في معنى العفو عن فضل شاكر

بعد اتفاق الطائف عفا اللبنانيون عن بعضهم البعض. أو قل عفا أمراء الحرب عن المجرمين من أزلامهم. ربع مليون قتيل وجريح ومفقود ومليون مهاجر أو أكثر، تمّ العفو عمّن دمّر حيواتهم. وبنى الباقون، من مجرمين وأيتام وأرامل، لبنان الجديد.

اليوم يُدار مستقبل لبنان بالطريقة نفسها. بعد كلّ جولة حربية، في طرابلس أو صيدا أو بيروت، بعد 7 أيّار وبعد حروب الزواريب، يعفو اللبنانيون عن بعضهم البعض. ولا أحد يُحاسَب.

فضل شاكر لن يشذّ عن هذه القاعدة. سيتمّ الالتفاف على القانون وسيخرج “زيّ الشعرة من العجين”. ها هو يتلو فعل الندامة بين وسيلة إعلامية وأخرى. ولن يُحاسَب.

هذه ليست دعوة لمحاسبته. “يسواه ما يسوا غيرو”. لكنّها مناسبة لنتأمّل كيف أنّنا شعب من المجرمين والفاسدين، الذين لا يتوقّفون عن الغفران لبعضهم البعض، بانتظار جولات عنف وقتل وفساد جديدة.

السابق
انفجار في الاسكندرية يوقع قتيلا وعددا من الجرحى
التالي
السيّد الأمين: الزواج في الإسلام هو «زواج مدني»