الأساتذة في لبنان: بأيّ حال عدت يا عيد..

عيد المعلم
إنه يوم من المفترض أن يكون فيه المعلّم سعيداً، ولكن بسبب الظروف الاقتصادية التي يعاني منها، وعدم تلبية الدولة اللبنانية لطلباته، فالمعلّم حزين في عيده.

منذ سنوات ونحن نسمع ونستأنس بقول الشاعر أحمد شوقي: “قم للمعلم وفِّه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا”. فالمعلّم له مكانة خاصّة في قلوب الناس حتى وصلت إلى القدسيّة. ظلّ المعلّم مقدساً إلى أن اكتشفوا بلدنا لبنان، فأخذ المعلّم بالتدحرّج من عليائه حتى بات يلعن الساعة أنه فكّر يوماً أن يكون معلّماً.

وطبعاً السبب الرئيس بالانحدار قيمة المعلّم ماديّاً وليست معنوياً، ولا ننكر أنه لا يزال القدوة، والرسالة النبيلة في تربية وتثقيف المجتمعات، ولكن لم يُعط حقّه يوماً، وما زال يركض يُمنة ويسرى للحصول على حقّه دون جدوى… وفي عيده، ولمعرفة أسباب استمرار الدولة اللبنانية بهضم حقّه الشرعي للعيش بكرامة، اتصلنا بمنسّق مادة الفيزياء في وزارة التربية الأستاذ علي قنبر الذي قال: “المعلم تعيس في هذه الأيام. نعم المعلّم يرفض التعاقد الوظيفي لمدة 5 سنوات دون تعويض نهاية الخدمة. ويطالب بمشروع مباراة تثبيت عبر مجلس الخدمة، وبالسلسلة الرتب والرواتب، وتحسين الوضع الوظيفي”.

وأضاف قنبر: “أصبح الفرق بينه وبين الأستاذ الجامعي عشرات الدرجات. كما نطالب الدولة اللبنانية بإعطاء أهمية للمدرسة الرسمية المهملة تماماً”.

وأوضح قنبر سبب عدم تحقيق مطالب المعلمين إلى الآن قائلا: “إن السبب الأول هو سياسيّ بامتياز بمعنى ضغوطات سياسية. فالمعلّم رسالة تربوية أكثر ما هي مادية، ولكن هذا لا يعني أنه لا يحقّ للمعلم أن يعيش بكرامة، ومكتف مادياً. فعيد المعلّم يجب أن يكون في نفس قدسيّة ومرتبة عيد الأم”.

وقالت مدير عام مركز العالمي للإعلام والدراسات الأستاذة ماهرة مروّة: “إن وضع البلد السياسي يحيل دون حصول المعلّم على حقوقه، وهذا يعود إلى الفراغ الحاصل في البلد. وتضيف مروّة: حتى أن الاقتصاديين لا يريدون إعطاء القطاع العام حقوقه. فالقضية مسيّسة، ناهيك عن السلسلة فهي حق مكتسب منذ 1990”.

وأضافت مروة في يوم عيدها: “المعلّم صار اليوم أتعس مخلوق في لبنان، فحتّى هتلر منذ عقود من الزمن رأف بالمعلّم وعفا عنهم، والدولة اللبنانية لا ترأف ولا تنظر إليهم. إنه يوم حزين للمعلّم. وختمت مروة حديثها بقول للمتنبي: “عيد بأي حال عدت يا عيد”.الياس بو صعب

وأوضح وزير التربية الياس بو صعب خلال الاحتفال بعيد المعلم في الأونيسكو أن هناك موعداً مع الرئيس نبيه بري الأربعاء، وقدسمعنا منه إيجابية لتحريك موضوع السلسلة وإيجاد الحل السريع له”. وقال: “هناك كلام مطمئن بخصوص السلسلة بضرورة إعطاءالأساتذة حقوقهم، والجميع مقتنع بضرورة إقرارها بشكل عادلومتوازن مع المحافظة على نسبة زيادة واحدة للجميع. ومن الآن حتى فترة قريبة سترون لجان تعمل بجد لإقرار السلسلة”. أضاف:”في موضوع إجراء المباراة المفتوحة سيعلن عنها الشهر المقبلوتنتهي في شهر تموز. لقد وقعنا على أجرة ساعة جديدة لكل الأساتذة المتعاقدين وكل ساعة مراقبة يقوم بها الأستاذ ستدفععلى أنها ساعة وليس نصف ساعة”.

نعمة محفوض

وأكد نقيب المعلمين في المدارس الخاصة نعمة محفوض خلال احتفال لمناسبة عيدالمعلم في الأونيسكو أن “هيئة التنسيق هي صرخة اللبنانيين في وجه الفساد والظلم”، وقال: “نحن نوصل وجع كل معلم إلىالمسؤولين في البلد وستبقى هيئة التنسيق النقابية هيئة مستقلة ديموقراطية تنطق بإسم وجع اللبنانيين”. أضاف: “مستمرون في المطالبة بالسلسلة لأنها حق”، لافتاً إلى أن “10 آلاف معلم بانتظار أن تصبح الإجازات الجامعية إجازات تعليمية”.

السابق
من بيروت إلى قطر: مفاوضات العسكريين المخطوفين مستمرة
التالي
عون: هناك تقدّم بسيط على صعيد الاستحقاق الرئاسي