أنا ابنُ هاجَرَ…

واقفٌ على أعلى قمّة قِمَمِ

أبراجِ جراحيَ المفتوحة على

كثافة مِلْحِ المَدَى المجهولِ؛

كما لم أقِفْ، مُطْلَقاً…

فَسَدِيمُ ليلِ جحيمنا المُغْلَقِ،

إحصاءُ شُهُودِ زُورِهِ مستحيلٌ…

***
وبعدما اصطفاني النَّزْفُ المتواصلُ

اصطفاءَ جلاَّدٍ لأَشَدَّ

ضحاياهُ إيلاماً، لِرَوْعِهِ المخطوفِ

جعلتُ من سواد هذا الليل

ظلالي الوارفة

فكانت ظلالُ النَّهار

مرايايَ المصقولة

ذلك لأنني في مواجهة

سديم هذا الليل:

شهرتُ روحي مديةً لامعةً

وقلبي خنجراً مرهفاً،

ومشاعري حِراباً مُدَبَّبةً

فاستوت أبعادي، وَحْيَ

لاهوتٍ وحيدٍ أَوْحَدَ للتّمرّد،

أنا الذي زَوْدتْني الفجائعُ

النّادراتُ، بجميع ما تدَّخره

– عادةً – خليلةٌ لخليلها

الأحبّ من عواطف

جامحةٍ محمومة الفرادة والتفرُّد…

***
أنا ابنُ هاجَرَ

طريدةِ الكيدِ الأعمى

وغزالة حيرتها المُشِعَّةِ

أنا ظَمِيْءُ زَمْزَمَ

وصريعُ أشواطِها المُبْهِرَةِ…

أنا جَنَّةُ عتمة وجودي،

أنا صحراء الملهوفين قاطبةً

إلى دفءِ أحضان وعودهم المستحيلة،

أنا من درَّبني البدْرُ التَّمامُ

على احترافِ السطوع الفَذِّ

أنا مَنْ مرَّستْني الهاجِرةُ الحارقة

على كَيِّ الوجعِ…

فأنا الذي حرمني

الوضوحُ من السُّؤالِ

وأنا الذي حرمني

الغموضُ من النّومِ.

أنا مَنْ توعَّدتْني الرِّياحُ

كافّةً – ومنذ نعومة

أظفاري – بعداواتها المطلقة والأبديّة…

***
القتلُ هو السّافلُ الأكبر

في الوجود قاطبةً…

***
الورود والأزهار

هي دائماً على حقّ…

***
الحُبُّ الحقيقيُّ أُنوثةٌ كاملةٌ…

***

على مدَى شرودِ عينيكِ

التقيتُ – لأوَّل مرَّةٍ – بمدى النَّظر…

***
عيناك أجنحة حرّيتي

فنظرتُكِ المتجدِّدة إليَّ

هي فجريَ الأوّل لولادتي الجديدة

وهي غيمتي الأخيرة…

***
أتواضَعُ لكبرياء عينيكِ

تواضُعَ السيفِ للضّيفِ…

فأنا في مهبّ النّظرةِ الشَّفافة

إليَّ.. مهيضُ الجناحِ…

***
الرّوحُ الشفَّافةُ

وردةٌ لا تَذْبُلُ مطلقاً…

***
لا عواطفَ للعواصفِ…

***
القلبُ النقيُّ هو البَدْرُ الكامل…

***
نجمةُ الصُّبح حبيبتي الأَجْمَلُ…

***
ما الحَوْرُ سوى

أكبر سؤالٍ وجوديّ

مزدوجٍ للسَّماء: كيف…؟ ولماذا…؟!

***
النَّدى هو دموع حزن

الليل على انتهائه…

مثلما هو دموع فرح

الفجر على انبثاقه…

***
لغتي حارسةٌ لبهاء خلودي

فأنا والإبداعُ التوأمان النّادران

ذلك لأنَّ المعجزةَ هي أُمّي

بالتّبنّي، والعبقرية هي أُختي بالرِّضاعة…

***
أَلغوايةُ…

يكفي اسمُها

ليشرَّدني على مجاهل

المشاعر.. كيفما اتّفق…

***
تحت أقدامِ قلبي،

ذبحني وريدي..

من الوريدِ إلى الوريد…

 

*تحيّة إلى سلوى فاضل

 

السابق
وداعاً ١٤ آذار
التالي
طورسركيسيان: اقتراح تخصيص جزء من مخالفات السير لتغذية السلسلة اصبح بيد وزير المال