ماذا وراء وفاة منى جابر في الضاحية؟

يوم السبت المنصرم، سهرت منى جابر مع عائلتها في المنزل في محلّة الكفاءات، دخّنت الأركيلة وضحكت مع أولاد شقيقها حتى ساعة متأخرة، وفي الصباح توجّهت إلى عملها في سنترال الفرح في تحويطة الغدير (محل لبيع التلفونات وأكسسواراته)، قبل أن ينتشر خبر وفاتها.

تضاربت المعلومات بين إقدامها على الانتحار نتيجة العثور على مسدس بالقرب منها، وبين تعرّضها للقتل أثناء تنفيذ عمليّة سرقة وسلب داخل المحل. لكن المؤكّد أن ابنة الأربعة وثلاثين عاماً التي دفنت اليوم في بلدة بني حيان الجنوبيّة، لن تعود إلى منزلها وأركيلتها وفنجان قهوتها، لن تشارك أصدقاءها على الفايسبوك آرائها السياسيّة ولن تناقشهم أو تجادلهم.

حياتها الطبيعيّة تنتهي مأسويّة
وقع الخبر كالصاعقة على عائلتها، ولكنّهم ينتظرون نتائج التحقيقات لمعرفة ما الذي أودى بحياة ابنتهم. يقول شقيقها علي جابر لـ”النهار”: “التحقيق في الحادثة مفتوح والأدلّة الجنائيّة تقوم بعملها لكشف ملابسات الحادثة. بدأت منى العمل في هذا المحل منذ نحو سبعة أشهر، وكانت منذ اللحظة الأولى محطّ ثقة أصحاب العمل، فهي أمينة وملتزمة بعملها. كما أنها لم تكن تعاني من أي مشكلات أو اضطرابات. صعقنا بالخبر لأنها رحلت بلمح البصر”.

يستبعد شقيقها علي إشكاليّة الانتحار ويؤكّد أنها قُتلت، إنها ضحية جريمة قتل، لكنّه يرفض اتهام أحد قبل انتهاء التحقيقات، ويتابع: “تقرير الطبيب الشرعي يؤكّد أنها لم تنتحر، لقد أصيبت بطلق ناريّ في رأسها، لا نعلم ماذا حصل خصوصاً أن لا كاميرات مركّبة في المحل. كانت الأمور طبيعيّة قبل يوم من وقوع الحادثة، كانت تضحك وتمزح وتلاعب أولاد شقيقي في المنزل. أختي فتاة مسالمة، نشيطة، وتحبّ الأخبار والسياسة. ليست مرتبطة وليس لها أعداء، كلّ الناس يحبّونها، كانت تحبّ الأركيلة والقهوة، لم تكن يوماً متطلّبة بل قنوعة”.

إلى تراب الجنوب
كانت حياتها هادئة وبسيطة، تحبّ أرض الجنوب فاحتضنها ترابها. تهوى الحياة والمشاوير والناس والابتسامة لا تفارق وجهها، رحلت في ريعان الشباب ففُجِع أهلها وأحبابها. ويقول شقيقها: “القضية صعبة، لقد رفعنا دعوى ضدّ مجهول بانتظار انتهاء التحقيقات، لا يمكننا أن نظلم أحداً. هاتفها الآن بحوزة القوى الأمنيّة وسيستخرجون منه كلّ ما يمكن أن يوصلنا إلى دليل. نحن عائلة كبيرة وخسارتنا فادحة ولن نرضى بأن يعتدي أحد علينا”.

جريمة أم انتحار؟
من جهة أخرى، يؤكّد مصدر أمني لـ”النهار” أن التحقيق في الحادثة مفتوح، ولكنهم لم يتوصّلوا إلى أيّ نتيجة قاطعة، ويضيف: “نتابع التحقيقات للتوصل إلى معطيات جديدة حول الحادثة، ما زال هناك شكوك حول ما إذ تعرّضت للقتل أو انتحرت. هناك نقص في المحل لقد حدثت عمليّة سرقة ما يرجّح الخيار الأوّل. ما زالت التحقيقات جاريّة، وتحتاج الأدلّة الجنائيّة ليومين إضافيين لكشف الملابسات الكاملة”.

(النهار)

السابق
  من أين أتت كلمة «مصاري»؟
التالي
حزب الله يضع رجلا في ساحة المعركة السورية وأخرى في ميدان الحل السياسي