جريمة برج حمود…هذا ما كشفه الأهل والجيران

جريمة جديدة شهدها لبنان في الأمس، مسرحها هذه المرة منطقة برج حمود، و”أبطالها” ريمون وغارو. السيناريو كان عادياً لكن الإخراج غير عادي. ففي محلّ للسمانة دارت أحداث عملية قتل وانتحار. جثة مصابة بطلق ناري من سلاح صيد في البطن مرميّة في الحمام، وأخرى برصاصة في الرأس عند باب الدكان، ما طرح علامات استفهام عن إمكانية وجود علاقة جمعت الشابين، انتهت بمغادرتهما سوياً الحياة.

لم يأت إلى الغداء
عند الساعة الثانية والنصف ظهراً افتقدت عائلة غارو د. ابنها الذي كانت تنتظره على الغداء، وحاولت الاتصال به لكن هاتفه كان مغلقاً، عندها طلبت من شقيقه هاروت أن يمرّ على دكان السمانة الذي يملكه غارو وإلقاء نظرة لربما كان هناك، هاروت شرح لـ”النهار” “حين وصلت كان الباب مقفلاً من الداخل، قمت بخلعه لأجد شقيقي غارقاً في دمه والى جانبه سلاح صيد، فاتصلت بالقوى الأمنية التي حضرت على الفور الى المكان”.

البحث عن قطبة مخفية
مصدر أمني روى لـ”النهار” أن هاروت صدم عند مشاهدة جثة أخيه، لم يلقِ نظرة على المكان، لذلك لم يعلم بوجود جثة أخرى في الحمام، لكن عند تفتيش القوى الامنية الدكان عثرت على جثة ريمون عارياً في الحمام ومصاباً بطلق في بطنه”، وأضاف: “الأدلة الجنائية تعمل على رفع البصمات، حيث إن المؤشّرات تدلّ على أن عملية قتل وانتحار شهدها المكان، لكن التحقيقات مستمرّة، فلربما كان هناك قطبة مخفية لم تظهر إلى الآن”.
واستطرد: “من حيثيات مسرح الجريمة الى الآن، تأكّد عدم وجود طرف ثالث، فالجثتان وجدتا في مكان مغلق من الداخل، كما أنه واضح ان غارو هو من قام بقتل ريمون.ي في الحمام، قبل ان ينتحر برصاصة في رأسه”.
هاروت لا يعرف ريمون، إذ لفت: “انا متزوج وأسكن في منزل بعيد عن منزل العائلة الكائن في منطقة الذوق، لم أسمع باسم ريمون وبأنه على علاقة مع أخي سوى في مخفر برج حمود الذي تولّى التحقيق، فعلاً أنا أخجل من هذا الحديث”. وعما اذا كان شقيقه على طبيعته في الأيام الأخيرة أجاب “لم ألاحظ أيّ شيء غريب”.

صدمة لجيران غارو
الهدوء يخيّم على الشارع حيث مسرح الجريمة، جيران غارو مصدومون، إذ لم يلاحظوا على الشاب (32 عاماً) أي إشارات كانت تدل عما يتمّ تداوله عبر وسائل الإعلام، حيث قال أحد جيرانه “فعلاً صدمت، سنوات جمعتنا معه في هذا الحي الصناعي والتجاري، لم ألاحظ عليه أي أمر مما يحكى، كما أنه لم نسمع كلمة غير جيدة عنه”.
غارو الذي كان يعمل مع والده في محل لبيع زينة السيارات استقل عن والده الصيف الماضي وفتح محل سمانة، وعما إذا كان من عادته العمل يوم الأحد، قال جاره “كلا، كان يمرّ من المكان، لكن لا يفتح الدكان الذي تمّ إغلاقه بعد الجريمة بالشمع الأحمر”.
معظم الجيران استدعوا الى التحقيق، ابن عمه الذي يملك محلاً لبيع زينة السيارات على بعد أمتار من محل غارو أكد لـ”النهار” أنه “على الرغم من علاقة القربى التي تجمعني وإياه إلا أنه لا حديث بيننا، إذ إن هناك خلافات عائلية تعود الى نحو 25 عاماً الى الوراء، سمعت بالخبر من وسائل الإعلام، صدمت كثيراً”.

غارو عدّل الطريق!
والد ريمون رفض الحديث، فقد خسر العزيز في يوم أسود لم يتوقع أن يعيشه في حياته، هو الذي رعاه سنين، وحمله وهو صغير، تبادلا سوية الضحكات والاحاديث، الى أن وصل خبر مقتله بهذه الطريقة لينهي مشوار، حلم الوالد أن يصل وإياه فيه الى نهايات سعيدة، لكن جاء غارو وهشّم الحلم بطلقة وحيدة وجعله واقعاً مريراً.
أياً تكن الأسباب، فقد بات واضحاً أننا في زمن لم يعد القتل فيه يهزّ الأجفان، فوسط بحر الجثث الذي نشاهده ليل نهار عبر شاشات التلفاز، وعمليات النحر والحرق والسحل وغيرها من جرائم هذا الزمان، بات الحديث عن جريمة راح ضحيتها شخص أو اثنان بواسطة سلاح لا سكين خبراً “عابراً” وسط الفظاعات التي نعيش!

(النهار)

السابق
جنبلاط : سأسلّم مقعدي في أيّار وهذا هو تفسير موقفي من «النصرة»
التالي
رسائل من «حماس» إلى إسرائيل: هدنة لسنوات مقابل فك الحصار