مفجوعون بكلام كيري ومفجوعون بالمفجوعين من كلامه

فجّر تصريح وزير الخارجية الأميركية جون كيري قنبلة سياسية، غيّر فيها جميع المعادلات والمراهنات السياسية. فلم تهدأ وتيرة ردود فعل المؤيدين والمعارضين الذين كان لهم قراءات مختلفة للموقف الأميركي الحالي من الأزمة السورية. هذه المواقف تعرضها "جنوبية" بهذا المقال.

تفاعل خطاب وزير الخارجية الأميركية جون كيري الأخير الذي طرح خلاله ضرورة التفاوض مع نظام الرئيس بشار الأسد، لتأمين انتقال سياسي في سوريا بغية إنهاء النزاع الذي دخل عامه الخامس.

فجرت قنبلة كيري مواقف في وجه سياسة أميركا تجاه الأزمة السورية، خصوصا من ناشطين في قوى 14 آذار اعتبروا أنّ أميركا خانت الشعب السوري.

انطوان حدادلكنّ الدكتور أنطوان حداد، عبر حسابه الشخصي على فيسبوك سخر من هؤلاء المفجوعين قائلا إنّه “لا يرى “انعطافة” في كلام جون كيري الاخير. معتبراً أن “إدارة اوباما لم تدعم يوما الثورة السورية سوى ببعض التصريحات التي كاد العالم ينساها بعد أيام (من يذكر الكيماوي؟)”. وأشار إلى أنه “منذ البداية أخلت الساحة السورية لروسيا، ولإيران وميليشياتها التي لم (ولن) تتمكن من حسم النزاع على الأرض”.

ورأى حداد أن “تصريح كيري الأخير وظيفته إيرانية نووية أكثر مما هي سورية، ومفعوله ينتهي في ٢٥ آذار. بعد ذلك، قد يطلع علينا كيري بموقف مغاير من سوريا…لن يكون في كل الأحوال اكثر أهمية او أكثر تأثيرا من التصريح الحالي”.

 

 

محمد علي مقلدأما الدكتور محمد علي مقلّد فرأى أن “تصريح كيري يجب أن يتخذ على محمل الجدّ، لأن هذه التصريحات تصاغ بدقة شديدة”. واعتبر في حديث لـ”جنوبية” أنّ كلام كيري يمكن أن يكون له منحى آخر”، قائلا إنّه “لا يمكن أن تحل الأزمة دون بشار الأسد ويمكن أن يكون المقصود بالضغط عليه”.وهو الذي لا يعتقد أن الأمور ستذهب باتجاه التسوية مع بشار الأسد قال إن “لا مصلحة لأميركا بإعطاء إيران الموافقة على الملف النووي”.

وأشار أن “السياسة الأمريكية  واحدة لا تتغير والذي يتبدل القراءة لها، فأميركا لم تعدل سياستها يوما من بدء دخولها إلى المنطقة، وهي تعتمد سياسية الحفاظ على مصالحها بالدرجة الأولى. ولكن هذه السياسة نحن نراها بعيون مختلفة بحسب الظروف. ضاربا المثل في الحرب الللبنانية حيث تضامنت أميركا مع سوريا وأوكلت إليها إدارة النظام اللبناني”.

وبحسب الدكتور مقلد فإنّ أميركا لم تحسن إتخاذ موقف من ثورات الربيع العربي، كما أنها ارتبكت في موقفها اتجاه الثورة السورية… فاستطاع الأسد إقناعها بوجود خطر الأصوليين”.

وإعتبر مقلد “ان أميركا لا زالت تعتمد السياسة نفسها لكن بقالب آخر. فبدل التدخل العسكري كما حصل في العراق، أفغانستان وفيتنام، التي اتّبعها الرئيس السابق جورج بوش، يتّخذ أوباما استراتيجية الصبر فيقف موقف المتفرج بتدخل عسكري غير مباشر وبأقلّ الخسائر الممكنة”.

السابق
لو فيغارو: دعم ايراني للاسد كل 15 يوما وسوريا ماضية في جحيمها
التالي
نسبة تصويت فلسطينيي الداخل في الانتخابات الإسرائيلية بلغت 40%