن ليس أمام مصر إلا إعادة إنتاج دورها، أشار إلى أن هذا الدور أخلاقي لأن مصر لم تُسهم في تدمير أو إضعاف أي بلد عربي آخر.
ولفت إلى أنه من المهم الالتفات إلى الواقع العربي والإقليمي الحالي، وإلى أن المعادلة العربية اختلفت عما كانت عليه في الخمسينيات والستينيات، بعدما بات العرب اليوم أمام نظام إقليمي ودولي معقّد، ولا بدّ من الانطلاق من هذه الوقائع لإعادة صياغة الدور المصري المطلوب، معتبراً أن كل طرف عربي يريد الدور المصري على مقاسه ومصالحه.
واذ شدّد على أهمية العامل الاقتصادي في استعادة الدور المصري الخارجي، رأى أنَّ القرار العربي بعزل مصر بعد توقيع اتفاقية «كامب ديفيد» كان خطأ استراتيجياً لأن ذلك أدى إلى اضطراب في المنطقة وعلى مستوى العالم العربي، وإلى صعود دول غير مهيأة لقيادة المنطقة. وأضاف أنه في مراحل سابقة، كان الدور المصري العربي يتعرّض للمحاربة حتى من قبل حلفاء مصر ممن رفعوا الخطاب القومي العربي.
ولفت إلى أنَّ القضية الفلسطينية تبقى عنصراً أساسياً في المنطقة وإلى أن الهدف الأساس يبقى استعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، معبراً عن القلق من تراجع الاهتمام العربي بهذه القضية. ورأى أنه «لا بدّ من الاتفاق على تصورات جديدة للمقاومة مبنية على الواقع الراهن على الصعد المختلفة، لأن المقاومة ليست هدفاً في حد ذاتها بل أداة لتحقيق الأهداف المشروعة».

(السفير)

السابق
صفا:الحكومة اللبنانية شريكة في بقاء جورج عبدالله في السجن
التالي
إحذر النظر الى الشمس عند الكسوف