الحوار السابع بين «المستقبل» – «حزب الله» ما جديده؟

حسن نصرالله وسعد الحريري

لاشك ان العديد من المراقبين توقفوا مليا امام ابعاد البيان الذي صدر عن نتائج جلسة الحوار السابعة التي انعقدت مساء الاثنين الماضي بين “حزب الله” و”تيار المستقبل” من زاوية انه بيان مقتضب جدا خلافا للجلسات الست السابقة وانه ملتبس وحمال اوجه وهو ما اوحى لهؤلاء، وكأن الحوار الذي انطلق قطاره قبل اشهرعدة قد وصل الى دائرة المراوحة لدرجة ان المشاركين فيه لم يستطيعوا ان يبتكروا بيانا واعدا ينطوي على ما يعزز الامال المعلقة عليه.

لكن مصادر تواكب عن كثب تفاصيل هذا الحوار ابلغت الى “النهار “ان الجلسة الاخيرة للحوار بين قطبي الساحة السياسية في لبنان كانت كسابقاتها حافلة بالمعطيات الايجابية وواعدة بالمزيد من الخطى التي من شأنها ان تعزز الرهانات المعقودة على هذا الحوار ضمن سقف توقعات الفريقبن بعدما قررا خوض غمار هذه التجربة الحوارية النوعية.
واشارت المصادر عينها الى ان طاولة الحوار الاخيرة بوشر البحث فعلياً وربما للمرة الاولى بمقاربة بند الاستحقاق الرئاسي. ولقد كان ممثلو التيار الازرق هم من فتح باب النقاش حوله من زاوية” الضرورة القصوى “للتعجيل بملء الشغور الرئاسي كمدخل اجباري لتحقيق الاتي:
– انهاء”ازمة “آلية عمل الحكومي التي برزت اخيرا وفرضت نفسها معوفاً امام استمرار حكومة تصريف الاعمال.
– ان وجود رئيس للجمهورية من شأنه ان يعزز التوجه العام الى جبه الارهاب المتربص في البلاد والعباد على الحدود وفي الداخل.
– ان انتخاب رئيس جديد يؤمن الاستقرار السياسي والامني ويؤمن عمل المؤسسات التي لايشك احد بانها باتت تعاني بوادر الترهل بفعل الفراغ في سدة الرئاسة الاولى.
ولقد لفت ممثلو التيار في هذا السياق الى ضرورة تأمين النصاب الدستوري لجلسة انتخاب الرئيس في مجلس النواب.
من جهتهم اكد ممثلو حزب الراية الصفراء انهم بالعموم مع هذه الرؤى والتوجهات وانهم مع ضرورة انجاز الاستحقاق الرئاسي اليوم قبل الغد. وكرروا في الاطار وجهة نظرهم المعروفة والثابتة والقائمة على قاعدة ان اسم مرشحهم للرئاسة معروف وانهم ما زالوا متمسكين به (العماد ميشال عون) وانهم يرون ضرورة التوجه الى مقره في الرابية لمناقشة الموضوع معه في شكل جدي وعاجل.كمقدمة لطي مرحلة الفراغ الرئاسي التي يشكو الجميع من اثارها وتداعياتها السلبية.
ثم عاد النقاش مجددا الى البند الاساسي والدائم وعنوانه العريض تبديد الاحتقان وترسيخ الاستقرار الامني ومضاعفة الجهود لمكافحة الارهاب.
وفي هذاالسياق جرى عرض سريع لنتائج الاجراءات الاخيرة التي اتخذت في اعقاب التفاهم في جلسات سابقة على الشروع بخطوات عملية على الارض مقدمة لتبديد الاحتقان . وعليه تطرق المتحاورون الى ضرورة تعزيز هذه الاجراءات عبر توسيع نطاق الخطط الامنية التي نفذت سابقا سواء في بيروت او البقاع الشمالي او في طرابلس والشمال عموما وقد بحث في الاطار نفسه مسالة ان تمتد الخطة الامنية لتشمل الضاحية الجنوبية. وابدى ممثلو الحزب ترحيبهم بهذا الامر.
واشارت المصادر عينها الى ان ممثلي الحزب اثاروا موضوع المخاطر التي يشكلها الارهاب، خصوصاً بعد التيقن من المعلومات التي تواترت عن خطط يعد لها الارهاب للتمدد وتوجيه ضربات جديدة في مناطق لبنانية معينة كما اثاروا ضرورة ايجاد السبل الكفيلة في جبه هذا الارهاب وطرق دعم الجيش الذي يركز جهوده لصد هجمات الارهاب وضرورة التنسيق بين الاجهزة لتحقيق هذه الغاية الملحة.
وبالاجمال كانت وفق المصادر عينها مقاربة ممثلي الطرفين للبنود السياسية والامنية المطروحة مقاربة هادئة وعقلانية وبروحية الرغبة ببلوغ نتائج ايجابية على ان يستكمل النقاش في الجلسة الثامنة للحوار التي حدد موعدها في 15 اذار الجاري.

(النهار)

السابق
«ليبان بوست» وطابع «يوم المرأة العربية»
التالي
عاطفة نتنياهو هزمت أوباما