اليرموك وصمة عار

حصار مخيم اليرموك يدخل عامه الثالث، ثمانون في المئة من المقيمين باتوا مشرّدين، بقي فيه من لا يرغب بنكبة جديدة ولجوء جديد. الحصار يمنع حتى دخول الأطعمة والماء. “هادي” يتذكر كيف كان ينقع الكرتون بالماء ليتناوله بديلاً عن الغداء. “وفاء” ما زالت بانتظار خبر عن مكان اعتقال ابنتها سلمى التي اختفت منذ أكثر من عامين عند مدخل المخيم. “نبيل” أقام مجلس عزاء بذكرى أسبوع وفاة والد زوجته الذي قضى جوعاً في اليرموك. وسائل التواصل الاجتماعي تنقل صور تقشعر لها الأبدان من الأوضاع الصحية داخل المخيم. صور تذكرنا بمجازر بول بوت في كمبوديا.

اليرموك وصمة عار على جبين الأنظمة الاستبدادية والمجموعات المسلحة الأخرى والعواصم الإقليمية الساعية إلى مساحة نفوذ تحت خيمة القطب الواحد. ولكن هل يذكر أحد معركة اليرموك التي استفاضت كتب التاريخ في الحديث عنها، يوم انتصر خالد ابن الوليد على جيوش الروم وكانت صفحة مشرقة في التاريخ، أعتقد أن الواقع أقسى، والقساوة لا تُنسى.

السابق
لاريجاني: الدعم الايراني ليس بغرض الهيمنة
التالي
فضل شاكر سلّم نفسه للقضاء اللبناني