حسن فضل الله: الحوار حاجة وطنية واستمرار الشغور الرئاسي يعني عدم انتظام المؤسسات

نظم “حزب الله” احتفالا تكريميا للمعلمين في عيد المعلم، في “مجمع المصطفى” في بلدة الجية في حضور حشد من الفاعليات التربوية والسياسية والدينية من قرى اقليم الخروب والشوف.

بداية عرض فيلم من وحي المناسبة وقصيدة للشاعر غازي مراد ثم القى النائب حسن فضل الله كلمة استهلها بالحديث عن “اهمية العلم والتعليم ودور المعلم المربي في تنشئة الاجيال الصالحة”.

وقال: “واحدة من مشكلاتنا في لبنان اننا افتقدنا الى التربية الوطنية الموحدة فليس لدينا كتاب تربية واحد ولا كتاب تاريخ واحد وهذا من المشكلات البنيوية في المجتمع بحيث لم يتمكن اللبنانيون من بناء المواطن على اسس وطنية سليمة انما كل جماعة على حدة تبني مواطنين ينتمون الى طوائف وجماعات ومناطق، فما احوجنا اليوم الى الانصهار في تربية وطنية موحدة ركيزتها المواطن الذي ينتمي الى وطن مع اهمية المحافظة على الانتماء الى الاديان والطوائف، لأن المشكلة لم تكن في يوم من الايام في لبنان في الطوائف انما في الطائفية والمذهبية”.

اضاف: “إنَّ الامة ابتليت بتعليم منحرف للدِّين ما اسهم في ظهور التكفيريين الذين تربوا في مدارس شحنت رؤوس الشبان بالكراهية والحقد والتوحش، وهو تعليم في مدارس قدَّمت دينا غريًا لم يأت به نبينا الاعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وعملت على تشويه الاسلام. صحيح أن اللعبة السياسية واجهزة الاستخبارات الدولية عملت على الدخول على خط تنمية هذه الظاهرة، لكن كانت لها ارضية من خلال مناهج التكفير التي انتشرت بفعل تعليم منحرف، ونحن في عالمنا العربي والاسلامي نحتاج الى استراتيجية تعليم وتربية لمواجهة هذا التكفير الذي بات يتهدد دولنا ومجتمعاتنا ومنها لبنان”.

ورأى فضل الله أن “الخطر التكفيري الداهم على لبنان يتهدد اللبنانيين جميعا ولا يفرق بين طائفة واخرى او بين منطقة واخرى ولم يعد الامر بحاجة الى دليل، ونحن اخذنا على عاتقنا حماية بلدنا سواء كان الامر في مواجهة العدو الاسرائيلي ام في مواجهة العدو التكفيري الذي لا يميز بين مسلم ومسيحي او بين سني وشيعي ودرزي. فهو يستهدف اي آخر لا يخضع لسلطته. نحن نضحي من اجل حماية البلد ولم ننتظر الخطر ليصبح داخل البيت، فلو تمكنت هذه الجماعات التكفيرية من السيطرة على سوريا لكنا نبحث عن بلدنا في مخيمات النازحين ولا ندري في اي مكان”.

وقال: “سيكتشف اللبنانيون جميعا كما اكتشف بعضهم اليوم أن بقاء لبنان في جغرافيته وتنوعه ودولته ومؤسساته وتماسكه مرهون لتضحيات جسام قدمها شباب المقاومة وجنود الجيش اللبناني في مواجهة الخطر الذي كان يستهدف لبنان. وهو خطر بات اللبنانيون متفقين على وجوده وإن اختلفوا حول كيفية مواجهته. لكن بلدنا محمي ما دام فيه هذا الجيش المضحي وهذه المقاومة التي تدافع عن اللبنانيين جميعا”.

واردف: “صحيح اننا بحاجة الى استراتيجية وطنية لمكافحة الارهاب التكفيري وهذا يتطلب توافقا بين اللبنانيين، ولكن بانتظار الاتفاق على تلك الاستراتيجية، لا يمكن ان نترك بلدنا من دون حماية، فكما واجهنا العدو الاسرائيلي منذ العام 1982 وعملنا على حماية بلدنا، فاننا نقدم التضحيات لمواجهة الخطر الآتي من الحدود الشرقية والذي يمثله التكفيريون. وبفضل تضحيات المقاومة وتضحيات جيشنا على الحدود تم احباط مخطط تقويض وطن التنوع والتعايش وتدمير مقومات الدولة والمؤسسات، وما دام في لبنان لدينا مثل هذا الجيش الوطني ومثل هذه المقاومة لن يستطيع التكفيريون ان يحققوا اهدافهم”.

وتابع: “نحن من دعاة انتظام عمل المؤسسات الدستورية وعلى رأسها مؤسسة رئاسة الجمهورية، فالشغور في موقع الرئاسة بحاجة الى معالجة لأن استمراره يعني عدم انتظام المؤسسات الدستورية، فموقع الرئاسة هو رأس الدولة، ولا يمكن لهذه المؤسسات أن تنتظم من دون وجوده، ونحن نريد لهذا الشغور ان ينتهي وهناك ممر وطريق واضح لا يحتاج الى الكثير من البحث لا بين طيات التفاوض النووي بين ايران والدول الغربية ولا انتظار حوار ايراني – سعودي ولا متغيرات من هنا وهناك، فكلها ليست من الطرق التي توصل الى معالجة هذا الشغور، ولا تؤدي الى تغيير القناعات والخيارات. لقد عبرنا عن قناعاتنا في هذا المجال، فهناك مرشح طبيعي يمتلك الحيثية والمواصفات التي تؤهله ليكون المرشح التوافقي القادر على ادارة المرحلة، ودعوتنا هي للتحاور معه والتوصل الى تفاهمات وعدم انتظار المتغيرات، فالطريق الى الحوار معه اقصر الطرق لمعالجة الشغور الرئاسي الذي نريد لبننته من خلال التلاقي الداخلي”.

واشار الى “اننا نخوض حوارا مع تيار المستقبل وهو جدي ومسؤول ويتسم بالايجابية، والمرونة والحرص على الوصول الى نتائج ملموسة وقد لمسنا هذه النتائج من خلال الخطوات التي تم الاتفاق عليها والتي انعكست ايجابا على كل اللبنانيين. فالحوار حاجة وطنية وهو مستمر بمعزل عما يقال في الخارج. فهذا الحوار برعاية دولة الرئيس نبيه بري قائم بعيدا عن المواقف التي تصدر من هنا وهناك والتي لا تؤثر على مجرياته الداخلية. فما يجري داخل الحوار يظهر حرص الطرفين عليه وعلى تعطيل كل محاولات تعطيله”.

وفي موضوع سلسلة الرتب والرواتب قال: “إن حزب الله كان في طليعة المدافعين عن حقوق المعلمين والعسكريين وموظفي القطاع العام وقد صوتنا بقوة لصالح اقرار السلسلة لكنها تعطلت يومها بفعل بعض الحسابات، وقد نكون اليوم امام فرصة بعد انطلاق العمل التشريعي، ونحن في كتلة “الوفاء للمقاومة” نرى السلسلة حقا لاصحابها وندعو زملاءنا في الكتل الاخرى الى ان يحسموا امرهم ويحزموا قرارهم والمضي معنا لإقرار السلسلة”.

وختم: “خطونا سابقا خطوات لإنجاز السلسلة، ولم تكن هناك عوائق لا على مستوى التمويل ولا على مستوى التوازن ولا نريد لاحد اليوم ان يتذرع بالمالية العامة ما دمنا اتفقنا على مصادر التمويل، ولذلك نأمل ونتمنى وسنسعى للعمل على اقرار السلسلة في اللجان وفي الهيئة العامة للمجلس النيابي”.

السابق
شركتا فايزر ومكتافارم اكدتا احترامهما للقوانين واسعار الدواء
التالي
جريحان باشكال في كفيفان