«حزب الله» لـ«المستقبل»: لماذا يستمر الحوار؟

العماد ميشال سليمان

في الذكرى الرابعة لانطلاق الثورة السورية التي احتفل بها معارضون سوريون أمس في بيروت، بدا المشهد اللبناني كأنه يعود عشر سنين الى الوراء، في ظل بروز متجدد لانقسام فريقي الرابع عشر من آذار المعادي للنظام السوري، والثامن من آذار الموالي لهذا النظام. وتخوف المتابعون لحركة الحوار القائمة بين “المستقبل” و”حزب الله” من ان تتعطل عجلة التفاهم بعد التصريحات الاخيرة في اليومين الماضيين، ومع كلام عن تحضير لمطالبة الرئيس فؤاد السنيورة بتوضيح موقفه من مجمل الامور.

ولفتت مصادر مواكبة الى ان التصريحات الاخيرة للرئيس سعد الحريري وبعدها ما اعلن في الذكرى العاشرة لانطلاقة 14 آذار استدعت رداً من قياديين في الحزب الى حد هددت معه استمرار الحوار بين الطرفين، وللمرة الاولى يهتز هذا الحوار جدياً وهو ما يستشف من مواقف رئيس المجلس التنفيذي لـ “حزب الله” السيد هاشم صفي الدين ورئيس “كتلة الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد. وقالت المصادر إن المحك سيكون في الجلسة الثامنة المقررة بعد غد الاربعاء في عين التينة، مضيفة: “لو ان المواقف العالية النبرة ضد “حزب الله” وايران اقتصرت على نواب “المستقبل” لما كان هناك رد من الحزب، ولكن الامور تغيرت بعد تصريح الحريري”.
ومساء نقل زوار الرئيس نبيه بري عنه استياءه من خطاب الرئيس فؤاد السنيورة في احتفال اعلان المجلس الوطني لقوى 14 آذار ” الذي لا ينسجم مع مناخات الحوار القائمة”.

قوى 14 آذار
على الضفة الاولى، اطلقت قوى 14 آذار مرحلة جديدة من عملها في اطار تنظيمي يضم الى احزابها ناشطين في المجتمع المدني والاكاديمي والاعلامي في توسعة لمروحة الشرائح التي تشملها، او في تعويض لفئات واسعة غيبتها الصيغة السابقة التي انحصرت في الحزبيين، خصوصا ان كفايات كثيرة تهوى العمل السياسي، وهي مستعدة للنضال لبناء مشروع الدولة، لكنها تفضل عدم الالتزام الحزبي المؤطر. وشاركت 400 شخصية في مراجعة عشر سنين من النضال، في المؤتمر الثامن لهذه القوى، السبت في “البيال”، تحت عنوان “من 14 آذار 2005 الى 14 آذار 2015”.
وتكلل المؤتمر بإعلان انشاء مجلس وطني وتأليف هيئة تحضيرية تقترح برنامج عمل للمرحلة المقبلة وصياغة النظام الداخلي للمجلس والدعوة الى مؤتمر عام لإقرارهما في مهلة شهرين، فضلاً عن الخروج بوثيقة شارك المؤتمرون في صياغتها، وتلاها الرئيس السنيورة. تشدد على “اننا لا نريد هزيمة أحد، ولن نسمح لأحد أن يهزمنا. ما نريده هو عودة جميع اللبنانيين إلى لبنان الدولة، لا بشروط طائفة أو حزب، أو قوة إقليمية محددة، بل التزاما وتطبيقا للدستور بدءا بانتخاب رئيس للجمهورية”. وذكر البيان “حزب الله الذي يفتعل حروباً هنا وهناك، ويورط لبنان واللبنانيين ويعمد إلى إطالة أمد الشغور الرئاسي لتحويله ورقة ضغط ومساومة، مع ما يستجلبه ذلك من تداعيات خطيرة على انتظام عمل المؤسسات الدستورية في لبنان”.

“حزب الله”
على الضفة المقابلة، استغرب النائب محمد رعد “أن ندخل في حوار وتبقى ألسنة السوء تتطاول على المقاومة ومشروعها، فإما أن نخوض حواراً وسط أجواء هادئة ومنضبطة، وإما أن نعرف مع من نتحاور، وما هو حجمهم ونفوذهم وتأثيرهم حتى على داخل تنظيمهم وكتلتهم النيابية والسياسية؟”. وقال: “إما أن تلتزموا الحوار وإما دعونا نذهب كل واحد منّا في حال سبيله؟”. هناك في لبنان من يشكل مجالس وطنية، بعد ما رجع الناس من الحج”.
ورأى السيد هاشم صفي الدين أن “ما سمعناه بالأمس عن انبثاق المجلس الوطني من فريق 14 آذار يجعلنا نفكر إن كان هؤلاء يمزحون أم هم جديون، فإن كانوا جديين فهم بذلك يريدون أن ينعوا الحكومة اللبنانية القائمة، وإن كانوا يمزحون كما هي عادتهم وكما هو الأرجح، فإن الحكم للناس، وكل هذا الكلام لا طائل منه على الإطلاق”.

“المستقبل”
وعلق مصدر بارز في كتلة “المستقبل” عبر “النهار” على موقف النائب رعد فقال: “أننا لن ندخل في مهاترات، لكننا نسأله عن رأيه في الكلام الذي سمعناه في طهران عن الامبراطورية وعاصمتها بغداد ؟كما نسأله عن الكلام الذي سمعناه في بيروت وهو إما أن تنتخبوا (العماد ميشال) عون او بلّطوا البحر؟ هل ان قائل هذا الكلام يريد الحوار؟”.ووصف إطلاق المجلس الوطني لقوى 14 آذار بأنه “حدث مهم يعيد وصل 14 آذار بجمهورها الكبير”.

سليمان
من جهة أخرى، تحدث الرئيس ميشال سليمان الى “النهار” فاعتبر ان مقاطعة الاستحقاق الرئاسي انقلاب ابيض. وقال: “يجب ان يكون البند الاول لكل حوار النزول في اول جلسة الى مجلس النواب لاختيار رئيس، ومن دونه لا قيمة للحوار. والبند الثاني عدم اللجوء الى المقاطعة في اي استحقاق لا في المجلس الدستوري ولا في مجلس النواب ولا في مجلس الوزراء”.
ورد على كلام العماد عون بقوله: “كنت أريد أن أسمع منه أكثر من” تنازلنا له وشفنا النتيجة”. هذا ليس تنازلا، هذه تحالفات سياسية. العماد عون ادرك في النهاية ان هناك شخصا اسمه ميشال سليمان تريده الغالبية، فشارك في الانتخاب. فكيف يكون تنازل؟ وحتى لو لم يحضر الجلسة، كانوا سينتخبونني”.

أهالي شهداء الجيش
وفي وسط بيروت، تحرك أهالي الشهداء العسكريين بعد الانباء المسربة عن تسوية تتعلق بالمطلوب فضل شاكر أثارت غضبهم فاعتصموا داعين الى عدم التخاذل والتهاون بدماء ابنائهم، ولاقاهم قائد الجيش جان قهوجي الذي أكد عبر “فايسبوك” ان لا تسوية على دماء الشهداء ولا تفريط بالعدالة. وكتب: “لن ننسى اليد التي امتدت على الجيش اللبناني ولن نتهاون مع اي يد تركت بصماتها على اجساد شهدائنا وفي نفوس اهاليهم. ولن نفرط بالعدالة الكفيلة وحدها بكشف الحقائق وضمان حقوق الجميع، فابناء المؤسسة العسكرية هم ابنائي ودماؤهم خط أحمر، وقراري جازم وصارم ولا تسوية على دماء الشهداء”.

السابق
ترتيبات الخلافة في إيران إذ تتسارع
التالي
حوار «حزب الله»ـ«المستقبل» يهتزّ.. وعون: سأواجه التمديد في قيادة الجيش