العالم مسؤول جزئيا عن «أحلك أعوام» النزاع السوري

كان عام 2014 الأكثر دموية في سوريا مع دخول الحرب فيها عامها الخامس، فبحسب منظمات حقوقية وإنسانية راح 76 ألف شخص على الأقل، ضحية القصف المتكرر على مناطق آهلة بالسكان، ما جعل البلاد في حاجة لأكثر من ثمانية مليارات يورو من المساعدات العاجلة.

قالت منظمات غير حكومية الخميس إن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية جزئية عن “أحلك أعوام” النزاع السوري بالنسبة للمدنيين لأنه فشل في إدارة الكارثة البشرية التي تتفاقم كلفتها.

وفي تقرير بعنوان “ذنب الفشل في سوريا”، انتقدت 21 منظمة للدفاع عن حقوق الإنسان عدم قدرة الدول على تطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي الهادفة إلى حماية المدنيين الذين دمرت حياتهم الحرب التي تجتاح البلاد منذ أربع سنوات.

وحثت ثلاثة قرارات للأمم المتحدة في 2014 أطراف النزاع في سوريا على حماية المدنيين وتمكين ملايين السوريين من الحصول على المساعدة الإنسانية.

وقال التقرير “ومع ذلك فإن القرارات والآمال التي حملتها، ذهبت هباء بالنسبة للمدنيين السوريين. فقد تم تجاهلها أو تخريبها من قبل اطراف النزاع ودول أخرى أعضاء في الأمم المتحدة وحتى من أعضاء في مجلس الأمن الدولي”.

76 ألف قتيل في 2014

وكانت سنة 2014 الأكثر دموية في النزاع حيث قتل خلالها 76 ألف شخص على الأقل من 210 آلاف قتلوا منذ 15 آذار/مارس 2011. ومع دخول الحرب سنتها الخامسة لا تبدو بارقة حل في الأفق.

وقال يان ايغلاند الأمين العام للمجلس النروجي للاجئين الذي شارك في التقرير “لقد خنا مثلنا العليا لأنه لا يفترض بنا أن نتفرج على أناس يعانون في 2015”.

ويشير التقرير بأصابع الاتهام لقوات النظام والمعارضين المسلحين باستهداف بنى تحتية مدنية بدون تمييز يما فيها مدارس ومؤسسات صحية والحد من دخول المدنيين إليها عند الحاجة.

ويؤكد التقرير الذي وقعته بالخصوص أوكسفام ولجنة الإغاثة الدولية ومنظمة سايف ذي تشلدرن، أن 7,8 ملايين سوري يعيشون في مناطق حددتها الأمم المتحدة كمناطق “يصعب الوصول إليها” لتزويدها بالمساعدة أي ضعف العدد المسجل في 2013.

وفي حين تتزايد الحاجات فإن التمويل لا يتبع هذه الزيادة. فقط 57 بالمئة من الأموال اللازمة لدعم المدنيين واللاجئين السوريين تم توفيرها في 2014 مقابل 71 بالمئة في 2013.

وأشار إيغلاند إلى أن الأمم المتحدة ستحتاج 8,4 مليارات دولار لمساعدة المدنيين السوريين العام القادم.

وقال متسائلا “هذا يمثل سدس كلفة الألعاب الأولمبية في سوتشي. كيف يمكن لروسيا أن تمول ألعاب سوتشي ولا تقدم مساهمة كبيرة لهذه العملية التي ينقصها التمويل؟”.

وتابع “نحن لا نمنح أي أمل لملايين الشبان السوريين (..) كيف لا يمكن تصديق أنه من السهل أن يستقطبهم التطرف؟”.

من جهته قال روجر هيرن المدير الإقليمي لمنظمة سايف ذي تشلدرن “في كل مكان في سوريا الأطفال لا يتلقون تعليما لأنه لا يمكننا الوصول إليهم. دمر العديد من المدارس والأولياء يخشون إرسال أبنائهم إلى المدارس”.

بدأ النزاع السوري بتظاهرات سلمية تم قمعها ما أدى إلى حرب أهلية دامية دفعت بأكثر من 11,2 مليون سوري إلى النزوح من مدنهم وقراهم ما تسبب بأسوأ أزمة لاجئين منذ 20 عاما، حسب الأمم المتحدة.

السابق
اليونيسيف: 14 مليون ولد يُعانون جرّاء النزاع في سوريا والعراق
التالي
النفايات المشعّة: برّي حمى عدلون.. ماذا عن بقية المناطق؟