ضربت الرياح “الهدنة الهشّة” بين الفريقين الأصفر والأزرق، وفجأة بدون سابق إنذار إرتفعت حدّة الخطاب بين الفريقين. لتنفتح نيران 8 آذار على كلمة رئيس كتلة المستقبل النيابية فؤاد السنيورة الّذي جدد الحرب مع “العدو” الفارسي وحزب الله وسلاحه في المؤتمر الثامن لـ “14 آذار”، واشتعلت في المقابل ردود نارية من الفريق الأصفر.
ومع قصف الجبهات أبدى كل من “المستقبل” و”حزب الله” تمسكهما بالحوار. وإن وضع الأخير شروط وردت على لسان رئيس “كتلة الوفاء للمقاومة” محمد رعد مفادها “ضرورة التزام المتحاورين بضوابط هذا الحوار وإلا فانه يصبح بلا معنى”.
فيما دعت أوساط المستقبل الى التمييز بين الحوار والحياة السياسة اليومية، ودعت الى “وضع ركائز جديدة لتخفيف الاحتقان”.
إلّا أن دائرة الخلاف إتسعت لتشمل أيضًا ردود من قبل الرئيس نبيه برّي على خلفية خطاب الرئيس السنيورة واصفًا إياه بأنه “لا يخدم الحوار الّذي يعطله الدواعش السياسيين”، قاصدا السنيورة.
ومع صدمة ردود الفعل، الّتي لم نرها حتّى بعد خطاب الرئيس سعد الحريري في ذكرى والده في 14 شباط، يقول النائب عن كتلة تيار المستقبل عاصم عراجي إن “الحوار لن يتأثر بخطاب أيًا كان وهو مستمر” ويلفت إلى أنّ “حزب الله هو من رفع أوّلاً الوتيرة منذ تصريح التحريضي للشيخ نعيم قاسم وكذلك خطاب إبراهيم السيد”، متمنيًا أن “تخفّ حدّة الخطاب السياسي بين الطرفين”.
وأضاف أن العناوين الرئيسية للجلسة بالإضافة إلى ملفي الامن والرئاسة ستبحث أيضًا بـ”تخفيف الإحتقان” بين الطرفين.
ورأى عراجي أن “حزب الله غاص إيرانيًا أكثر من ما غاص وطنيًا”، مستغربًا كيف أنّ “النواب الإيرانيين ردّوا على تصريح المستشار الإيراني اليذ تحدث عن تحويل إيران إلى امبراطورية عاصمتها بغداد، بينما يلتزم نواب حزب الله الصمت”.