قرارات مجتزأة لاتحاد السلة تنتهي بإيقاف ستوغلن ومحمود

من كان يمر في محيط مقر الاتحاد اللبناني لكرة السلة اعتباراً من الرابعة عصر أمس ظن للوهلة الأولى أنه قريب من اجتماع لـ «مجلس الأمن» او احدى جلسات المحكمة الدولية. يعج المرأب الخاص بمبنى مقر «أنطوان الشويري» بعربات النقل الخارجي بينما وصل مراسلو ومصورو القنوات المحلية والعربية الى قاعة الجلسة قبل معظم أعضاء الاتحاد.

وحده الأمين العام المحامي غسان فارس جالس في القاعة في موقعه المعتاد على يسار كرسي الرئيس وقد أتم كل واجباته واختصر المواد المرتبطة بالحالة المتنازع عليها وكان حتماً يعرف ما هي القرارات الواجب اتخاذها، ولو تمت استشارته لوفر الأعضاء على أنفسهم 6 ساعات من الجدال العقيم.
اللافت كان عودة الأعضاء المعتكفين، وقد عبَّرعن موقفهم نائب الرئيس نادر بسمه بقوله «إن حضورهم اليوم (أمس) هو بمثابة واجب وطني لأن الوضع حساس لكن أسباب المقاطعة لم تنتف بعد».
في الخارج يصل أعضاء الاتحاد تباعاً، وكل واحد منهم يحمل بيده ملف النظام الأساسي وبنود العقوبات وفي اليد الثانية إما علبة سجائر وإما بعض أدوية وجع الرأس تحسباً لما ينتظرهم في جلسات يتوقع أن تطول لساعات لأن القرار فيها لا يبدو سهلاً، خصوصاً أن أكثر من مادة تنطبق على نهاية المباراة بين «الرياضي» و«الحكمة».
بدا بعض الأعضاء متأثرين بهذا الأمر فهناك المادة 150 التي تنص على خسارة كل فريق يتسبب جمهوره في تعطيل اي مباراة، وهذا ما يطالب به نادي «الحكمة» باعتبار الرياضي خاسراً. أما المادة 182 فتفرض تخسير الفريق المنسحب وهذا ما ينطبق على «الحكمة» بحسب الاتحاد لأن ادارته رفضت متابعة المباراة.
وبعد ثلاث ساعات حلَّ وقت الذروة في قنوات التلفزة المحلية حيث نشرات الأخبار فأفسح رئيس الاتحاد أمام المراسلين لدخول غرفة الاجتماعات لإجراء مداخلات ورسائل يتخللها مقابلات مباشرة معه.
كل التوقعات كانت تشير الى أن الجلسة ستمتد لساعات خصوصا أن فترات الاستراحة طالت ما بين مراجعة اشرطة الفيديو بدقة شديدة وقراءة تقارير المراقب والحكام. وبعد مداولات جرى التوافق على أن المادة 150 لا تنطبق على الحالة لأن الحكام أقفلوا «سكور شيت» المباراة.
وعلى عكس ما ساد من اجواء حول منع الجمهور كليا استنادا الى كلام وزير الشباب والرياضة عبد المطلب حناوي، بدا أن الأعضاء يعارضون هذا التوجه مؤكدين أن كلام الوزير كان مجرد لحظة غضب خصوصا بعدما تبين لاحقا أن وزير الداخلية نهاد المشنوق بعيد عن هذا التوجه. وأكثر من هذا الكلام أكد اكثر من عضو انه ليس هناك أي غطاء لهذا القرار.
المأزق الأكبر الذي وقع فيه أعضاء الاتحاد بحسب مصادر مطلعة أن حكام المباراة استعملوا صلاحياتهم في اقفال ورقة السكور خلافا لرأي قيادة الاتحاد التي لا يحق لها التدخل فحال ذلك دون تطبيق المادة 150، وعليه طالت الجلسة وتوقفت اكثر من مرة لأن حسابات بعض الأندية تحكمت بمدة إيقاف اللاعبين ولم يصدر القرار حتى ساعة متأخرة من الليل إلا بعد ان توافق الأعضاء على ايقاف لاعب «الحكمة» ستوغلن ثلاث مباريات ولاعب «الرياضي» علي محمود خمس مباريات.
فواز
وبعد ٦ ساعات من النقاش خرج عضو الاتحاد رامي فواز ليقول «إن الاتحاد بدأ يتأثر بألوان قمصان اللاعبين ويستنسب في إصدار القرارات، وهذا ما دفعنا لمغادرة الجلسة. وكشف فواز أن الجلسة انقلب مسارها فجأة وراح البعض يخترع أمورا غير موجودة وظهر بوضوح وجود تسريبات وتوجيهات تتحكم بآراء الأعضاء عبر الهاتف.
وكان أعضاء الاتحاد اتفقوا على تغريم النادي الرياضي 5 ملايين وإيقاف جمهوره لثلاث مباريات، وبقيت العقوبة بحق محمود وستوغلين عالقة بحيث ساد الانقسام حول مدة الإيقاف بعد تعادل الاصوات. فالبعض اعتبر أن ستوغلين كانت ردة فعله أقل وطأة من محمود بينما اصر آخرون على أن القانون لا ينص على ضربة قوية وأخرى خفيفة وعليه فلا بد من مساواتهما في العقوبة وإيقافهما 3 مباريات بالتساوي.
من جهتها اعتذرت ادارة «النادي الرياضي» من رئيس وأعضاء اتحاد كرة السلة ومن نادي «الحكمة» الشقيق ومن جماهير كرة السلة اللبنانية. وأكدت على ان العلاقة التاريخية بين نادي «الحكمة» و «النادي الرياضي» لن تزعزعها نتيجة مباراة او احتكاك بين لاعبين او جماهير غاضبة.
وثمنت الهيئة الادارية عالياً موقف رئيس الاتحاد اللبناني وليد نصار الذي عالج الإشكال بكل جرأة وتجرد.

(السفير)

 

السابق
كيف تختبر ذكاءك الجنسي؟
التالي
حزب الله وعقدة «الخمينية»