«حزب الله» ـ «المستقبل»: حماية الحوار

تيار المستقبل وحزب الله

لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم التاسع والتسعين بعد المئتين على التوالي.

كما كان متوقعا، احتوت جلسة الحوار الثامنة بين وفدي «حزب الله» و «تيار المستقبل» في عين التينة، العاصفة السياسية التي سبقتها، بعد قرابة ثلاث ساعات من النقاش الذي اتسم بالصراحة الكاملة، إنما من دون حدة او توتر.
وقد أتت حصيلة الجلسة لتؤكد مرة أخرى ان الحوار لا يزال هو الخيار الاستراتيجي لدى قيادتي الطرفين في هذه المرحلة التي لا تحتمل ترف أي مغامرة عبثية، وان الحاجة الى الحوار السني ـ الشيعي في مواجهة مخاطر الفتنة المذهبية تبقى أقوى من محاولات التعطيل.
وأفاض كل طرف أمس في شرح مآخذه على سلوك الآخر، لا سيما في الفترة الممتدة ما بين الجلستين السابعة والثامنة، مع الاشارة الى ان وفد «حزب الله» توسع في مراجعة ما حصل خلال الايام الماضية من تصعيد حاد في الخطاب السياسي لـ «تيار المستقبل» وفريق «14 آذار»، منبهاً الى ان المواقف التصعيدية لا تخدم مسار الحوار الذي يحتاج الى بيئة ملائمة.
وقالت مصادر مطلعة على أجواء الجلسة الثامنة لـ «السفير» ان النقاش دار في مناخ من الجدية والمسؤولية، واتسم بقدر كبير من الوضوح والشفافية.
وأوضحت المصادر ان التوتر السياسي الاخير استحوذ على الحيز الاكبر من المداولات، خصوصا ما يتصل ببيان مؤتمر قوى «14آذار» الذي تلاه الرئيس فؤاد السنيورة وبيان «كتلة المستقبل» بعد اجتماعها الاخير، وكان تركيز على ان الخطاب التحريضي لا يفيد في تنفيس الاحتقان المذهبي، ولا يفيد في حماية الانجازات التي حققها الحوار حتى الآن.
وأكدت المصادر ان الطرفين أبديا الاستعداد لمعالجة نقاط الخلل في تجربة الحوار، وصولا الى تحصينها وتطويرها.
وعُلم ان الاستفاضة في تناول هذا الجانب حالت دون التطرق الى بندي الامن والرئاسة كما كان مقررا. وقد نُقل عن أحد المعنيين بالحوار قوله: إذا كان «تيار المستقبل» يستعجل البحث في مسألة رئاسة الجمهورية، فإن ما حصل هو ان سلوك السنيورة السلبي فرض إيقاعه على جلسة البارحة، على حساب الملف الرئاسي.
وبعد المداولات، صدر عن الجلسة بيان، جاء فيه ان المجتمعين أكدوا جدية الحوار، باعتباره ركيزة أساسية للحفاظ على استقرار لبنان وحمايته مما يجري في المنطقة. واتفقوا على استمرار البحث في المواضيع المقررة بنفس الزخم والاندفاع اللذين سادا الجلسة الاولى.

ملف النازحين

الى ذلك، عقدت الخلية الوزارية لشؤون النازحين السوريين في لبنان اجتماعا امس، برئاسة رئيس الحكومة تمام سلام، لتحضير ملف لبنان الى مؤتمر المانحين الذي سيعقد في الكويت يومي 31 آذار واول نيسان، والمخصص للبحث في تنفيذ خطة الاستجابة لمتطلبات الدول التي تستضيف النازحين السوريين.
حضر الاجتماع وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس ووزير العمل سجعان قزي، وجرى نقاش في أوضاع النازحين السوريين في لبنان بعد التدابير والاجراءات التي تم اتخاذها للحد من النزوح، اضافة الى البحث في سبل تنفيذ خطة الاستجابة لحاجات لبنان والتي وُضعت قبل فترة بالتنسيق مع رئيس المفوضية العليا لشؤون اللاجئين يان الياسون خلال زيارته الاخيرة الى بيروت.
وقالت مصادر الخلية لـ «السفير» ان أعداد النازحين السوريين بدأت بالتراجع على نحو مرضٍ بعد الاجراءات التي قررتها الحكومة، بحيث فاق عدد العائدين الى سوريا عدد الوافدين.
وأكدت الخلية تمسكها بهذه التدابير، لتخفيف الاعباء على لبنان حكومة ومجتمعات مضيفة.
وعلمت «السفير» انه تقرر ان يترأس سلام الوفد الوزاري الى مؤتمر المانحين في الكويت، حيث سيعرض رئيس الحكومة أوضاع النازحين ومتطلباتهم على كل المستويات، وحاجات لبنان حكومة ومجتمعات مضيفة في كل المناطق.
وفي المعلومات ان لبنان سيطرح على المؤتمر خطة الاستجابة لحاجات لبنان بفعل النزوح السوري، والتي قدرت كلفتها بمليارين و100 مليون دولار، من المفترض ان تصرف على سنتين ( 2015-2016).
وتقرر ان يطلب لبنان توزيع مبلغ الملياري دولار ونيّف، كالآتي:
37 بالمئة، تُخصص للانفاق الحكومي في مجال تعزيز الاستقرار الداخلي وفق ما تراه الحكومة اللبنانية مناسبا (بنى تحتية، خدمات..).
و63 بالمئة من المبلغ تذهب لتغطية القضايا الانسانية، على ان يخصص جزء من هذه النسبة لإعانة مليون لبناني من الأكثر فقرا، وجزء آخر لإعانة مليون من المقيمين على الاراضي اللبنانية (سوريون، فلسطينيون..).

السابق
تحرّكان أممي وأوروبي نحو الأزمة الرئاسية،الجولة الثامنة تُعيد تثبيت إطار الحوار
التالي
وفد شركات التسليح الفرنسي في اليرزة لتنفيذ برنامج الهبة السعودية