المسرحي قاسم اسطنبولي ينجز نقلة ثقافية نوعية في صور

سينما الحمرا صور
قاسم اسطنبولي إسمٌ يافع في عالم المسرح إستطاع أن يبرز بفنه الهادف وأنشطته الثقافية كان آخرها وأبرزها مهرجان صور الدولي. في "جنوبية"، تواصلنا مع اسطنبولي لتسليط الضوء أكثر على أعماله ونشاطاته الثقافية وأهدافه كما أيضًا تحدثنا مع رئيس بلدية صور حسين دبوق لمعرفة كيف ساهمت البلدية بنجاح المهرجان وكيف كان تجاوب أهالي صور مع المهرجان.

في زمنٍ، يفتقر الهوية الثقافية والرقي المسرحي إستطاع الممثل والمخرج قاسم اسطنبولي في عمرٍ يافع أن يثبت نفسه كعلامة فارقة ومميزة في عالم المسرح. لم يأخذ اسطنبولي الفن كمهنة فقط، بل كهواية وشغف يهدف من خلاله تطوير مدينته صور.

فعكست نشاطاته حركة ثقافية مميزة في المدينة ولعلّ ما يجعل أعماله نقطة فارقة قربه من الناس، فيعتمد اسطنبولي على نوعية المسرح المفتوح أي مسرح الشارع لتكون أعماله متاحة لمختلف فئات المجتمع فنرى الكبار والصغار يشاركون ويحضرون كما قال لـ”جنوبية”. وبالإضافة إلى أنه برأيه يعتمد الأسلوب الأقرب إلى الناس، ومن شأنه إيصال الرسالة بشكل أسرع.ويشير اسطنبوليإلى الإمكانيات المادية المحدودة، بسبب ما يتطلب إستئجار مسرح للعرض من متطلبات مادية.

سينما الحمرا صور

أما عن حبّه للمسرح وإرتباطه الوجداني بمدينة صور ذكر اسطنبولي أنه “تحقيقًا لحلم والده المتوفي بأن يعمل بمسرح المدينة (الحمرا) فأعاد إحياهء مطلقًا عليه إسم مسرح اسطنبولي”، مشيراً إلى أن جدّه أيضًا كان حكواتيا. لذا كانت أسرته البيئة الحاضنة له فبدأ عمله بقرض مالي من البنك بالإضافة إلى مساعدة عائلته ومساهمات الأصحاب والأقارب والأجانب.

أما عن تنظيم مسرح اسطنبولي للعديد من النشاطات التريبية الثقافية المجانية فيقول “هذه التدريبات من شأنها خلق جيل مثقف واعد. كما وأن هؤلاء الأطفال أيضًا من شأنهم أن يدفعوا ذويهم لحضور هذه النشاطات الثقافية”، مشيراً إلى أن فريق المسرح يساهم بالتدريبات كلّ بحسب إختصاصه.

وأمل أن يحقق المسرح إستمرارية وأن يصبح من إحدى معالم هوية صور الثقافية. كما كان له مأخذ على الفنانين والمسرحيين اللبنانيين فيقول اسطنبولي أنه “لقي دعم وحضور عربي وأجنبي أكثر من أبناء وطنه”، لاقتًا إلى أنه إستطاع بناء علاقات ومعارف كثيرة خلال جولاته وحضوره في المسارح الأجنبية والعربية الذين بدورهم حضروا المهرجان على نفقتهم الخاصة.

سينما الحمرا صور

وأثنى رئيس بلدية صور حسين دبوق في حديث لـ”جنوبية” على إنجازات اسطنبولي المتميزة والتي لاقت تجاوب من أهالي صور. كما إعتبر أنه “بالإضافة إلى تميز أسلوب مسرح اسطنبولي إلا أنه أيضًا يتميز بحضور وإقبال الفننيين من خارج البلاد وهذا ما من شأنه أن ينعكس إيجابيًا على المدينة”.

وأضاف دبوق: “أن مدينة صور معروفة بحويتها ونشاطاتها الثقافية المختلفة والبلدية تدعم كل المواهب الفعالة كما دعمت أيضا اسطنبولي ماديًا ومعنويًا كمساهمة لإنجاز المهرجان”.

ومن أبرز أعمال اسطنبولي التي كان من آخرها تنظيم “مهرجان صور الدولي“، تأسيس وإنشاء مسرح اسطنبولي رسمياً في مدينة صور وذلك ب 25-1- .. و2014إقامة العديد من النشاطات الاسبوعية من خلال المسرح والموسيقى والشعر ومعارض الصور والندوات وعروض مسرح الاطفال، إعادة إفتتاح سينما الحمرا في مدينة صور بعد 30 عاماَ من الغياب وذلك بدعم وتمويل ذاتي .

سينما الحمرا

كما تم تأسيس وإطلاق أول مهرجان مسرحي في تاريخ الجنوب ومدينة صور بمشاركة 12 دولة عربية وأجنبية في حزيران 2014 بالإضافة إلى تأسيس محترف تيرو للفنون لتدريب المسرح والسينما والرسم والموسيقى والفنون القتالية والتصوير وكرنفال تيرو للفنون الذي يعرض فنون الفرجة والمسرح التفاعلي في الشارع.

وكما من ضمن إنجازاته عرض وإخراج مسرحية جوّا وبرّا وتكريم حسن علاء الدين “شوشو”، ومسرحية من أجل السلام ومسرحية “في إنتظار غودو” لطلاب محترف تيرو للفنون, بإشراف قاسم اسطنبولي، وكذلك تأسيس وإطلاق مهرجان صور السينمائي “أيام الحمرا السينمائية” للافلام القصيرة في شهر نوفمبر 2014 بحضور النجم المصري محمود قابيل، وإقامة مهرجان السينما تقاوم للافلام الطويلة في سينما الحمرا، وعرض مسرحية قوم يابا في جولة بين اسبانيا وايطاليا وهولندا.

 

السابق
الجسر: اتّفاق على وقف «التجريح» والاستمرار
التالي
جنبلاط من فرنسا الى أين؟ وهل تحمي باريس الدروز؟