إعلام الممانعة «انتصر» على أميركا بالتحالف معها

كون كيري
إنتصرت "الممانعة" على الولايات المتحدة الأميركية، بالتحالف معها. وها هم كتّاب الممانعة يشمتون بإعلان وزير خارجية الولايات المتحدة الاميركية جون كيري أنّه من المهمّ التحاور مع الرئيس بشار الأسد. في النهاية فإنّ النظام الذي أعلن منذ البداية أنّ "أمن الأسد من أمن إسرائيل" لا يريد أكثر من الرضى الأميركي عنه. فكيف أعلن إعلام الممانعة انتصاره على "الحليف" الجديد، "الشيطان الأكبر"؟

بلهجة السخرية إن لم تكن الشماتة، علّق ناشر السفير الأستاذ طلال سلمان اليوم في زاويته “على الطريق” وتحت عنوان “يا عيب الشوم على الأميركان!” عن صدمة السياسيين اللبنانيين أولاً، وصدمة الأنظمة العربية والمعنيين الذين يدورون في فلك الولايات المتحدة الأميركية ثانيا، جراء تصريح جون كيري وزير الخارجية الاميركي، الذي نقلت له صحيفة الاخبار عدد الزلات التي نطق بها قائلة: “لم يُعرف عن وزيرالخارجية الأميركي جون كيري أنه يُكثر من «زلات اللسان». ففي أيلول 2013، وفيما كانت بلاده تحشد أساطيلها في شرقي المتوسط استعداداً لشن حرب على سوريا، بذريعة استخدام أسلحة كيماوية في الشهر السابق في غوطة دمشق، تحدّث كيري عن إمكان التوصل إلى اتفاق يجنّب سوريا حرباً. حينذاك، قيل إن كلامه زلة لسان. لكنه كان بالفعل مقدمة للاتفاق الأميركي ــ الروسي، الذي قضى بأن تتخلى سوريا عن ترسانتها الكيماوية”.

هاتان الصحيفتان اللبنانيتان، اتفقتا وان كانتا تختلفان بالأسلوب ومنهجية العمل، على ضرورة اعلان الشماتة وإبداء الفرحة بزلة لسان جون كيري والتقلبات التي ستفرضها واشنطن على حلفائها العرب اي بقبول الحوار مع الرئيس السوري بشار الاسد الذي يخوض معاركه بدعم من ايران. والتي ايضا بدورها نجحت في استمرار المفاوضات حول ملفها النووي الذي يشغل بال دول الخليج العربي وعلى رأسهم السعودية التي صرحأحد أبرز أعضاء أسرتها الحاكمة خلال مقابلة مع “بي.بي.سي”، الأمير تركي الفيصل، أنّ “إبرام اتفاق مع إيران يفتح باب الانتشار النووي”، معربا بذلك عن غضبه من التقدم الحاصل في المفاوضات.

أما الكاتب سامي كليب، المقرّب من الأسد، فاعتبر في “الأخبار” أنّ “النظام صمد ونجا”، وسأل: “لكن ماذا عن سورية؟”. مشدّدا على أنّ الأسد “يم يكن منفصلا عن الواقع بل كان باردا في أكثر اللحظات دقة”، محيلا “الانتصار” في كلام كيري إلى “صمود الأسد”. في حين اعتبر الكاتب خليل حرب في “السفير” أنّ “واشنطن تدرك منذ عامين، وربما منذ القصير، أن المعركة صارت لها حساباتها الإقليمية والدولية التي لا يمكن الإخلال بها”. وفي هذا القول تفاخر بأنّ “حزب الله” هو من غيّر قواعد اللعبة في “القصير”.
هكذا تسابق إعلام الممانعة على إعلان “الانتصار” ونسبة الانتصار إلى من يحبون في “محور الممانعة” لكن كيف؟ باستسلام أميركا؟ بإخراج “داعش” والمعارضة السورية من سورية؟ .. كلا.. بالتحالف مع الأميركيين وإعلان كيري أنّ أميركا ستفاوض الأسد.

السابق
جنبلاط : أميركا لا تكترث الى مصالح الشعوب بل الى مصالحها
التالي
توضيح من الزميل علي الامين