كلاب شاردة في حرج بيروت..أين بلدية بيروت؟

متنفّس بيروت يتعرّض لهجمة شرسة من كلاب شاردة، تصيب الرئة الأساسية للعاصمة وسكانها بالاختناق. فمنذ أيام لجأ ما يقارب العشرة كلاب إلى الحرج، من دون أن يشعر بها أحد في البداية، لكنها لم تستطع أن تنتظر طويلاً قبل البدء بالافتراس، فانقضت على امرأة قبل أيام، ما دفع البلدية إلى دقّ ناقوس الخطر ورشّ السم في المكان ككمين للقضاء على الدخلاء.

“لم يُغلق الحرج بشكل رسمي، فهذا الإجراء يحتاج الى قرار من المجلس البلدي، لكن الحرس ينصحون الناس بعدم الدخول لئلا يتعرّضوا لخطر الكلاب” بحسب ما أكد رئيس بلدية بيروت بلال حمد لـ”النهار”، ولفت إلى أن “دائرة الحدائق في البلدية رفعت إلى المحافظ كتاباً أكّدت فيه وجود كلاب شاردة داخل الحرج تعتدي على الناس”، وأضاف: “في أول جلسة للمجلس البلدي سنضع يدنا على الملف”.

كما تطرّق حمد إلى مشروع إعادة تأهيل الحرج، لضخ الأوكسجين الى العاصمة، وفتح أبوابه أمام كل من يقصده، دون ان يقتصر الأمر كما اليوم على السماح لمن يتجاوز عمرهم الثلاثين عامًا وللعائلات بالدخول اليه، حيث قال “يجري الإعداد لوضع دفتر شروط لتلزيمه لشركة تعيد تأهيله”، وتوقّع أن تتمّ عملية التلزيم أوائل فصل الصيف، على أن يبدأ تأهيله نهاية العام، ليفتتح للعموم في العام 2016.

أحد المسؤولين في فوج حرس بيروت أكد لـ”النهار” أن” الحرس يمنع الناس من الدخول إلى حرم الحرج،مضيفاً أن أعداد الكلاب الشاردة تزداد مع الايام ورغم الكتب التي رفعت إلى المحافظ لوضع خطة محكمة للتخلّص منها، إلا أنه حتى الساعة لم تتم الاستجابة “.

العدد بالآلاف
للقضاء على الكلاب الشاردة تمّ رشّ السم في المكان، ما أثار حفيظة رئيس جمعية APAF ثريا معوض التي قالت لـ”النهار”: “هناك أعداد كبيرة من الكلاب الشاردة، وحسب الاحصاءات الأخيرة لهذا العام، يوجد في بيروت وكسروان وجونية ما يقارب العشرة آلاف منها، فإذا أرادوا التخلّص منها بوضع السموم لها، كيف سينعكس الامر على البيئة والماء والتراب والهواء، ولنفترض أن طفلاً وقع على أرض الحرج، أو أكل من هذه السموم ألا يموت في ثلاث دقائق فقط؟ هذه الطريقة لم يتبعها أجدادنا فكيف نحن نتبعها اليوم وندّعي الحضارة والتطوّر والتشبّه ببلاد الغرب”.

معوض تحاول القيام بمشاريع مشتركة مع البلديات لجمع الكلاب الشاردة في الشوارع وخصيها تمهيداً لتوزيعها على أشخاص تحتاج لمساعدتها، “كحراسة كراج أو أي مكان يقتنع صاحبه بإيوائها والاهتمام بها”. وشرحت “اجتمعنا مع المحافظ السابق لمدينة بيروت والشمال ناصيف قالوش الذي أبدى تجاوبه معنا، لكن فعلياً لم يساعدنا، كما اجتمعنا مع محافظ بيروت الحالي، وضعت بين يديه خطة عمل فوعد بتشكيل لجنة لكنه لم يعاود الاتصال بي”.

معالجة متمدّنة
“نحن نريد حماية السكان، فالأمر خطير وليس بسيطًا، الكلاب الشاردة تشكل خطراً على الانسان لا سيما اذا كانت تعاني من أمراض، لكن طريقة معالجة الموضوع يجب أن تكون متمدّنة، فإذا كان الكلب يعاني من مرض الكلاب على سبيل المثال، نلجأ الى حقنه بحقنة الرحمة لا الى السلاح كما يعتمد البعض”.
أبناء بيروت باتوا يخشون متنفّسهم الذي قد يخنقهم في أيّ لحظة، لذلك حتى لو أُعلن أن الكلاب باتت في خبر كان، فإنه من الصعب نسيان أنه في يوم من الأيام كان يمكن أن يتحوّل أحد زائري الميدان جثة لولا لطف الرحمن. لذلك سيحتاج الأمر الى وقت، والى مبادرة من البعض لكسر حاجز الخوف، وإلى خطة من المجلس البلدي لمواجهة ليس فقط الكلاب الشاردة التي دخلت الى الحرج بل الآلاف منها، التي تقتحم الساحات بعد منتصف الليل، والتي هي خطر فعلي يمرّ من أمامنا، وإن لم نسمع إلى الآن خبر تعرّضها لإنسان، لكن بما أن الوقاية خير من قنطار علاج، فلا بدّ من التحرّك الآن قبل أن ينعى لبنان ضحية لها في أحد الأيام!

(النهار)

السابق
أول فيديو للتلميذ الذي تحول إلى «ذباح داعش»
التالي
حوارات إسلامية في مواجهة «داعش»