بعد الاتفاق النووي، ماذا سيشتغل حزب الله؟

حزب الله والاتفاق النووي الايراني
إذ بات التوقيع على مسودة الاتفاق النووي بين ايران والولايات المتحدة الأميركية قاب قوسين او ادنى، وبالتالي فقد اصبح بحكم المنجز عمليا مما يعني ان المرحلة القادمة هي مرحلة ما بعد التوقيع، ومما لا شك فيه ان المنطقة ستشهد متغيرات كبرى بحجم ارتدادات هذا الحدث التاريخي.

أصبح الحديث عن مستقبل حزب الله أو ما سوف تؤول إليه أموره من ضمن الاسئلة المشروعة، ومن الموضوعات الجديرة بالبحث لأنّه من غير الطبيعي أن يستمر حزب الله بلعب نفس الدور الذي كان يضطلع به بالمرحلة السابقة والمتمثل بكونه الذراع العسكري والامني للسياسة الخارجية الايرانية في المنطق، وبالتالي فان واحدة من اهم الادوار التي كان يؤديها الحزب بإتقان هي إستعمال ترسانته وخبراته القتالية في سبيل تحسين شروط التفاوض الايرانية.

صحيح ان من السذاجة بمكان توقع ان تتخلى ايران عن حزب الله ربيبها الاول وفخر الصناعة الايرانية كما يرغب ان يطلق عليه كبار مسؤولي الحرس، ولكن من السذاجة ايضا الاعتبار ان حزب الله سيكون بمنأى عن تحول ضخم بحجم التقارب الايراني الاميركي وان على المدى المتوسط باقل تقدير.

الثابت والمؤكد ان الحزب سيخسر اهم واقوى واكبر ورقة كان يمتلكها كونه جزء اساسي من الصراع العربي الاسرائيلي وبالتالي فهو حتما سيخسر مزيدا من البريق الذي كان يلف به سلاح المقاوم، فان كان استعمال هذا السلاح بالداخل (7 ايار) ومن ثم استعماله الى جانب نظام البعث قد افقده الكثير من ذلك البريق، فان التحول في السياسات الايرانية سيقضي حتما على ما تبقى منه.

صحيح ايضا ان محاربة داعش قد تشكل له نوع من “شبعا” جديدة، يحافظ الحزب من خلالها على سلاحه مرحليا وتسمح له باللعب في الميدان الوحيد الذي يتقنه كقوة قتالية يستثمر من خلالها في السياسة، الا ان هذا الميدان المستجد لن يشكل رافعة مريحة له اولا في ظل انقسام لبناني حاد حول قراءة الجدوى من الحرب الاستباقية ثانيا بما يتسبب بقاءه الى جانب نظام الاسد بتحويل هذا السلاح الى ىسلاح طائفي لا يمكن تحمل عواقبه لا وطنيا ولا حتى شيعيا.

مما يعني ان الحزب سيكون مشغولا بالمرحلة الاتية الى البحث عن ميادين يشتغل بها بدون الاعتماد على فائض القوى التي يملكها، ميادين محض سياسية ومحض اعلامية وبالتالي محض مدنية.

فان كان الحزب قد نجح باعلامه الحربي وبثقافته القتالية وعقيدته الجهادية في تراكم حضور هو الاكبر على الساحة اللبنانية فانه من غير المعلوم ان كان سيحقق النجاح عينه اذا ما تحول الى الشغل المدني عندما يبتعد عن المحور والدشمة. فلا يمكن تصور الامين العام السيد حسن نصرالله بدون رفع سبابته مهددا ومخونا خصومه، ولا الحج محمد رعد متحدثا عن ازمة السير ومشكلة الكهرباء، ومن المؤكد انه اذا ما سُحبت مفردة “المقاومة” من خطابات الشيخ محمد يزبك او الشيخ نبيل قاووق فلن يصعدا على منبر قط. فلا مبالغة ان قلنا بان سؤالا اعتقد انه يشغل بال حزب الله ومريديه عن مرحلة ما بعد الاتفاق والاجابة عليه ستتكفل بها الايام القادمة عن ماذا سيشتغل حزب الله؟

السابق
احتجاجا على تصريحات شيخ الأزهر..العراق يستدعي السفير المصري
التالي
السبع من لاهاي:الحملة على الحريري كانت خوفا من فوزه في الإنتخابات النيابية