يوم الراحل الكبير العلامة هاني في انطلياس

ضمن فعاليات «المهرجان اللبناني للكتاب» في دورته الرابعة والثلاثين المستمرة حتى الأحد 22 من آذار الجاري عقدت ندوة حول كتاب الراحل السيد هاني فحص «الشيعة بين الاجتماع والدولة» في اليوم الخامس للمهرجان وشارك فيها كل من الدكتور سعود المولى، الدكتور ملحم خلف ومحمد حسين شمس الدين وأدارها ميشال عقل. وقد تحدث في البداية عقل عن السيد هاني فحص قائلاً: «ان حضوره ازداد اشعاعاً أكثر فأكثر بعد وفاته وذلك بفضل كلماته وإنجازاته، واشار إلى ان صوته لا يزال يسمع لإعلاء قيم الحق والمحبة والحوار والعقل ثم وصفه بالموسوعة الدينية ـ المدنية ـ الاجتماعية ـ السياسية ـ الأدبية التي أغنت المكتبة العربية والإسلامية ثم توقف عند موقف له يؤيد فيه الدولة المدينة ويرفض الدولة الدينية، ووصف كتابه «الشيعة بين الاجتماع والدولة بمدماك في تعلّي العمارة المدنية اللبنانية مشيراً الى انه يعرف القراء على الشيعة ودورهم في نشأة الكيان اللبناني..

ثم كانت كلمة لمحمد حسين شمس الدين فقدم الأخير كتاب هاني فحص قائلاً ان مسألة الشيعة والدولة تعتبر «علامة تعريفية بالسيد هاني فحص» مشيراً الى ان هذه المسألة كانت شغله الدائم. ثم تحدث عن مسيرته منذ 1996 واصراره على العيش المشترك واتفاق الطائف واشار إلى انه كان يعتبر نفسه «مثقفاً»، لا رجل دين ولا رجل سياسة». وذكر الأسباب التي دفعت السيد فحص الى كتابة هذا الكتاب مجدداً، كالتغيرات الإقليمية والدولية التي يمكن ان تتفجر في لبنان حيث يتشارك المسلمون والمسيحيون في إدارة الدولة. ويرى الاستاذ شمس الدين ان عنوان هذا الكتاب هو جزء من عنوان أكبر الا وهو «الطائفة والدولة في لبنان»، إذ يجد ان لكل جماعة قصة مع الدولة. وفي الختام، وصف الكتاب بالبحث الأصيل الذي «يتكى» على التاريخ والاجتماع والسياسة.. ذهاباً وإياباً.. من دون قيد أكاديمي» لذلك يشكل مصدر إقناع للقراء.

أما الدكتور سعود المولى، فقد استهل كلمته بالجملة الآتية: «ظل ولداً عاملياً مشاغباً ومقاوماً حتى آخر لحظة من حياته..» وبدأ التحدث عن السيد هاني فحص مشدداً على عشقه للغة العربية وعمق ثقافته الإسلامية، اضافة الى اطلالاته على الأفكار الانسانية المختلفة وبخاصة الفكر اليساري. ثم ذكر أنه شارك بتأسيس منتدى أدباء جبل عامل وكان أول رجل دين مسلم يشارك في نضالات العمال والفلاحين والطلاب والأساتذة. وتحدث عن انتماءاته السياسية ودوره في إنشاء التواصل بين ياسر عرفات والإمام الخميني عندما بدأت الثورة الإيرانية خريف عام 1977. واضاف انه أسس الهيئة الاسلامية للحوار وانطلاقاً منها تأسس «المؤتمر الدائم للحوار اللبناني». وفي نهاية الكلمة، ذكر ان السيد هاني فحص لم يخش انتقاد الشيعية السياسية كما انتقد المارونية السياسية والسنية السياسية والثورة الفلسطينية والقيادة الايرانية وكان «يذهب الى حيث توجد مبادرات شبابية جريئة» حين عجز الآخرون عن مواكبة التطورات المقلقة.

وكانت مداخلة الدكتور ملحم خلف فأشار في بداية كلمته الى ان قراءة هذا الكتاب جعلته يشعر بحضور صديقه الأستاذ هاني فحص الذي تميز بتحرر عقله وإنسانيته وافكاره وتحليله، مشدداً على ان الكتاب «بعثه حياً من جديد ليناضل لأجل وطن واحد متنوع». ووصفه بالشعلة التي تنير «شرقنا الحزين». ثم تحدث عن آخر حديث دار بينهما حول جنوح الفكر التكفيري. واضاف انه استطاع من خلال كتاباته وضع الشيعة في مكانتهم الوطنية وترسيخ حرية الخيار والديموقراطية والتعددية. وذكر ان السيد فحص شدد على ضرورة الفصل بين الدين والوطن وترسيخ الانتماء الوطني المهم بقدر الانتماء الديني. وفي الختام، لخص حديثه قائلاً ان السيد فحص سلط الضوء على مستقبل يعمل فيه الشيعة على ترسيخ قيم العدالة وذلك عبر قبول الآخر وأنهى بأن الانسان هو اساس قراءاته الدينية والتاريخية والسياسية.

(المستقبل)

 

 

السابق
بلادُ الفرسِ أوطاني
التالي
بري: آسف لعدم لبننة الاستحقاق الرئاسي