«المجلس الوطني» لـ14 آذار: محاولة استعادة الروح بالمستقلين

14 آذار
رغم أنه لم يمر سوى سنوات ثمان على تأسيسها إلا ان التجديد في الامانة العامة لـ14 آذار عبر ورش داخلية جعلها كالعنقاء التي تعود من تحت الرماد. فما هو سبب عقد هذه الورش؟ وماذا تمخّض عنها؟ وهل من دوافع اقليمية تتهيأ فيها لنتائج الحوار الدائر محليّا واقليميا؟

تضم الأمانة العامة لقوى 14 آذار، اضافة الى الأمين العام فارس سعيّد، عددا كبيرا من الفعاليات السياسية والوطنية والتي كانت عقدت مؤتمرها الثامن تحت عنوان بـ”ورشة ترتيب الذاكرة” منذ بضعة ايام، أقرّ خلالها جملة توصيات ستعلن خلال الاحتفال الذي سيقام يوم السبت المقبل أي في الذكرى العاشرة لانطلاقة 14 آذار.

وحسبما اعلنت الامانة العامة من أبرز ما نتج عن هذه الورشة هو تأسيس “المجلس الوطني” الذي سيضم كافة مكونات هذه القوى، خصوصا قادة الرأي والمستقلين.

ويبدو من خلال البيان الذي صدرعن هذه الاجتماعات يأتي العمل على إعادة بث الروح كهمّ اساسي بعد توالي النكبات والخيبات. والهدف الثاني هو استقطاب المستقلين وابناء المناطق البعيدة.

ومع المراجعة الشاملة تقرر إنشاء المجلس الوطني لقوى الرابع عشر من آذار، على ان يكون دور هذا المجلس معنويا واستشاريا مع مهمة أخرى هي تحديد مهام هذا المجلس ومهام الاعضاء، واطلاق هيئة تحضيرية للمجلس الوطني والعمل على إطلاق البيان الاساسي.

وفي اطلالة تفصيلية على مجريات الاحداث، تحدّث لـ”جنوبية” نبيل حاوي عضو الامانة العامة لـ14 آذارفقال ردا على سؤال حول عناصر الخطاب المرتقب والبرنامج المرسوم والهدف من الحراك، وهل ان المنتظر هو ثورة جديدة بانتظار المتغيرات الاقليمية، أن “الهيئة التحضيرية تُعد لطرح الوثيقة التي سيطرحها المجلس الوطني الذي سيتأسس من خلال اختيار اعضاء، والهيئة التحضيرية ستختار هؤلاء الاعضاء، مما سيجعل الاطار جديدا وسيكون المجلس جديدا وليس مجرد اعضاء في أحزاب، انما سيكون هناك مؤيدين ومستقلين مع ضرورة إبراز دور لبنان كمجتمع متماسك”.

ويرى نبيل حاوي، شقيق الشهيد جورج حاوي، أنه “سيكون هناك نوع من تحرر من القيود الطائفية من خلال استقطاب عناصر جديدة من المناطق النائية، تكون مؤيدة ومناصرة لتيار المستقبل. كما سيكون هناك ادارة جديدة للمجلس الوطني بديلة عن المجلس الحالي للامانة العامة، ولن يكون هناك رئيس، بل ادارة مشتركة، وسيطلق على الرئيس اسم منسق. وذلك احتراما للرؤساء الذين يشاركون في المجلس الوطني كالرئيس الحريري مثلا”.

وينفيّ نبيل حاوي ان يكون هذا التجديد نوع من الشكليّات، بل بحسب رأيه، “هو نوع من التعويض عن الجمود والمراوحة التي دخلت فيها 14 اذار، حتى انهم أقروا بأهمية الاجتماع الدائم وليس الاسبوعي فقط، ليكون ذلك تعويضا عن مرحلة تضمنت الروتين وعدم الانتاج وغياب المستقلين”.

ويشدد على ان “النقطة الاخيرة هي الابرز لجهة الدعوة الى استقطاب شخصيات شيعية مستقلة بعد الاعتراف بالتقصير تجاههم، اضافة الى كل المستقلين من جميع الطوائف”، علما ان المستقلين يخدمون قضية الرئيس الشهيد رفيق الحريري مثلا بشكل اكبر من المنتمين الى التيارات السياسية”.

وحول حقيقة انتظار المفاوضات الاميركية- الايرانية، يرى نبيل حاوي “ان الحل هو عدم الانتظار”. وعن غياب اية مبادرة للحل باتجاه قوى الثامن اذار قال حاوي: “لا معلومات في هذا الاطار لديّ”.

فهل تضررت الامانة العامة لقوى الرابع عشر من اذار الراحلة قريبا من الجو الحواري السائد بين كل من التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية؟ وبين حزب الله والمستقبل؟ يؤكد حاوي ان “فارس سعيد شدد على اهمية النقاط التي يبحثها كل من ميشال عون وسمير جعجع. رغم انه هناك اعضاء من الامانة العامة يرفضون هذا الحوار، الا انهم يعبرون عن رأيهم الشخصي بذلك”.

ويختم حاوي ان “اللقاء الحواري المزدوج برأيه هو ضبط لايقاع الازمة وليس صفقة على حساب أحد”.

السابق
مراقبو الصحة والاقتصاد اتلفوا مواد غذائية فاسدة ضبطت في حي السلم
التالي
نتنياهو خارج الحكم الثلاثاء المقبل والعرب القوة الإسرائيلية الثالثة