جلسة هادئة لمجلس الوزراء… ونظام داخلي لإدارة الجلسات

كتبت صحيفة “الشرق” تقول : بعد توقف لنحو أكثر من أسبوعين تقريباً، بسبب الاختلاف على “آلية العمل”، عادت الحياة الى شرايين العمل الحكومي من جديد أمس، وترأس الرئيس تمام سلام جلسة في السراي الحكومي لم تتجاوز الساعات الثلاث، بحضور الوزراء جميعاً، باستثناء وزير العدل اشرف ريفي الموجود خارج لبنان…
“لا تبديل”، “لا تعديل” ولا تغيير في “آلية العمل” التي كان معمول بها، “بل روحية جديدة”، وتأكيد الرئيس سلام على موقفه من التوافق ورفضه التعطيل… وذلك عبر اتفاق مجلس الوزراء على “نظام داخلي للمجلس من ستة بنود…”.
وكعادته استهل رئيس الحكومة الجلسة بمداخلة ذكر فيها بأن “الحكومة هي ائتلافية، وشكلت تحت عنوان المصلحة الوطنية وحققت انجازات… الى ان حصل الشغور في مركز الرئاسة، فاستقرار الرأي على اعتماد التوافق نهجاً لعمل الحكومة” لافتاً الى ان هذا التوافق “يجب ألا يؤدي الى التعطيل…” مؤكداً – على ما قال وزير الاعلام رمزي جريج – “أنه كان ولايزال يطالب في كل جلسة لمجلس الوزراء بضرورة انتخاب رئيس جمهورية جديد… ولكن في ظل الحالة الاستثنائية الناتجة عن الشغور الرئاسي فإن خيار التوافق، المعطى له الأولوية في المادة 65 من الدستور، يبقى الخيار الأفضل، مع الحرص على ألاّ يؤدي اعتماد هذا الخيار الى التعطيل والعرقلة والذي لن يتهاون فيه رئيس الحكومة بعد اليوم…” ووافقه كل الوزراء في ذلك، على ما قال وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، الذي أشار الى ان “لا آلية جديدة لعمل المجلس، بل روحية جديدة… وان مدة الجلسات ستصبح ثلاث ساعات فقط، وبعدها سترفع الجلسة… بهدف ان يعتاد الوزراء على اعتماد الاختصار ودرس ملفاتهم قبل الجلسة وليس على طاولة المجلس…”.
ارجاء تعيين لجنة الرقابة
على المصارف
واذ انتهت الجلسة الى اقرار عدد من المواضيع المدرجة على جدول الأعمال، إلا أنه أرجأ تعيين أعضاء “لجنة الرقابة على المصارف” الى الاسبوع المقبل، لاستمرار الخلاف حوله واصرار وزراء “التيار الحر” على أسماء من “الحصة المسيحية”…
وإذ وصف وزير الاتصالات الجلسة بأنها “كانت هادئة وتوضيحية” فقد أشار الى ان “الآلية توضحت بما يحول دون قدرة وزير على التعطيل… كما تمنع التعطيل الذي لجأ اليه فريق من الوزراء مستغلاً مبدأ التوافق لتعطيل عمل الحكومة”.
وكشف الوزير حرب عن “النظام الداخلي” لادارة الجلسات ويقوم على النقاط التالية: تقليص وقت الجلسات، تحديد موعد عقد الجلسات والساعة، واذا لم يكتمل النصاب تؤجل، وتخفيض مداخلات الوزراء…”.
سليمان: الحل بالنزول
الى مجلس النواب
إلى ذلك، وإذ لم يحصل أي تقدم يذكر على خط انتخاب رئيس جديد للجمهورية وقد دخل لبنان يومه السادس والثمانين بعد المئتين من دون رئيس فقد أكد الرئيس ميشال سليمان “أهمية التوافق والحوار بين اللبنانيين”، مجدداً تأييده المساعي الرامية لانجاح العمل الحكومي في ظل عودة مجلس الوزراء الى الاجتماع لمعالجة الشؤون الحياتية…” واعتبر خلال استقباله نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، والنائب كاظم الخير، “ان اتفاق الطائف والدستور المنبثق عنه، يرتكزان الى التوافق والحوار والميثاقية، شرط ألا يفهم التوافق تعطيلا بهدف الابتزاز، وألا يفهم الحوار مقايضة لاجل المصالح الشخصية و المحاصصة، بل بهدف تذليل العقبات للاسراع في انتخاب رئيس الجمهورية، الضامن الأساسي للميثاقية”… مؤكداً ان “الحل هو النزول الى جلسة مجلس الوزراء الاسبوع المقبل وتأمين النصاب الدستوري الكامل لانتخاب رئيس جمهورية، ومن بعده الذهاب الى وضع استراتيجية لمكافحة الارهاب، مع ما نشهده في المنطقة من خطر داهم ممكن ان يدخل الى الاراضي اللبنانية…” ومؤكداً أيضاً على “أهمية الهبة السعودية للجيش والتي بدأت ترجمتها العملية عبر وصول دفعة منها الى فرنسا لتأمين الأسلحة للجيش…”.
تطمينات أميركية لدول الخليج

ووسط هذه التطورات الداخلية، المواكبة للتطورات الدولية والاقليمية، التي يجمع الافرقاء كافة على دقتها، بل “خطورتها، وخطورة تداعياتها على الساحة اللبنانية، والتي من بينها المفاوضات حول “النووي الايراني” وما يمكن ان يعكسه “الاتفاق” على الساحة الاقليمية، التي دفعت وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى زيارة المملكة العربية السعودية، حيث التقى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز ومسؤولين آخرين، بهدف توفير الطمأنينة الكافية، لجهة “ان بلاده لن تسمح لايران بامتلاك قنبلة نووية وان أي اتفاق مع طهران لن يضر بمصالح دول الخليج…”.
جديد حوار “القوات” – التيار

وسط هذه التطورات، فإن الساحة اللبنانية تترقب انطلاق “الخطة الأمنية في بيروت والضاحية الجنوبية التي تم التوافق عليها في جولة الحوار السابعة (الاثنين الماضي) بين “المستقبل” و”حزب الله” مع متابعة مآل الحوار بين “القوات اللبنانية” والتيار الوطني الحر”… وفي هذا، فقد نقلت “المركزية” عن “مصادر مطلعة” تأكيدها ان رئيس “القوات” سمير جعجع سينجز وضع ملاحظاته على مسودة بيان “اعلان النيات” خلال 24 ساعة لتسليمها الى النائب ابراهيم كنعان لنقلها الى “الرابية” ليطلع عليها الجنرال ميشال عون، لابداء الرأي، واذا ما تمت الموافقة على صيغتها النهائية يصبح موعد اللقاء (بين جعجع وعون) قيد التداول ورهن أجندة مواعيد الرجلين…” لافتة الى “ان المصادر توقعت ألا يطول الوقت قبل ان يصبح التقاط الصورة الجامعة لعون وجعجع متاحاً… مشيرة الى ان نهاية الاسبوع تشكل محطة مهمة في هذا السياق، وقد يبرز معطى جديد على هذا الصعيد قبل يوم (غد) السبت…
قهوجي: لا صفقات سرية
تحت الطاولة

في سياق مختلف، واذ لم تسجل خلال اليومين الماضيين أية تطورات أمنية لافتة، وتحديداً على الحدود اللبنانية – السورية – شمالاً وبقاعاً، فقد استعرض قائد الجيش العماد جان قهوجي، في مكتبه في اليرزة، الأوضاع العامة خصوصاً ما يتعلق بمنطقة الشمال، مع النواب سمير الجسر، خالد زهرمان ومحمد كبارة… حيث جرى التأكيد على أهمية الاستقرار الذي تنعم به المنطقة منذ الخطة الأمنية…
إلى ذلك، فقد أكد العماد قهوجي في “حديث تلفزيوني” – “ان الجيش يتمتع بكفاءة قتالية عالية وقادر على دحر الارهاب وهو لا يستهدف المدنيين أبداً…” مشدداً على ان “المهمة الأساسية للجيش في هذه المرحلة، حماية لبنان من أي فتنة ومواجهة الارهاب”. مشدداً على ان “الجيش لجميع اللبنانيين ولن يكون جزءاً من الصراع السياسي ولا اداة بيد أحد…” معتبراً ان “أي حديث عن مطالب شخصية بمناصب سياسية ورسمية في الدولة لا معنى له…” ولافتاً الى “ان الجيش مؤسسة انضباط وقتال بلا طموحات سياسية وقيادته لا تعقد صفقات سرية تحت الطاولة”.
أهالي العسكريين وخلية الازمة

على صعيد آخر، وفي وقت أكد وزير الداخلية نهاد المشنوق “ان المفاوضات مجمدة مع تنظيم “الدولة الاسلامية” فقد ترأس الرئيس سلام مساء أمس اجتماعا لخلية الأزمة الوزارية، وجرى البحث في الاتصالات الجارية المتعلقة بملف العسكريين المخطوفين. هذا في حين أشار أهالي العسكريين المحتجزين لدى “داعش” و”النصرة” الى ان توقف المفاوضات مع “داعش” سببه لوجستي وميداني ويعود لخلافات على الارض عند التنظيم، كما ان المعارك التي دارت أخيراً أخّرت المفاوضات قليلاً لكنها ستستأنف بلا شك…”.
وإذ أعرب الأهالي عن تفاؤلهم بالوساطة التركية – القطرية، كشفوا أنهم التقوا قبل يومين وزير الصحة وائل ابو فاعور وطمأنهم… وهم في صدد الاجتماع بوزير الدفاع سمير مقبل والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم للوقوف عند جديد المفاوضات الجارية…”.

(الشرق)

السابق
11 وزيراً مع مطالعة سلام .. والمراسيم تصدر وفقاً للأعراف الدستورية
التالي
الحكومة تنعقد برئاسة «الأستاذ» سلام: العرقلة ممنوعة