أوباما: سياستنا في العراق أنتجت «داعش»

باراك أوباما

يزيد التعنت الأميركي المستمر في محاولة فرض أجندة خاصة، بِزعم أنها جزء من «استراتيجية طويلة الأمد» من أجل قتال تنظيم «داعش» في العراق، من حجم الهوة بين العراقيين، التي باتت تظهر على شكل اصطفاف حاد على ضفتي الآليات التي يجب اعتمادها لإخراج التنظيم من المناطق العراقية.

وأكد الرئيس الأميركي باراك أوباما في معرض تعليقه على الوضع في المنطقة، أن «التحالف المؤلف من 60 دولة، سينجح في إخراج داعش من العراق ببطء»، معترفاً بأن وجود التنظيم في العراق كان نتيجة لسياسة بلاده، حيث قال إن «داعش هي ثمرة مباشرة لتنظيم القاعدة في العراق الذي نما بعد اجتياحنا لهذا البلد. وهو مثال على النتائج غير المحسوبة. ومن أجل ذلك يجب أن نصوب قبل أن نطلق النار».
ولم تنجح الاستحقاقات الأمنية المتتالية والمرتقبة في الميدان العراقي، حتى الآن، على الرغم من سعي الحكومة العراقية إلى اعتماد سياسة «متوازنة»، في إخفاء هذا الاصطفاف الذي سيرسم مع الوقت المشهد العراقي في المستقبل القريب، سياسيا وأمنياً وجغرافياً.
وحذر سياسي عراقي بارز كان قد شارك في صنع الدستور العراقي الجديد في مرحلة ما بعد الاحتلال، من أن بقاء الخلاف حول العمليات العسكرية الجارية في صلاح الدين، واستمراره ربما في العمليات المقبلة في الأنبار ونينوى، قد يؤدي في النهاية إلى مواجهة بين «الحشد الشعبي» وإيران من جهة والولايات المتحدة من جهة أخرى.
واعتبر وائل عبد اللطيف وهو عضو سابق في «التحالف الوطني»، أن «الحكومة العراقية في حرج، فهي مدركة لأهمية دور التحالف الدولي، كما أنه لا يمكنها أن تنكر الدور الايراني في العراق، الذي يمتعض منه مسؤولون كبار في واشنطن»، مشيراً إلى أن أمام الحكومة العراقية «مهمة صعبة في إيجاد حالة توازن بين الطرفين وبين أطراف في التحالف الوطني المنقسم أيضا بين الحالتين».
ولفت عبد اللطيف وهو نائب وعضو سابق في مجلس الحكم إلى أنه لا يرى «الموقف مطمئنا»، مؤكداً أن «الخلافات تتسع»، كاشفاً عن إدخال واشنطن لعوامل جديدة إلى الميدان العراقي، حيث قال: «أنا أبحث عن إجابات حول قدوم أكبر حاملة طائرات أميركية متطورة إلى المياه الخليجية قبل أيام، وكانت سبقتها حاملة طائرات فرنسية، وكتائب بريطانية، بالإضافة إلى وصول قوات (دلتا) الاميركية المتخصصة بالاغتيالات التي دخلت، مؤخراً، عبر دولة الكويت».
ولا تقف الانقسامات والتحديات العراقية عند هذا الجانب، بل إن الاستحقاقات الداخلية، خصوصا ما يتعلق بمعركة الموصل باتت تبشر بالمشهد التقسيمي للبلاد، بعدما حذر نائب الرئيس العراقي إياد علاوي مما أسماه «تزايد النفوذ الإيراني في العراق بدون الدعم الغربي»، خصوصا أن «الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران تقود القتال ضد تنظيم داعش».
ودعا علاوي الولايات المتحدة والقوى الغربية إلى عمل المزيد من أجل قتال التنظيم المتشدد، معتبراً أن «على البلدان التي شاركت في إطاحة نظام صدام حسين واجبا أخلاقيا بهزيمة المسلحين»، لافتاً إلى أن تنظيم «داعش» يهدد أوروبا أيضا، وقال إن «العراق ليس بحاجة إلى نصر عسكري فقط، بل إلى نصر سياسي أيضا».
وفي هذا السياق، يبدو أن شكل المعركة المرتقبة في الموصل، والقوى التي ستشارك فيها، هو أحد أبرز المفاصل في توضيح المتغيرات العراقية المقبلة.
وحضرت العملية على طاولة البحث، أمس، بين رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني، ورئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري، اللذين تناولا العمليات العسكرية المستمرة، من أجل استعادة «ولاية الموصل» من يد تنظيم «داعش»، بحسب ما ذكرت وكالة «الأناضول» التركية.
ونقلت الوكالة عن مصادر ديبلوماسية أن الجبوري (المقرب من أنقرة) طلب من البرزاني أن تلعب قوات البشمركة دوراً فعالا في العمليات العسكرية في الموصل.
وفي هذه الأثناء ألقت طائرات عسكرية عراقية، منشورات على المدينة، تنبه المواطنين بـ «قرب ساعة الصفر لشن العملية العسكرية ضد تنظيم داعش»، بحسب ما ذكرت قناة «العراقية»، بينما اعتبر وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي في مؤتمر صحافي، أن تأمين محافظة الأنبار أمر أساسي في إطلاق العملية التي طال انتظارها لاستعادة الموصل.
وبحسب ضابط في الجيش العراقي ركزت طائرات «التحالف» غاراتها على المدينة خلال اليومين الأخيرين مستهدفة مواقع لتنظيم «داعش».
وفي هذا الإطار، وبعدما أظهرت واشنطن انزعاجها من الدعم الإيراني للقوات العراقية، أكدت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جين بساكي أن بلادها ما تزال تعتبر «حليفاً قوياً» للحكومة العراقية في قتالها ضد «داعش»، وتساعد العراق على تحقيق «استقرار طويل الأجل»، في وقت عبر مسؤول أميركي عن «قلق» بلاده من كيفية استخدام الأسلحة الإيرانية الثقيلة في العراق بما في ذلك خلال الهجوم لاستعادة مدينة تكريت.
وأضافت بساكي، أن «قوات التحالف تقدم الدعم للعمليات العراقية المهمة في الأنبار وكركوك، في الوقت التي يخوض فيها العراق معركته في تكريت»، وبشأن دور القوات المسلحة العراقية وقوات «الحشد الشعبي» في هذه المعركة، أكدت أن «الولايات المتحدة تركز على الدور الذي تلعبه كل مكونات الشعب العراقي المختلفة في عمل مشترك واحد، وتخشى أن تكون هناك جهود لتقسيم ذلك الاتحاد، كما تركز على متابعة ما سيحدث بعد تكريت أيضاً».
وفي تطور أمني لافت قالت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) إن ثلاثة عراقيين قتلوا وأصيب خمسة آخرون، في انفجار شاحنة ملغومة في محافظة البصرة قرب الحدود مع الكويت، بينما أنهت قوات أمنية سعودية تمارين عسكرية استمرت أسابيع على الحدود العراقية، شمال مدينة عرعر.

السابق
صيادو الصرفند: قرار شهيب مجحف
التالي
توقف حركة الملاحة في مطار عدن بسبب أعمال العنف