نحو قيام محور لمقاومة الاحتلال الإيراني

حزب الله ايران

أكد قادة إيران مراراً وتكراراً وفي مناسبات متعددة ومتنوعة ان حدود إيران ليست مع العراق، بل أصبحت عند شاطيء البحرالمتوسط، وتحديداً عند بلدة الناقورة الواقعة جنوب لبنان..المحاذية لحدود فلسطين المحتلة. ومستشار روحاني أشار بلغة واضحة لا غموض يكتنفها، ان بغداد عادت عاصمة الدولة الساسانية، مما يعني أن إحياء الإمبراطورية الفارسية بات مسألة وقت. وأشارت مصادر إيرانية إلى ان سوريا باتت المحافظة الإيرانية رقم 36؟ والجدير ذكره أن جماعة الحوثي في اليمن تحظى برعاية إيرانية ودعم مالي متعدد الاوجه، لمساعدتها على احتلال كامل اليمن او على الأقل الجزءالشمالي منه. واحد المسؤولين الإيرانين اشار إلى ان باب المندب على البحر الأحمر كما مضيق هرمز في الخليج العربي هما تحت سيطرة الجمهورية الإيرانية..

في خضم هذا الواقع المؤلم والقاسي، انطلق الحوار في لبنان بين تيار المستقبل وحزب الله..لتخفيف الاحتقان السني – الشيعي كما اعلن وأشيع، بالرغم من أن تيار المستقبل يؤكد انه حزب لبناني ينتمي إليه كل مواطن لبناني بغض النظر عن هويته وإنتمائه الديني..؟؟ وحزب الله يؤكد هو أيضاً انه حزب مقاوم، وليس حزب ديني رغم شعاراته الدينية في لبنان وسوريا والعراق واليمن والتي يشارك في حروبهم المفتوحة تحت عناوين دينية، وباستنهاض مذهبي، وتعبئة طائفية؟
عند انطلاق الحوار بين الطرفين قال النائب ميشال موسى لـ«الجمهورية»: “انّ الحوار بين الحزب و«المستقبل» وضع سقفاً محدداً استثنى فيه القضايا الخلافية الكبرى، ويَنصرف المتحاورون الى البحث عن مساحات مشتركة لتعزيز دعم الجيش والخطة الامنية وتخفيف التشنّج في هذه المرحلة”! والعناوين الخلافية التي لم يذكرها بالتحديد النائب موسى هي تدخل حزب الله في سوريا وغيرها من الدول، وسلاح حزب الله في الداخل اللبناني، وتسليح سرايا المقاومة التي ينشرها حزب الله في مناطق لبناية متعددة لزرع الرعب والخوف في قلوب المواطنين؟ إذاً على ماذا الحوار وما هي عناوين الحوار الأساسية اتي يتم الحوار حولها،.. فالاحتقان السني – الشيعي سببه ما يجري في دول الجوار وما يقوم به حزب الله في لبنان..فكيف نعالجه دون الدخول في حوار جدي حول القضايا الخلافي وإلا فلا خلاف اساساً؟ وهنا أوضحت مصادر واسعة الاطلاع لصحيفة “السفير” (أن اللقاء بين “حزب الله” و”تيار المستقبل” لم يترك عنوانا إلا وتطرق إليه، مشيرة الى انه جرى ترتيب جدول الأعمال انطلاقا من أن العنوان الرئيسي يتعلق بمواجهة الارهاب، وتتفرع عنه مهام أخرى من نوع تفعيل المؤسسات الدستورية والتصدي لخطر الفتنة المذهبية)..كيف نتصدى للإرهاب ومن هو الإرهابي وما هي اسبابه ومن هي ادواته؟ومضمون هذا الكلام يؤكد ان الحوار فعلاً لم ولن يتطرق إلى المسائل الخلافية الأساسية؟ والفتنة المذهبية لا يمكن ان تعالج بان يتحاور حولها حزبين يؤكدان ان دورهما ليس ديني او مذهبي؟
لذا يمكن القول ان الحوار هو عملية شراء وقت مستقطع ريثما ينجلي غبار المعارك الطاحنة المحيطة بنا في لبنان؟ في حال انتصر محور الشر الذي تقوده إيران؟ هل سوف يتابع حزب الله الحوار، وما هي عناوين هذا الحوار المستجد حينذاك.؟؟ محاربة الإرهاب أم كيفية تسليم السلطة لأدوات إيران في لبنان؟ دون قتال؟ وفي حال انهزم هذا المشروع وسوف ينهزم دون شك…؟؟ هل ستبقى النقاط الخلافية الواردة أعلاه خارج نطاق وجدول اعمال الحوار؟ ام انها ستكون من البنود الأساسية؟ وكيف سيتصرف حينها حزب الله؟
انطلاقاً من التصريحات الإيرانية وتأسيساً عليها ونتيجة الفهم الحقيقي لمشروع إيران في المنطقة ولانكشاف دور عملائها في لبنان والمنطقة … فقد اطلقت قوى 14 آذار كما اعلن وورد في جريدة النهار، “مرحلة جديدة من عملها في اطار تنظيمي يضم الى احزابها ناشطين في المجتمع المدني والاكاديمي والاعلامي في توسعة لمروحة الشرائح التي تشملها، او في تعويض لفئات واسعة غيبتها الصيغة السابقة التي انحصرت في الحزبيين، حيث شاركت 400 شخصية في مراجعة عشر سنين من النضال، في المؤتمر الثامن لهذه القوى، الذي عقد السبت الفائت في “البيال”، تحت عنوان “من 14 آذار 2005 الى 14 آذار 2015”.. وتكلل المؤتمر بإعلان انشاء مجلس وطني وتأليف هيئة تحضيرية تقترح برنامج عمل للمرحلة المقبلة وصياغة النظام الداخلي للمجلس والدعوة الى مؤتمر عام لإقرارهما في مهلة شهرين، فضلاً عن الخروج بوثيقة شارك المؤتمرون في صياغتها، وتلاها الرئيس السنيورة. تشدد على “اننا لا نريد هزيمة أحد، ولن نسمح لأحد أن يهزمنا. ما نريده هو عودة جميع اللبنانيين إلى لبنان الدولة، لا بشروط طائفة أو حزب، أو قوة إقليمية محددة، بل التزاما وتطبيقا للدستور بدءا بانتخاب رئيس للجمهورية”. وذكر البيان ان “حزب الله الذي يفتعل حروباً هنا وهناك، ويورط لبنان واللبنانيين ويعمد إلى إطالة أمد الشغور الرئاسي لتحويله ورقة ضغط ومساومة، مع ما يستجلبه ذلك من تداعيات خطيرة على انتظام عمل المؤسسات الدستورية في لبنان”… وسريعاً كان رد النائب محمد رعد على بيان مؤتمر قوى 14 آذار الذي استغرب: “أن ندخل في حوار وتبقى ألسنة السوء تتطاول على المقاومة ومشروعها، فإما أن نخوض حواراً وسط أجواء هادئة ومنضبطة، وإما أن نعرف مع من نتحاور، وما هو حجمهم ونفوذهم وتأثيرهم حتى على داخل تنظيمهم وكتلتهم النيابية والسياسية؟”. وقال: “إما أن تلتزموا الحوار وإما دعونا نذهب كل واحد منّا في حال سبيله؟”…
لو يشرح لنا نائب حزب الله محمد رعد ما الهدف من الحوار إذا كانت النقاط الخلافية التي تهدد مصير لبنان والعيش المشترك والتي قد تؤدي إلى فتنة مذهبية ستبقى خارج النقاش؟ وما هي اهمية الحوار حول الشغور الرئاسي المرفوض جملةً وتفصيلاً.. حين يقول الشيخ نعيم قاسم نائب امين حزب الله محذراً قوى 14 آذار: “إما القبول بعون رئيساً للجمهورية، وإما الفراغ”…. وما هو تفسير جملة كل منا يذهب في حال سبيله؟ التي اطلقها النائب رعد؟
وأين دور المقاومة في حماية الوطن السيادة والرد بقوة على المسؤول الإيراني حين قال ان بيروت واحدة من اربع عواصم عربية، تقع تحت السيطرة والنفوذ الإيراني؟ فهل حزب الله، حزب لبناني مقاوم كما يقول نصرالله؟ ام ان دوره في لبنان قد اصبح مشابهاً لدور عملاء إسرائيل إبان الاحتلال الصهيوني لجنوب لبنان؟ ولا ننسى مؤخراً حين اتهم نصرالله ثوار سوريا بلعب دور “جيش لحد” بحماية جبهة الجولان؟ في حين ان حزب الله يغطي الاحتلال الإيراني المقنع، كما كان يلعب هذا الدور “جيش فيشي” الفرنسي لحماية الاحتلال الالماني لفرنسا؟ فمن هو جيش لحد في في المنطقة اليوم؟ من يواجه الاحتلال ام من يتعاون معه؟
احتلال العواصم العربية، وارتكاب المجازر الطائفية والمذهبية في العراق وسوريا والسيطرة على المساجد وتغيير الأئمة في اليمن. والاستيلاء على اوقاف إسلامية في لبنان، وتعطيل عمل المؤسسات وتهشيم بل تهميش دور القوى الامنية والإعلان عن خطط امنية وهمية في البقاع وقريباً واحدة مشابهة ومماثلة في الضاحية الجنوبية.. يؤكد ان الأهداف الاستراتيجية البعيدة المدى لإيران من خلال استغلالها حزب الله هي الهيمنة على لبنان وتغيير نظامه بعد تعطيل مؤسساته؟
من هنا جاء الاعلان عن مجلس وطني اعلنت عنه قوى 14 آذار، لمواجهة هذا المشروع والوقوف بوجهه، نتمنى ان يبصرالنور ويأخذ دوره الحقيقي في إعادة الحياة للمقاومة السلمية الحقيقية التي أزهرت في لبنان كما في سوريا ربيعاً وثورةً لا يمكن اغتيالها إلا باغتيال كل الشعب…قبل ان يغتال سلميتها بشار الأسد ونظام إيران وعملائه في المنطقة…كما يتم إغتيال شعب سوريا والعراق وغيره من الدول العربية بواسطة جحافل سليماني وحشده الشعبي الطائفي، التي تتوجه لإبادة الشعب العربي باسم فيلق القدس، واحتلال الدول العربية بذريعة العمل على تحرير فلسطين، وتدميرالمساجد لمنع اسرائيل من تدمير المسجد الأقصى. ومحاربة الشيطان الأكبر بالتفاهم معه على الملف النووي، والتعاون مع ادواته على تمزيق المنطقة العربية؟
إن الحل الوحيد لمواجهة الاحتلال الإيراني والأطماع الفارسية والفتن المذهبية! هو بتشكيل جبهة عربية – إسلامية واسعة لمقاومة الاحتلال الإيراني ومواجهة ادواته وعملائه، للحفاظ على هذه الامة وحماية شعوبها وثرواتها التي تستهلكها الحروب والفتن..ورعاية نوعها ومكوناتها الدينية والعرقية كما كانت طوال التاريخ، بكل الأشكال المتاحة والمشروعة، وإلا فإن مستقبل المنطقة سوف يكون قاتماً ودموياً.

(المركز اللبناني للأبحاث والاستشارات)

السابق
الازهر يطرح مبادرة للتقريب بين السنة والشيعة
التالي
الحزب يمضي في التصعيد عشيّة الجولة الثامنة