ملامح ليونة في طهران لفتح «حوار عربي – ايراني»

مع بدء العد العكسي التنازلي لموعد توقيع اطار الاتفاق النووي في 24 الجاري، لاحظ مصدر سياسي مراقب منحى جديدا بدأ يشق طريقه بين القوى المؤثرة والفاعلة في المفاوضات النووية في مواجهة مشروع التعطيل والعرقلة الذي يعمل على خطه الجمهوريون في الولايات المتحدة الاميركية والمتشددون في ايران، يرتكز الى ضرورة ايجاد صيغة تكفل رفع العقوبات ولو جزئيا عن ايران من اجل تثبيت الاتفاق النووي وازالة الالغام التي ما زالت تعترض طريق توقيعه.

وقال المصدر لـ”المركزية” ان الجانب الايراني، الى المواقف العالية النبرة التي اطلقها اخيرا اكثر من مسؤول ضمن اطار لعبة شد الحبال والضغط لتحصيل اكبر قدر من المكاسب قبل التوقيع، ابرز في اكثر من محطة ليونة واضحة ازاء استعداده لتقديم تنازلات في المنطقة مقابل بدء البحث في تخفيف العقوبات المفروضة عليه دوليا، وسجلت الاسابيع الاخيرة اكثر من اشارة نحو الاستعداد لولوج حوار ايراني عربي يبدأ من السعودية، من بينها مجموعة اجتماعات عقدت في عمان بين مسؤولين في المخابرات الاميركية وآخرين ايرانيين من ضمنهم قائد فيلق القدس في الحرس الثوري اللواء قاسم سليماني هدفت الى ترتيب الاوضاع في عدد من دول منطقة الشرق الاوسط واعقبتها زيارة لوزير خارجية الاردن ناصر جوده ومدير المخابرات لطهران بناء على رغبة اميركية للتشاور في سبل اطلاق حوار ايراني اردني يشكل مقدمة للحوار العربي الايراني. واعتبر المصدر ان طهران، اذا كانت غير قادرة على تقديم التنازلات السياسية في العراق وسوريا نزولا عند رغبة المملكة العربية السعودية فانها غير عاجزة عن استخدام ورقتي لبنان واليمن في بازار الاخذ والرد بحيث تسهل انجاز الاستحقاق الرئاسي في لبنان عبر الايعاز الى حلفائها بوقف مسلسل تعطيل نصاب جلسات الانتخاب وتقدم المزيد من التنازلات في اليمن الى الرياض بموافقة الحوثيين اثر نجاح الرئيس اليمني عبد ربه هادي منصور ووزير الدفاع من الافلات من الحصار المفروض من الحوثيين في صنعاء والانتقال الى عدن واعلانها عاصمة موقتة لليمن.

هذا في المجال الميداني، اما في المواقف فقال المصدر ان كلام رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني من الكويت يعكس الرغبة الايرانية بطمأنة العرب. اذ اشار الى “ان دعم ايران للمقاومة ضد اسرائيل في فلسطين ولبنان ليس بغرض الهيمنة، مؤكدا ان مبادئ الثورة الاسلامية في طهران تناهض مبدأ الهيمنة والنزعة الامبراطورية”.

وفي حين لا يسقط المصدر من حساباته فرضية نجاح اوباما في تسجيل انتصار النووي في سجله الرئاسي، فانه يعتبر ان حظوظ الارجاء كبيرة في ضوء ضغط الجمهوريين على اوباما ومدى قدرته على تلبية المطلب الايراني برفع العقوبات اضافة الى سوء العلاقة مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يوظف كل قدراته لعدم توقيع الاتفاق، وفي المقابل مدى قدرة ايران على انتظار رفع العقوبات التي تشكل عاملا ضاغطا جدا على المفاوضين بعدما بدأت تلوح مؤشرات رجحان كفة المتشددين من خلال انتخاب المحافظ آية الله محمد يزدي رئيسا لمجلس خبراء القيادة، الهيئة الدينية العليا المكلفة تعيين المرشد الاعلى للجمهورية ومراقبة اعماله.

ويعتبر المصدر ان نتائج الانتخابات الاسرائيلية التي تجري الثلثاء المقبل من شأنها ايضا ان تلعب دورا محوريا في الملف النووي في ضوء فوز نتنياهو أو خسارته باعتبار ان الخلاف الاميركي – الاسرائيلي ليس على مستوى الدولة والسلطات بقدر ما هو بين نتنياهو واوباما.

السابق
البابا فرنسيس يعتقد أن حبريته ستكون قصيرة
التالي
سلام التقى في شرم الشيخ ولي العهد السعودي وأمير الكويت وملك الاردن وعباس وموغريني