تقدم حذر إلى تكريت و«داعش» يتجنب المواجهة

أشاد المرجع الشيعي علي السيستاني أمس بتقدم القوات العراقية في محافظة صلاح الدين ودعاها إلى «ضبط النفس»، و»عدم الاعتداء على الأبرياء». وطالب بتسليح العشائر في الأنبار. وعلى الصعيد الميداني استطاع الجيش العراقي وحلفاؤه دخول بعض المواقع وطرد مسلحي «داعش»، وبينها مدينة الدور القريبة من تكريت. وتوقع مسؤولون أمنيون سقوط مدينة العلم اليوم، وهي من أهم مواقع التنظيم المحصنة.

وقال ضابط كبير في قيادة العمليات في صلاح الدين لـ «الحياة» إن «الهجوم على معاقل داعش في المحافظة متواصل، وتمت محاصرة ثلاث بلدات مهمة في محيط تكريت». وأشار الى أن «قوات الأمن تحقق تقدماً جيداً. وعناصر داعش يتجنبون المواجهة المباشرة»، ولفت الى أن «العبوات الناسفة والطرق المفخخة تجعل تقدمنا حذراً لمنع وقوع خسائر، وتمكنت القوات خلال اليومين الماضيين من تفكيك مئات العبوات». وأوضح أن «محاصرة هذه البلدات هدفه قطع طرق الإمداد عن عناصر التنظيم المتحصنين فيها».

ونقلت وكالة «رويترز» عن زعيم منظمة «بدر» هادي العامري تأكيده «تحرير مدينة الدور كلها» أمس. وتوقع الدخول إلى مدينة العلم اليوم. وللمدينتين أهمية إستراتيجية كبيرة في الطريق إلى تكريت.

وأكدت وزارة الدفاع في بيان «انتهاء المرحلتين الأولى والثانية من الخطة الأمنية الخاصة بتطهير محافظة صلاح الدين من عصابات داعش، بدءاً من محور محافظة ديالى».

في الأنبار، أعلنت قيادة العمليات نشوب معركة أمس بين الجيش وعناصر من تنظيم «داعش»، خلال هجوم شنته قوات الأمن في منطقة «الحوز»، وسط الرمادي، حيث يسيطر التنظيم على مناطق فيه ويشن هجمات منه على المجمع الحكومي.

وفي هيت، غرب الرمادي، اعلن قائد الشرطة اللواء الركن كاظم الفهداوي أن قوات الأمن نفذت «هجوماً على معاقل الإرهاب في محيط القضاء أسفر عن قتل 14 عنصراً إرهابياً وتدمير 11 عربة رباعية الدفع كانوا يستقلونها، كما تمكنت من تدمير مخبأ كبير للأسلحة والصواريخ وتفجير سيارة مفخخة»، وأشار الى أن هناك «تقدماً جيداً للقطعات البرية في معارك تطهير القضاء».

وقال ممثل السيستاني في كربلاء عبد المهدي الكربلائي في خطبة الجمعة أمس: «نشيد بانتصارات الجيش والشرطة الاتحادية وغيارى المتطوعين من مختلف المناطق، وتحريرهم المزيد من القرى والنواحي والأقضية، في محافظة صلاح الدين من دنس عصابات داعش ونشدد على ضرورة أن يكون لأهالي هذه المناطق دور أكبر في العملية».

وأضاف «إن متابعة الأحداث في جبهات القتال تقتضي منا تأكيد بعض ما ورد سابقاً في توجيهات المرجعية الدينية العليا للمقاتلين، ألا وهو الاهتمام بتنظيم صفوفهم وتنسيق خطواتهم، ووضع الخطط المحكمة والتشاور في ما بينهم، للوصول إلى الوسائل الأنجع في تقدمهم لتحرير الأرض وتجنب الخسائر».

ودعا الكربلائي القوات المسلحة والمقاتلين إلى «ضبط النفس وعدم الخضوع للانفعال عند فقد حبيب أو عزيز، خصوصاً وسط العائلات التي يتمترس وسطها العدو، والرفق بالمستضعفين من الشيوخ والأطفال والنساء، حتى لو كانوا من ذوي الذين يقاتلونكم. بل كونوا حماة لهؤلاء المستضعفين. أعينوهم وأطعموهم من طعامكم».

وأشار إلى أن «الكثير من العشائر في محافظة الأنبار اظهرت مواقف وطنية مسؤولة بتصديها لعصابات داعش، وهي تشكو من قلة السلاح والعتاد اللازم، ومن قلة المواد الغذائية المطلوبة لعائلاتها المحاصرة، وتتعرض لإغراءات من هنا وهناك لتغيير موقفها. ونحن اذ نقدر أن الإمكانات المتاحة للحكومة لا تتيح توفير حاجات هؤلاء الأخوة، بصورة كاملة، لكن لا بد من تقديم ما يمكن تقديمه من سلاح وعتاد كي يستمروا في صمودهم».

السابق
الموارنة في تركيا خلال القرنَين التاسع عشر والعشرين
التالي
الأكراد والفلسطينيّون وزمن العالم