بنود الاتفاق النووي اقتربت من الحسم وتقاطع أميركي – إيراني على دور مجلس الأمن  

باتت كل العناصر جاهزة أمام المفاوضين الايرانيين والاميركيين لاخراج اتفاق الخطوط العريضة على البرنامج النووي الايراني في حدود الموعد المحدد بنهاية آذار الجاري. فعلى المستوى التقني، كشفت الاوساط الايرانية أن كل البنود اقتربت كثيراً من الحسم وأن الجانب الاميركي قدم اقتراحاً جديداً يتعلق بعدد أجهزة الطرد المركزي يتماشى مع الطموح الايراني يقضي بأن تشغل ايران 6500 جهاز طرد مركزي بعدما كان الاقتراح الأميركي الأخير توقف عند ـ 4500 جهاز.

وتقاطعت المواقف بين الايرانيين والاميركيين الى حدٍ كبير قبيل بدء الجولة الحاسمة التي بدأ أمس في فندق “بوريفاج” على ضفاف بحيرة ليمان السويسرية، من حيث ضرورة احالة أي اتفاق بين ايران والمجموعة الدولية على مجلس الأمن من أجل المصادقة عليه ليصير ملزما لكل الدول، استناداً الى كبير المفاوضين الايرانيين عباس عراقجي.
وكرر البيت الابيض الموقف نفسه معلنا أن أي “اتفاق سيكون موضع تصويت في مجلس الامن”.
لكن الموقف الاميركي لم يعن موافقة مباشرة على رفع العقوبات عن ايران عقب توقيع الاتفاق، وهو البند الوحيد الذي لم يعلن أي طرف التوصل الى تقاطعات في شأنه، فقد تحدثت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية جين بساكي عن تجزئة الملف في مجلس الامن من خلال “جدول زمني لتصويت المجلس الذي سيكون تصويت مصادقة بعيد توقيع الاتفاق وسيكون ذلك منفصلاً عن قرار محتمل برفع العقوبات التي تفرضها الامم المتحدة لن يتم الا في مرحلة تالية”.
وقبل توجهه الى لوزان، شدد وزير الخارجية الاميركي جون كيري على ضرورة التوصل الى اتفاق في هذه الجولة قائلاً: “ما من شيء يمكن التوصل اليه في نيسان أو ايار أو حزيران لا يمكن التوصل اليه الآن”. وفي اشارة واضحة الى عدم اكتراث البيت الابيض برسالة النواب الجمهوريين الى ايران، قال إن “الكونغرس لا يملك الحق في تغيير أي اتفاق من اختصاص السلطة التنفيذية”.
وفي الطائرة التي نقلته الى سويسرا، صرح وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف بأن كل البنود التقنية المتعلقة بالبرنامج الايراني باتت قريبة من الاتفاق ان على مستوى عدد أجهزة الطرد المركزي أم على مستوى مستقبل المنشآت المختلف عليها كفوردو وأراك وناطانز.
وقالت المصادر الايرانية إنه على مستوى فترة تجميد البرنامج النووي الايراني اقتربت الطروحات كثيراً بين الـ10 سنين التي يقترحها الاميركيون وفترة من عدد واحد أي بين 1 و9.
ومن المقرر أن يتوجه ظريف الى بروكسيل اليوم للقاء وزراء خارجية الدول الاوروبية، على أن يواصل كيري الذي وصل مساء أمس الى لوزان المفاوضات مع الوفد الايراني برئاسة عراقجي. ووصفت أوساط أوروبية لقاء بروكسيل اليوم، بأنه مهم جداً “ويأتي في مرحلة حساسة من المفاوضات يكثر فيها الحديث عن التوصل الى اتفاق مع نهاية آذار الجاري”.
وتجدر الاشارة الى ان فندق “بوريفاج” الذي تجري فيه المفاوضات النووية، هو الفندق الذي أجرى فيه اللبنانيون محادثات لوزان عام 1984.

(النهار)

السابق
12 سنة على اغتيال راشيل كوري وثقافة الإفلات من العقاب
التالي
ترتيبات الخلافة في إيران إذ تتسارع